الأسد لبوتين: حلب تُعاهد ستالينغراد البطلة بدحر العدوان

هنأ الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد النصر على النازية. وأعرب في رسالة تهنئة باسمه وباسم الشعب السوري عن أخلص التهاني لبوتين وللشعب الروسي الصديق بهذا اليوم، والذي دفع الشعب الروسي ثمناً باهظاً له وسطّر في التاريخ أسطورة صمود وانتصار ستبقى تلهم الأجيال على مدى العصور.

وأكد الأسد أنّ «مواقف روسيا النبيلة ومساعدتها المشكورة للشعب السوري للوقوف في وجه الإرهاب، تعتبر استمراراً طبيعياً لما عُرف عن الشعب الروسي من الوقوف في وجه الظلم والعدوان والانتصار لقضايا الشعوب العادلة».

وقال الأسد إنّ مدينة حلب اليوم، كما جميع المدن السورية، تعانق ستالينغراد البطلة وتعاهدها أنها رغم شراسة الأعداء وقساوة العدوان ورغم حجم التضحيات والآلام، فإنّ مدن وقرى سورية وشعبها وجيشها الأبي لن يقبلوا بأقلّ من دحر هذا العدوان وتحقيق الانتصار النهائي عليه لما فيه خير سورية والمنطقة والعالم.

من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس أنّ طهران ستزيد من عدد الخبراء العسكريين الإيرانيين في سورية، وذلك بسبب تنشيط عمليات مكافحة الإرهاب، مضيفاً أنهم سيبقون في البلاد طالما تطلب دمشق ذلك.

وأوضح عبد اللهيان في حديث لوكالة «نوفوستي» أنه «لا يوجد في سورية مقاتلون إيرانيون أو وحدات إيرانية خاصة. لقد أرسلنا سابقاً بطلب من الحكومة السورية مستشارين عسكريين من حرس الثورة الإسلامية. وهم مستشارونا العسكريون المختصّون في مكافحة الإرهاب».

وأضاف المسؤول الإيراني أنه «إلى جانب هذه العناصر، أرسلنا عدداً من خبرائنا ومستشارينا العسكريين، حضروا، حسب الحاجة، في مناطق الأعمال القتالية واستشهدوا».

وأكد عبد اللهيان أنّ طهران ستزيد من عدد الخبراء العسكريين الإيرانيين في سورية، وذلك بسبب تنشيط عمليات مكافحة الإرهاب، مضيفاً أنهم سيبقون في البلاد طالما تطلب دمشق ذلك.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى وجود بعض الخسائر في صفوف المستشارين الإيرانيين وعناصر حرس الثورة الإسلامية في سورية.

إلى ذلك، قال مصدر في الخارجية الروسية لوكالة «تاس» للأنباء، أمس، إنّ تاريخ انعقاد اجتماع مجموعة دعم سورية على المستوى الوزاري في فيينا سيتم في 17 أيار.

وأضاف المصدر: «إنّ هذا التاريخ يناسبنا، فقد تمّ التوصل إلى اتفاق مبدئي» مرجّحاً أنّ «المباحثات السورية السورية ستنطلق بعد الاجتماع الوزاري المرتقب».

وسبق لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن قال إنه لا يستبعد إجراء اجتماع المجموعة «في المستقبل المنظور» لتحفيز العملية السياسية.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من جانبه أول من أمس، أنّ الولايات المتحدة تتوقع أن يجري اجتماع البلدان الأعضاء في المجموعة في غضون الأسبوعين المقبلين من أجل تسريع عملية تسوية الأزمة السورية.

ميدانياً، تمكن الجيش السوري من استيعاب وصدِّ هجوم المجموعات المسلحة على بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، حيث أحبط محاولات السيطرة عليها بعد تكبيده المهاجمين عدداً كبيراً من القتلى والجرحى وتدميرِ عددٍ من آلياتهم.

وكانت المجموعات المسلحة خرقت الهدنة في حلب بقصف صاروخي ومدفعي على بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي في وقت أعلنت «جبهة النصرة» على حسابها على «تويتر» انطلاق معركة في ريف حلب الجنوبي بهدف السيطرة على بلدة خان طومان.

وتصدّى الجيش السوري لهجوم المسلحين على بلدة خان طومان بقصف مدفعي عنيف تلاه محاولة تقدم المسلحين من جهة الخالدية ـ خان طومان حيث دارت اشتباكات استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، فيما استهدف سلاح الجو في الجيش السوري بسلسلة غارات متواصلة حشودات وتعزيزات المجموعات المسلحة في جبهة خان طومان.

وتمكن الجيش السوري من تدمير آلية «بي أم بي» مفخخة يقودها انتحاري إثر استهدافها بصاروخ موجه قبل وصولها إلى هدفها في محيط بلدة خان طومان، كما دمّر آلية دفع رباعي مجهزة برشاش ثقيل من عيار 23 ملم في محيط البلدة وقتل وجرح أفراد طاقمها.

واستهدف إرهابيو تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات المسلحة التابعة له بالقذائف الصاروخية الأحياء السكنية في مدينة حلب في انتهاك لنظام التهدئة الذي بدأ سريانه فجر أول من أمس.

وأفاد مصدر في حلب بأنّ «التنظيمات الإرهابية استهدفت بـ 20 قذيفة صاروخية أحياء الاشرفية وجمعية الزهراء والميدان والسليمانية ومنطقة الفاميلي هاوس ومدرسة الفرح» في مدينة حلب. وأضاف المصدر إنّ الاعتداءات الإرهابية «أسفرت عن أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة من دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين».

يشار إلى أنّ التنظيمات الإرهابية استهدفت خلال الأيام العشرة الأخيرة الأحياء السكنية في مدينة حلب بمئات القذائف الصاروخية والهاون ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة المئات أغلبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى أضرار مادية كبيرة بعشرات المنازل ومشفيي الرازي والضبيط.

ووصف الكرملين الهدنة في مدينة حلب السورية بأنها هشة جداً، لكنه أكد أنّ الجانبين الروسي والأمريكي ما زالا يأملان في صمود نظام وقف إطلاق النار أمام الخروقات.

وقال ديمتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي للصحافيين أمس: «إننا نأمل دائماً بالأفضل، وهذا ما يسعى إليه الجانبان الروسي والأميركي على حدّ سواء».

وفي السياق، استعاد الجيش السوري السيطرة على تلة السيرياتل في حقل شاعر الغازي، بريف حمص الشرقي. ودارت معارك كرّ وفر بين الجيش السوري وتنظيم «داعش»، الذي تمكن من السيطرة على غالب النقاط في الحقل. وأفادت معلومات بأنّ التنظيم فجّر أربع آليات مفخخة في حمص خلال هجومه.

وأكد محافظ حمص طلال البرازي، في تصريح لوكالة الأنباء السورية، أنّ 12 شهيداً ارتقوا وأصيب 28 شخصاً بجروح خطيرة، جراء تفجيرين انتحاريين بسيارة ودراجة نارية في مدينة المخرم الفوقاني بريف حمص الشرقي. من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري المعارض عن «مقتل عشرة مدنيين واصابة 40 آخرين بجروح الخميس، في تفجيرين استهدفا بلدة المخرم الفوقاني في محافظة حمص وسط سورية».

وتتواصل عمليات نزع الألغام في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي. ونشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد لعمليات تفجير عشرات الألغام في المدينة. وكان تنظيم «داعش» قد خلف وراءه مئات الألغام في طرقات المدينة الأثرية تعمل فرقٌ هندسيةٌ من الجيشين السوري والروسي على إزالتها لتأمين المدينة لدخول المدنيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى