ظلّ

بلال شرارة

أنا لا يسكن ظلي في المرآة

هل يسكن ظلّك في المرآة؟

أنا ما عندي مرآة!

لم أتأنق في المرآة!

لا أنكر

أحلق ذقني في وجه المرآة

ثم كفاها المولى

فأغادرها

حتى لا تغلق دوني الباب عليها

قال النادل في المقهى:

لم أبصرْه

يدخل باب الكأس علينا

يعبر في المرآة لدينا

قال النادل: إنّ فلاناً يمشي في الظل من الظل

لا يتبعه ظل

ليس له ظل في المرآة

قلت له: في العام السادس من موتي

كنتُ قرأت الفاتحة على روحي.. ومضيت

أغلقت أنا دوني باب القبر

حتى لا يتبعني ظلي

جلس على المرتبة الاسمنتية

يوماً، شهراً، دهراً

وتمرمر في الوقت الظل

ملّ من الشمس،

المطر، البرد، الثلج

من أقوال الناس عن المرحوم

من الهمس:

أنْ كان شديد البأس

كعنترة العبسي

شديد البؤس

كفلان المكي

بلا ظل

كان شديد الضوء

ديوجين الإغريقي

وكان وكان

كان يحب الناس

يعوتل شتلات التبغ على الموسم

يحرس في الليل

بلا وقعٍ أو ظلٍ

على أطراف البيت فلسطين

يا أنت بلا ظلٍ أنت

مساء صباح

بلا ظلٍ في ليل

أعرف من أنفاسك أن أنت أتيت

فافتح باب الشرفة كي يعبر ظلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى