سوزان نجم الدين: «الحبّ حياة»… عنوان مسيرتي الفنية

دمشق ـ آمنة ملحم

لم تُخفِ الفنانة المتألقة سوزان نجم الدين سعادتها، لا بل فخرها باختيارها من قبل شركة «أكيومن» للهواتف الذكية من بين نجمات الشرق الأوسط كلّهن، لتكون سفيرةً للشركة، والوجه الإعلامي للعلامة التجارية في الشرق الأوسط. متمنيةً أن تصبح الوجه الإعلامي للشركة في العالم أجمع.

نجم الدين التي تتخذ من مقولة «الحبّ حياة» عنواناً عريضاً لمسيرتها الفنية، لإيمانها أنّنا بالحبّ نصنع الحياة، عقدت مؤتمراً صحافياً في دمشق، افتتحته بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح كلّ شهيد سقط على أرض سورية الجريحة.

وجاء عقد المؤتمر الصحافي رغبة من سوزان نجم الدين لتوضيح أسباب انسحابها من حفل جوائز «موركس دور» بعد وصولها إلى مرحلة متقدّمة فيه. الأمر الذي شكّل مفاجأة لدى كثيرين، وبقصد التواصل مع الإعلام السوري الذي اشتاقت للاجتماع معه.

الانسحاب جاء وفق تأكيد نجم الدين، كون شركة «أكيومن» هي الراعي البلاتيني لـ«موركس دور» هذه السنة، فحفاظاً على مصداقية اللقب، وهو الأهم بالنسبة إليها، اعتذرت عن إكمال الرحلة مع الجائزة، متمنية التوفيق للمشاركين، ومؤكدة أنهم يستحقون الفوز جميعاً.

وقدّمت الفنانة السورية شرحاً بسيطاً عن جهاز «أكيومن»، لافتة إلى أنه سيكون الهاتف الخلوي الأحدث في العالم، وأطلق في غينيا، وسيُطلق في الشرق الأوسط خلال حفل «موركس دور»، وهو مزوّد ببروجكتور لشاشة سينما 100 إنش، ويُشحن بثلاث ثوانٍ فقط.

الشركة اختارت نجم الدين لتمثلها في الشرق الأوسط إعلامياً، ولتكون معهم دائماً، نظراً إلى موقعها المهم ومكانتها المرموقة ومصداقيتها مع الناس. وتؤكّد الشركة أنّ سوزان نجم الدين «ميديا ستار» وأيقونة من أيقونات الدراما العربية، لذا ترفع رأسها كفنانة سورية وكمجتهدة تعبت كثيراً لتبقى في المقدّمة، ولتكون اليوم خياراً لهذه الشركة العالمية.

وفي معرض ردّها على أسئلة الصحافيين التي تحدّثت عن أقاويل تدّعي انسحابها لحسم النتيجة لصالح فنانة غيرها، أكّدت نجم الدين أن الجائزة لا تُحسم سوى قبل أيام قليلة من الحفل، والتصويت يوحي بأن الربح غالباً سيكون حليفها، لكنّها فضّلت المصداقية على الفوز، وأن بحوزتها خلال مسيرتها الطويلة الكثير من الجوائز والألقاب المهمة، لكن جائزة الجمهور تبقى الأهمّ. كما أنّ منظّمَي الحفل فادي وزاهي الحلو قدّرا انسحابها وأعربا عن حزنهما لخيارها، لكنهما أعلنا أنهما سيكرّمان نجم الدين خلال حفل «موركس دور». والجوائز بلا شك لها قيمتها في نفس الفنان، ولكن الأهم يبقى تقييم الفنان لنفسه، ومعرفته مكانَته، وسعيه إلى التطوير المستمرّ.

ولم يكن اختيار وجه نفرتيتي في حملتها الدعائية لـ«موركس دور» نوعاً من الغرور على الإطلاق، وهو الذي ينبع من نقص في شخصية حامله على حدّ تعبير نجم الدين، مشيرة إلى أنها لا تصدّق النجومية، فلا أحد يبقى في مكانه مهما كان عظيماً، وتبقى الإنسانية الأهم، والاختيار تم لاعتمادها مقولة الفن والحضارة والتاريخ في حملتها، ونفرتيتي أنثى ورمز تمثل هذه المقولة، ولها باع طويل في الثقافة والحضارة. كاشفة عن مفاجأة التحضير لعمل قادم عن نفرتيتي، وأن الحملة جاءت لرصد ردّ فعل الجمهور مسبقاً، ومدى تقبّله الفكرة.

أما عن تقليد صورة مارلين مونرو في الحملة الدعائية لـ«أكيومن» فجاء وفق كلام نجم الدين، لكونها أيقونة من أيقونات السينما العالمية، ولفكرة الارتباط بين الموبايل والسينما. وهي نجمة عالمية. ففي حال اختيار نجم الدين لتمثّل «أكيومن» عالمياً في المستقبل، فالصورة ستساهم في انتشار الموبايل بشكل أكبر، كما أنّ هناك شبهاً بينها وبين مونرو، لاحظته إحدى المصوِّرات الشهيرات في أميركا صدفةً وبشكل عفويّ خلال تواجد سوزان مع أبنائها المقيمين هناك.

وترى بطلة «امرأة من رماد» أنّ هذه الخطوة الجديدة مع شركة «أكيومن» ستشكّل إضافة قيّمة إلى مسيرتها الفنية والثقافية.

وبالانتقال إلى الحديث عن الدراما والسينما، رأت نجم الدين أنّهما لم تتمكّنا من تمثيل الأزمة السورية بعد، وإن عكستا بعضاً من جوانب الأزمة. لكنّ الصورة لم تكتمل بعد.

وردّاً على سؤال «البناء» عن شروطها المسبقة للمشاركة في أيّ عمل دراميّ، لفتت نجم الدين إلى أن الجودة والرسالة والكادر الفنّي مع القصة، كلّها عوامل مهمة تقف عندها للمشاركة في أيّ عمل، أما الأجر فيأتي في النهاية. وفي حال حقّق العمل الشروط التي ترغبها، فلا تنظر إلى الأجر أبداً.

وتابعت نجم الدين مع «البناء» حول ظاهرة التنازلات لدى الفنانات الشابات لشركات الإنتاج، وإن كانت قدّمت تلك التنازلات في بداية مسيرتها الفنية، لتؤكد أنها لم تتنازل يوماً لا في مجال الدراما ولا في حياتها الاجتماعية. منوّهةً أن الحرب أينما حلّت، تخلّف آثاراً سواء كانت في مجتمع عربي أو أجنبي، وهذه الظاهرة تتواجد أيام الحروب بشكل عام.

وعن أقرب شخصية إليها في مسيرتها الفنية، تشير نجم الدين إلى شخصية «مدام جهاد» في «امرأة من رماد»، وتعرب عن رضاها التام عنها. فهي لم تمثّلها بل تشبهها كثيراً، وهو دور معقّد أخذ من روحها. وكان الدور الوحيد الذي سيطر عليها لمدّة ستة أشهر بعد التصوير. رافضةً وصفه بالجريء، فهو لم يقدّم سوى جرعة عادية من الجرأة الفنية برأيها.

ولا تنكر الفنانة السورية حبّها للأعمال الشامية، لكن الظروف لم تسمح بتواجدها فيها. فالعمل الشامي يمسّ بيئتنا وتراثنا وأجدادنا، ومن الجميل التمثيل في هذا المجال. ولكن الحرص يكون في اختيار الدور، فهي كانت وما زالت ضدّ نساء «باب الحارة» والصورة التي يصدّرها هذا المسلسل عن المرأة السورية إلى الخارج، لا سيما أن المرأة الدمشقية كانت وما زالت مثقفة وعالمة وفنانة ومناضلة.

وتبدي بطلة «نهاية رجل شجاع» تفاؤلها وسعادتها بالعمل من جديد مع الفنان أيمن زيدان، في مسلسل «أيام لا تُنسى». مؤكّدةًً أنّ زيدان شريك الدرب والفنّ، والعمل معه متعة سواء كممثل أو كمخرج، وأنّ هناك كيمياء خاصة لطالما وُجدت بينهما. وتعتقد أنّ «أيام لا تُنسى» سيكون عملاً مميّزاً بكمية الحبّ النابعة من روح أيمن زيدان وفريق العمل، أكثر من التكنيك كمخرج.

ولا تتوانى نجم الدين عن الإبقاء لعروض الدراما السورية الأولوية لديها، شرط أن تضيف إليها وإلى بلدها. بينما تفضل الانقطاع في حال عروض الأعمال التي لا تضيف الجديد. ولا تزال رغم العمل في الدراما المصرية ترى نفسها أقرب إلى الأعمال السورية. فهي بمثابة الأمّ، والدراما العربية بمثابة الخالة، والأمّ تبقى الأغلى، وسورية هي الأمّ.

ولم تندم سوزان نجم الدين يوماً على اختيارها طريق الفن والابتعاد عن عالم الهندسة ـ مهنتها الأولى ـ كما أنها ما زالت مهندسة، واعدة بمفاجأة لها في عالم الهندسة والفن معاً.

وتصرّ نجم الدين على أنها ستبقى الوجه الآخر للحرب، وسفيرة المحبّة والسلام، وهي تحمل هذا اللقب بقلبها، وتؤمن أنّنا بالمحبة نتجاوز المِحَن كلّها، ونبني وطناً، وهي كلمة صغيرة إنّما مفعولها كبير، والسلام هو ما نطمح إليه جميعاً.

وتوجّه الفنانة السورية رسالتها إلى كل سوري بأن يجتهد في مجاله، ويضع هدفاً له ويسعى نحوه ليحقّق نجاحاً فيه، ويبني نفسه أوّلاً، ثمّ وطنه.

وعلى الصعيد الشخصي، ما زالت سوزان تعشق المفاجآت، وتخشى الحسد لإيمانها بوجوده حقاً في الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى