زمكحل: إبداعنا أعظم ثروة لدينا

نظم تجمع رجال الأعمال اللبنانيين برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، في مطعم «لومايون» ـ الأشرفية، لقاء مع الإعلاميين وأعضاء الوفد الذي زار المكسيك برئاسته، في حضور السفير المكسيكي خيمي غارسيا أمارال، نقيبي الصحافة عوني الكعكي والمحرّرين الياس عون، مديرة «الوكالة الوطنية للإعلام» لور سليمان، رئيس تجمُّع رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا أنطوان منسى، ورؤساء تحرير صحف ومجلات، وصحافيين اقتصاديين.

بداية، تحدث زمكحل عن زيارة الوفد إلى المكسيك، وزيارته المؤسسات العامة والحكومية، خاصة وزارة الاقتصاد ووزارتي الشؤون الخارجية والصحة، وكذلك مع وكالة الاستثمار PROMEXICO ومجلس التجارية الاستثمار الخارجي COMCE، ووكالة السياحة والعقارت FONATUR ووكالة التعاون الدولي AMEXCID.

وقال زمكحل: «أما في ما يتعلق بالسوق والاقتصاد المكسيكي، فأستطيع أن أقول لكم إننا كنا جميعاً معجبين بهذه السوق الضخمة المؤلفة من 120 مليون نسمة، وبإمكاناتها من حيث الطلب والتطور والنمو في جميع المجالات. من الواضح أنّ السلطات والقطاع العام المكسيكي قد أجروا إصلاحات اقتصادية لتعزيز تنمية القطاع الخاص، ولجذب المستثمرين وبناء نمو منتظم وثابت. إنهم يسعون لاستقبال وتشجيع كبار رجال الأعمال وأصحاب المشاريع والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً اللبنانيين بهدف خلق شراكات مع نظرائهم المكسيكيين. إنّ أهداف السلطات ليست فقط مركزة على الموارد الطبيعية النفط والغاز والمعادن ولكن في الغالب على الانفتاح نحو القطاع الخاص، في مجال الخصخصة وبناء اقتصاد مختلط مع تطوير مؤسسات القطاع الخاص على المستوى المحلي والدولي. من جهة أخرى، يتم إيلاء اهتمام خاص للموقع الجغرافي للمكسيك الذي ينبغي أن ينظر إليه على أنه بوابة مميزة لقارة أميركا اللاتينية، وخصوصا نحو الولايات المتحدة، وأهميته للتجارة والتبادل التجاري مع المنطقة المحيطة بها، للعب دور منصة اقتصادية كبيرة، ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة للسوق المشتركة لاتفاق المحيط الهادي الذي يقدم العديد من الميزات الضرائبية وغيرها من الفوائد للبلدان الأعضاء».

وأشار إلى أنّ «اجتماعاتنا مع القطاع الخاص أظهرت اهتماماً كبيراً في خلق شراكات تآزر، ومشاريع مشتركة مع رجال الأعمال اللبنانيين ليس فقط في المكسيك، ولكن خصوصاً للتنمية الدولية. تمّ تحديد علاقة رابح/رابح WIN / WIN بوضوح: إنّ رجال الأعمال اللبنانيين بحاجة إلى رجال الأعمال المكسيكيين للنمو والاستثمار والاستقرار في هذه السوق العظيمة لأميركا اللاتينية ذات النمو المتزايد. في حين يحتاج رجال الأعمال المكسيكيين إلى نظرائهم اللبنانيين للتطور في منطقة الشرق الأوسط وحتى على الصعيد الدولي بمساعدة الجالية اللبنانية الكبيرة الموزعة في جميع أنحاء العالم وذات التأثير الكبير».

أضاف: «كررنا بوضوح طوال اجتماعاتنا أنه سيكون من الصعب جداً أو حتى من المستحيل البدء بمشاريع جديدة جنينية في المكسيك Start up نظراً إلى المسافات الطويلة التي تفصل قارتينا ومعرفتنا وخبرتنا المحدودة في هذا السوق ولكن نحن مهتمون بشدة بهذا الاستثمار في رأس المال الشركات المحلية ذات الامكانات القوية، للعمل بالفعل في هذه السوق، ولخلق التآزر الإنتاجي ولدمج معرفتنا وخبرتنا مع هذه الشركات المربحة. وقد تم تشكيل لجنة ملاحقة وسيتم إرسال بشكل منتظم جميع العروض والفرص الاستثمارية في الشركات المكسيكية من جميع المناطق لدراستها بعمق».

وتابع: «من ناحية أخرى دعونا الشركات المكسيكية للاستثمار في رؤوس أموال الشركات اللبنانية ذات الإمكانات العالية والنمو المنتظم والتي يمكن أن تكون أيضا بمثابة منصة مثالية وبوابة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها. لقد أكدنا أيضاً أنّ اقتصاداتنا ومعرفتنا ليست تنافسية لأنّ الاقتصاد اللبناني هو اقتصاد متخصص مقارنة مع الاقتصاد المكسيكي الذي هو اقتصاد جماهري. بعبارة أخرى، حدّدنا بشكل واضح علاقة تكامل لا علاقة تنافسية، في حين يجب تنفيذ التعاون المثمر والتآزر المنتج للنمو معاً. علينا أن نعمل معاً من أجل التطوير بشكل مستقل، مترابط أو مشترك. وخلال كل لقاءاتنا ذكرنا بأننا من أنصار الاقتصاد والأعمال الحرة، والإبداع، والتنمية الاقتصادية والتجارة بعيداً أي انتماء آخر. وأكدنا في اجتماعاتنا أن لبنان مؤلف من 4 ملايين نسمة وهو بالتأكيد من أصغر الدول في المنطقة وحتى في العالم، لكننا بلد صغير ذي إمكانات كبيرة وضخمة، نحن بلد صغير لديه رجال أعمال من الأنجح في العالم، بلد يتعامل مع أكبر الدول وأكبر القارات. إن أعظم ثروة لدينا لا تكمن في الأرقام أو في الكميات انما في الجودة والكفاءة والربحية، والإبداع، والدراية، والأفكار، وإدارة الأزمات، والتكيف السريع، وفي العديد من المزايا الأخرى المعروفة والمعترف بها في جميع أنحاء العالم».

وختم زمكحل: «إنّ هذه الرحلة كانت ناجحة جداً على جميع المستويات، وسيتبعها العديد من الوفود الأخرى أو زيارات مختلفة. ينبغي لكلّ رجل أعمال متابعة العلاقات الثابتة عن كثب والاستفادة منها والبناء مرتكزاً على البذور التي تمّ زرعها».

ثم قدم رئيس تجمع رجال الأعمال درعاً تقديرية للسفير المكسيكي، الذي ألقى كلمة شكر فيها زمكحل على ما قام به الوفد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى