الأسد يؤكد أن الإرهاب لا حدود له.. ودمشق تدين دخول 150 جندياً أميركياً وتعتبره عدواناً

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن «الهجمات الإرهابية التي ضربت مناطق عدة من العالم تثبت أن الإرهاب لا حدود له، وأن القضاء عليه يتطلب جهدا دوليا مشتركا، ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما أيضا على صعيد محاربة الفكر الوهابي المتطرف الذي يغذي الإرهاب».

جاء هذا التأكيد للرئيس الأسد خلال استقباله عضو مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد بلاك، أمس، في دمشق، وبحث معه الوضع في سورية وما تتعرض له من حرب .

من جهته، أكد السناتور بلاك أنه «من المهم إطلاع الشعب الأميركي على حقيقة ما يجري في سورية بعيداً عن التضليل الذي تمارسه بعض الجهات في الإدارة الأميركية»، مشددا في الوقت نفسه على «ضرورة بذل الجهود لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية والتي تمثل انتهاكاً فاضحاً للقوانين الدولية».

إلى ذلك، أدانت سورية أمس بشدة العدوان السافر المتمثل بدخول 150 جندياً أميركياً إلى أراضيها في رميلان، مؤكدة أن هذا التدخل مرفوض وغير شرعي وجرى دون موافقة الحكومة السورية.

ونقلت الوكالة السورية للأنباء سانا أمس عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله: «تلقينا بقلق بالغ الأنباء التي تحدثت عن دخول 150 جندياً أميركياً الأراضي السورية إلى منطقة رميلان».

وأضاف المصدر أن «الجمهورية العربية السورية تدين بشدة هذا العدوان السافر الذي يشكل تدخلاً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية»، مؤكداً أن «هذا التدخل مرفوض وغير شرعي وجرى دون موافقة الحكومة السورية، وهو بمثابة اعتداء صريح ينتهك أراضي الجمهورية العربية السورية، وهو بذلك يتناقض مع الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية».

وشدد المصدر على أن «الجمهورية العربية السورية التي يواصل شعبها وجيشها الباسل التصدي لتنظيم داعش وجبهة النصرة وباقي الجماعات الإرهابية المرتبطة بها تؤكد رفضها المطلق لهذا العدوان وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقفه».

على صعيد آخر، أكد مصدر في مجموعة العمل الأممية في جنيف استخدام المسلحين مادة الكلورين في منطقة الشيخ مقصود في حلب.

وقال الجانب الأميركي: «إن مواد كيميائية ممزوجة بمواد غير متفجرة استخدمت في حلب، وهو ما خفض نسبة الضحايا»، معتبراً أن «أسلوب استخدام المواد الكيميائية في حلب مشابه لأسلوب القاعدة في العراق».

بدوره، أكد الجانب الروسي أن التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان الاستخدام اقتصر على مواد كيميائية أم أسلحة كيميائية.

وأمام هذا التأكيد الروسي الأميركي التزم ممثلو تركيا والسعودية وقطر الصمت في لقاء المجموعة الدولية في جنيف. ويشكل استخدام المجموعات المسلحة هذه المواد، أو السلاح الكيميائي في حال أثبتت التحقيقات ذلك ، بالنسبة للأمم المتحدة والجانبين الروسي والأميركي أمراً في غاية الخطورة، على أساس أن هذه المجموعات قد ثبت امتلاكها لهذا النوع من «المواد السامة والقاتلة»، ويمكنها استخدامها ساعة تشاء.

من جهة ثانية، جدد الجانب الروسي خلال اجتماع المجموعة الدولية تحذير المجموعات المسلحة التي وقَّعت على قرار وقف الأعمال العدائية من البقاء الى جانب «جبهة النصرة». وقال مسؤول مكتب الاتصال الروسي في جنيف، وهو ضابط رفيع المستوى: إذا بقيت هذه المجموعات في حماية جبهة النصرة «سيكون لنا حديث آخر».

وفي السياق، نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقالا عن مفاوضات جنيف بين الوفد السوري الحكومي ووفود المعارضة مشيرة إلى أن اللجنة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة الخارجية قررت وقف مشاركتها فيها.

انتهت يوم 27 نيسان في جنيف جولة دورية من المفاوضات بشأن الأزمة السورية.

وتميزت الجولة الثالثة من المفاوضات بإعلان اللجنة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الخارجية عن وقف مشاركتها في الحوار. وقد اتخذت اللجنة هذا القرار في 18 نيسان الجاري مبررة ذلك بانتهاك القوات الحكومية المستمر للهدنة.

ويشير المراقبون، من جانبهم، إلى أن السبب الرئيس هو الهجمات التي يشنها الجيش السوري بالقرب من حلب على مواقع الفصائل المسلحة التي لم توقع اتفاقية وقف إطلاق النار.

على الصعيد الإنساني، أفادت منظمة الصليب الأحمر الدولي بأن الوضع في حلب بات مأساويا ويقترب من حافة الكارثة الإنسانية بسبب استمرار العمليات القتالية حول المدينة.

وقالت المنظمة في بيان صدر عنها، إن المدينة تعرضت للدمار الشديد بما في ذلك مرافقها العامة ومنشآت البنية التحتية، وهو ما تسبب في حرمان السكان من المياه والكهرباء منذ شهور طويلة.

ويتعرض السكان لخطر محيق مع تأجج الأعمال القتالية في حلب وخاصة في المناطق القريبة من خطوط التماس.

ونوه الصليب الأحمر الدولي بتعرض مستشفى «القدس» للقصف، وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُقصَف فيها هذه المؤسسة الطبية التي تتعاون مع المنظمة الدولية ومع منظمة «أطباء بلا حدود» واعتبر ذلك مرفوضا بتاتا.

ودعا الصليب الأحمر جميع الأطراف المتناحرة في سوريا إلى إبداء الرأفة بالمدنيين وعدم مهاجمة المشافي أو استخدام الأسلحة المدمرة، وإلا فإن ذلك سيدفع حلب نحو حافة الكارثة الإنسانية.

وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» قد أعلنت أمس، عن تعرض مستشفى ترعاه في حلب للقصف الجوي المباشر.

وذكرت أن 24 شخصاً استشهدوا بسبب القصف، منهم بعض النزلاء والعاملين في المستشفى.

من جانبه، أكد مكتب مبعوث الأمم المتحدة لشؤون سورية ستيفان دي ميستورا، تدهور الوضع في حلب.

وقال يان إيغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية، إن الوضع تدهور في حلب بشكل كارثي خلال اليومين الأخيرين، وكذلك تدهور في بعض المناطق القريبة من حمص.

وفي السياق الإنساني، أعلن إيغلاند أن المنظمات الإنسانية تمكنت من إيصال المساعدات إلى أكثر من نصف سكان المدن السورية المحاصرة.

وقال إيغلاند أثناء مؤتمر صحافي في جنيف أمس: «للمرة الأولى، رأينا أن أكثر من 50 من السكان في المناطق المحاصرة تسلموا المساعدة مرة أو مرات عدة»، مشيرا إلى أن ذلك يمثل إنجازا كبيرا.

وأوضح أن 255 ألف شخص حصلوا على مساعدات إنسانية في العام الحالي، مشيرا بالمقارنة إلى أن المنظمات الإنسانية لم تصل في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي إلا إلى 3 من سكان المناطق المحاصرة فقط.

وهناك حوالي 4.5 ملايين شخص يعيشون في أماكن يصعب نقل المساعدات الإنسانية إليها في سورية، من بينهم 400 ألف في المناطق المحاصرة.

يذكر في هذا السياق أن القوات الروسية تقوم بشكل يومي تقريبا بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المدن والبلدات السورية.

وأفاد موقع وزارة الدفاع الروسية الأربعاء بأن 4 أطنان من المساعدات سلمت إلى سكان بلدات في محافظتي حماه وحلب. وأشار مركز المصالحة الروسي في «حميميم» أمس إلى أن العسكريين الروس قاموا بإيصال 2,5 طن من المساعدات لمحافظة حمص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى