أسعار النفط تسجّل أعلى مستوى في 2016 والسعودية تنوي رفع إنتاجها إلى مستوى قياسي

قفزت أسعار النفط أمس إلى مستوى جديد هو الأعلى في 2016 بدعم من تراجع الدولار وتقلص الإنتاج في الولايات المتحدة على الرغم من أن زيادة إنتاج الشرق الأوسط التي تلوح في الأفق كبحت المكاسب.

وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بسعر 48.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 0644 بتوقيت غرينتش بزيادة 16 سنتاً عن سعر آخر إغلاق في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 24 سنتاً إلى 46.27 دولار للبرميل وهي أعلى مستويات لعقود الخامين هذا العام.

وقال بنك الاستثمار جيفريز أمس إنّ «السوق تدخل في توازن أفضل ونحن ما زلنا على رأينا بأنّ التخمة الحالية في المعروض ستتحول إلى نقص في المعروض في النصف الثاني».

لكنّ دويتشه بنك قال إنّ الزيادة المحتملة في إنتاج الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك نتيجة للارتفاع الكبير في إنتاج إيران وبعد الانقطاعات في بعض الإمدادات في العراق ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة قد تكبح الارتفاع الذي تحقق في الآونة الأخيرة في أسعار الخام».

وفي سياق متصل، قالت مصادر في قطاع النفط في السعودية إنّ إنتاج المملكة من الخام سيرتفع إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع المقبلة لتلبية الطلب على الكهرباء في فصل الصيف لكن من غير المرجح أن يصل إلى الحدّ الذي تغرق به الأسواق العالمية.

وقالت المصادر إنّ الإنتاج قد يرتفع إلى نحو 10.5 مليون برميل يومياً خلال الصيف. وقالت ثلاثة مصادر ترصد الإنتاج السعودي إن إنتاج أبريل نيسان لم يسجل تغيرا يذكر عند نحو 10.15 مليون برميل يومياً.

وقد تساعد تلك التوقعات على تهدئة مخاوف السوق من إمكانية أن تضيف المملكة الكثير إلى تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية بعد أن انهارت مباحثات تثبيت الإنتاج التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة هذا الشهر بعد أن رفضت الرياض التوقيع على الاتفاق من دون مشاركة طهران به.

وقبل أيام من الاجتماع قال ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنّ باستطاعة المملكة أن ترفع إنتاجها على الفور إلى 11.5 مليون برميل يومياً وأن تصل به إلى 12.5 مليون برميل يوميا خلال ستة إلى تسعة أشهر إذا كانت لديها الرغبة في ذلك.

وقال بعض المحللين إنّ تلك التصريحات تعطي إشارة على الدخول في مرحلة جديدة في المعركة على الحصة السوقية مع إيران التي تزيد صادراتها بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.

لكنّ مصادر في القطاع في المملكة قالت إنّ الرياض لا تخطط لإغراق السوق بالمزيد من الخام في حالة عدم وجود طلب.

وقالت المصادر إنّ التصريحات التي أدلى بها الأمير محمد بن سلمان كان هدفها تسليط الضوء على قدرة المملكة من الناحية النظرية على زيادة إنتاجها من الخام.

وسأل أحد المصادر: «أحد عشر مليون برميل يومياً؟ لا أتوقع ذلك»!

وقالت المصادر إنّ الإنتاج سيظلّ على الأرجح من دون تغير يذكر عند 10.2 إلى 10.3 مليون برميل يوميا وإنه قد يرتفع بنحو 200 ألف إلى 300 ألف برميل يومياً في أشهر الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى نحو 10.5 مليون برميل يومياً.

وغالباً ما يرتفع الإنتاج في الصيف عندما تحرق المملكة أكثر من 800 ألف برميل يومياً لتوليد الكهرباء مع ارتفاع الطلب على تكييف الهواء.

ولدى شركة «أرامكو» السعودية عملاق قطاع النفط طاقة إنتاجية تصل إلى 12 مليون برميل يومياً مع الاحتفاظ بفائض يتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً لاستخدامه في حالة تعطل الإمدادات العالمية.

لكنّ الإنتاج لم يصل أبداً إلى 11 مليون برميل يومياً. وضخّت المملكة 10.56 مليون برميل يومياً في يونيو حزيران العام الماضي وهو مستوى قياسي من الإنتاج. وأبقت المملكة الإنتاج من دون تغير يذكر في آذار عند 10.22 مليون برميل يوميا ولم تكشف بعد عن بيانات نيسان.

وفي وقت سابق من هذا الشهر باعت أرامكو 730 ألف برميل للتحميل في حزيران للمصفاة الصينية شاندونغ تشامبرود للبتروكيماويات وهي واحدة من بين 20 مصفاة مستقلة.

وكانت تلك هي أول عملية بيع فوري من أرامكو لمصفاة مستقلة، لكنّ مصادر في قطاع النفط بالمملكة العربية السعودية قالت إن مثل تلك الصفقة لا يجب النظر إليها على أنها تصعيد لأي معركة على الحصة السوقية.

أعلنت مصادر مقربة من وزارة الطاقة الروسية أمس أنّ إنتاج البلاد من النفط هبط إلى 10.86 مليون برميل يومياً في الفترة من الأول من نيسان حتى يوم 28 من الشهر ذاته مقابل 10.91 مليون برميل يوميا في آذار.

ومن المنتظر نشر البيانات الرسمية الخاصة في شهر نيسان في الثاني من أيار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى