تظاهرة حاشدة للعمّال في عيدهم بوسط بيروت: للقضاء على الفساد وإقرار الحقوق

احتفل عمال لبنان بعيد العمال العالمي، بتظاهرة حاشدة بدعوة من اللقاء النقابي التشاوري والمركز النقابي الديمقراطي المستقل والحزب الشيوعي، ضمت إلى العمال أساتذة وموظفين ومتعاقدين وأجراء ومجموعات من الحراك الشعبي وعمال وعاملات الخدمة المنزلية من عدد من الدول الأجنبية، ورفعت شعارات من أجل تحقيق دولة الرعاية الاجتماعية ومن أجل الحقوق في العلم والعمل والرعاية الصحية والاجتماعية ومن اجل القضاء على الفساد والرشوة ونهب المال العام ومن أجل التغيير الديمقراطي والسلم الأهلي، ومن أجل سلسلة رتب ورواتب عادلة معدلة وحماية الحريات النقابية وإقرار حقّ التنظيم النقابي لموظفي القطاع العام.

انطلقت التظاهرة من أمام مقرّ الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في الكولا، قبل ظهر الأحد، باتجاه وسط بيروت مروراً بكورنيش المزرعة، ثكنة الحلو، مار الياس، ساحة الشهداء وسط إجراءات أمنية مشدّدة.

وفي وسط المدينة، أقيم احتفال خطابي بدأ بالنشيد الوطني ثم ألقى رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبدالله كلمة شدّد فيها على «حقّ الشباب في العلم والعمل، من أجل حقوق الفلاحين والعمال الزراعيين، من أجل الأجر المتساوي للعمل المتساوي وإلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة في القوانين اللبنانية، من أجل إلغاء قانون الايجارات التهجيري الأسود، وإقرار خطة تستند إلى حق السكن، من أجل حق المتقاعدين وكل العاملين بالقطاع العام والمصالح المستقلة بالتقاعد والضمان الاجتماعي والصحة والتعليم والماء والكهرباء والنقل والسكن والخدمات العامة والتغطية الصحية الشاملة، من أجل تحسين نوعية التعليم الرسمي العام والمهني والجامعي وتعديل مناهج الجامعة اللبنانية ومناهج التعليم ما دون الجامعي».

ثم تحدثت بهية بعلبكي باسم «التيار النقابي المستقل»، مشدّدة على «محاربة الفساد والمفسدين الذين جعلوا لبناننا بلد العلم والإشعاع مزبلة الشرق كلّ ما فيه غير مطابق إلا لمواصفات الفساد والمفسدين لطمع جشع الوقحين الذين لا تهمهم إلا المحاصصة ونهب مقدرات الدولة».

وتحدثت النيبالية روجامايا ليمبو باسم العمال والعاملات الأجانب قائلة: «اخترنا وأخذنا القرار بالمشي مع العمال اللبنانيين للمطالبة بالتوقيع على اتفاقية منظمة العمل الدولية عن العمل اللائق لعمال الخدمة المنزلية، الاتفاقية 189 لأننا نواجه نفس ظروف الحياة والمشاكل ونعاني مثل العمال اللبنانيين، لدينا كلنا حقوق».

وتحدث وديع الأسمر من حملة «طلعت ريحتكم»، داعياً «إلى الوحدة ومواجهة خلافاتنا». وحيت رئيس اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس، «هذا المشهد المتنوع والموحد حول غاية واحدة وهي العدالة الاجتماعية»، داعية إلى تكريسه في الانتخابات البلدية.

وتحدث الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب فقال: «نحتفل اليوم بمناسبة الأول من أيار مثلما يحتفل العالم أجمع بعيد العمال العالمي، عهداً ووفاء للذين كتبوا بدمائهم وتضحياتهم ولادة هذا العيد في شيكاغو من رحم المعاناة والظلم والاستثمار، فإلى شهدائنا شهداء الطبقة العاملة اللبنانية، شهداء شركة الريجي ومزارعي التبغ ومعمل غندور والحركة الطلابية وإلى شهيد الدفاع عن حقوق صيادي الأسماك معروف سعد».

وأضاف: «نتابع المسيرة ونحن أكثر تماسكاً ووحدة، وحدة مبنية على ما أنجزه مؤتمرنا الحادي عشر من تعميق للتجربة الديمقراطية التي أعطته مكانة ورفعة جعلته مثالاً يحتذى في رفض الوراثة السياسية والتعيين، وفي التطلع نحو المستقبل بالتجديد والتغيير. نتابع المسيرة من أجل بناء دولة مدنية، دولة علمانية ديمقراطية، دولة مقاومة ودولة للرعاية الاجتماعية».

وتابع: «إنه الشعار الذي حدّدنا من خلاله موقع حزبنا السياسي المستقل، عليه بنينا في السابق ولسوف نبني اليوم مدماكاً فوق مدماك، وبقدر ما نتمكن من ترجمة برنامجنا بأدق تفاصيله حول مجمل مواصفات هذه الدولة التي نريد، وبقدر ما ننجح في صياغة الخطة السياسية التنفيذية لهذا البرنامج ووضعها موضع التنفيذ، تتوهج هذه الاستقلالية وتتظهر ويسطع نورها ليضيء الطريق أمامنا وأمام شعبنا كي يتخلص من هذه الدولة الفاشلة الطائفية والمذهبية، متوسلين في ذلك توحيد النضال الوطني والنقابي للطبقة العاملة بكل مكوناتها».

وختم غريب: «من هذا الموقع السياسي المستقل، يخوض حزبنا الانتخابات البلدية على أساس سياسي تنموي في المدن الرئيسية والبلدات كافة ضدّ القوى الطبقية المهيمنة، والثنائيات الطائفية المختلفة، تعبيرا عن المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحيوية للفئات الشعبية التي نسعى إلى تمثيلها».

ودعا أمين سرّ لجنة الدفاع عن المستأجرين في طرابلس والمينا حسين مواكي إلى «تصحيح الأجور وإقرار السلم المتحرك له». كما طالب بـ«تعزيز التعليم الرسمي بجميع مراحله وتعزيز دور الجامعة الوطنية والتعليم المهني ومراقبة وتخفيض الأقساط في المدارس الخاصة والجامعات، تحسين وضع المزارعين والعاملين في الزراعة ودعم هذا القطاع وتوفير الإرشاد والادوية والعمل لتسويق المواسم، تأمين حق التنظيم النقابي في القطاعين العام والخاص ووقف التدخلات في العمل النقابي من القوى السياسية والطائفية، وتطبيق الاتفاقية 87 وغيرها من الاتفاقيات ذات الصلة بحقوق العمال والمستخدمين».

وختم: «مدعوون للدفاع عن لقمة العيش والحرية ولإنشاء النقابات المستقلة من أجل الدفاع عن حقوقنا وحماية مصالحنا على أساس مستقل وديمقراطي».

بيانات تهنئة

وفي سياق متصل، هنأت إدارة النقابات والمهن الحرة في حركة الناصريين المستقلين المرابطون في بيان، «العمال والمزارعين والموظفين وجنود لبنان بمناسبة الأول من أيار».

وأكدت على «أهمية العامل بمختلف القطاعات الخاصة والعامة كونه المحرك الأساسي للعجلة الاقتصادية والادارية»، مثمنة «دور جميع القطاعات العمالية».

كما هنأت «رابطة الشغيلة» و «تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية وكوادرهما»، لمناسبة عيد العمال في الأول من أيار عمال لبنان والعرب والعالم، داعين الشعب اللبناني بكلّ فئاته الى «التوحد لخوض النضال الاجتماعي والسياسي ضد السياسات الرأسمالية المتوحشة لاسقاطها وتغييرها لصالح اعتماد سياسات تقوم على تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، والعمل على استرداد اموال اللبنانيين المنهوبة نتيجة الفساد والتي تكفي لتلبية جميع المطالب المحقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى