جورج خبّاز: حبّذا لو تُمنَح مادة الفنون في المدارس أهميّةً ووقتاً

نظّم طلاب الإعلام في «جامعة العلوم والآداب اللبنانية» لقاءً حوارياً مع المخرج والممثل جورج خبّاز بعنوان «المسرح مرآة المجتمع»، وذلك في قاعة الجامعة ـ طريق المطار ـ بيروت، بحضور شخصيات مسرحية وفنية ومجموعة من أساتذة الجامعة وطلاب إعلام من جامعات متنوّعة، فضلاً عن طلاب من الكلّيات المختلفة في «جامعة العلوم والآداب».

بعد النشيد الوطني، كان عرضٌ مسرحيّ قصير من تمثيل الطالبين محمد الخشن وبتول شيت، لمشهد مأخوذ من مسرحية «هلّق وقتا»، وهي من تأليف جورج خبّاز وإخراجه. ثم كان تقرير مصوّر عن جورج خبّاز يسلّط الضوء على شخصيته. وفيه أكد خبّاز أنّ الوجع الأكبر الذي نعانيه كشرقيين يجعل في داخلي ألماً استطعت من خلال الموهبة أن أحوّله إلى مشهدية معينة. وتناول التقرير مشاهد من مسرحياته التي تتوّجه إلى المستويات العمرية والفكرية كافة.

كما عرضت الطالبتان نور فرج وملاك عبود تحقيقاً مصوّراً عن وضع المسرح الحالي ونوعية المسرحيات والمادة الثقافية التي تحتويها، وفيه آراء للممثلين غبريال يمّين وزياد حوّاط، وطلاب فنون من كلّيات مختلفة.

بعد ذلك، كان حوار بين الطالبين حسن مدلج ودينا مشيك وخبّاز الذي رأى أنّ المسرح مرآة المجتمع، وليس بالضرورة أن تكون القصة حدثت في الواقع، لكن الشخصيات ببُعدها النفسي تحاكي الرسالة، أو الآفة التي شكّلت خطراً على المجتمع.

وقال: أعتبر نفسي ابن الناس، أي ابن الحياة، والثقافة ليست حكراً على أحد، فأنا شخصية متعدّدة الجوانب بين أستاذ جامعيّ ومخرج وممثل، وهذا ما أكسبني تعاملاً مع أساتذة وطلاب وسائقي التاكسي، فأخذت منهم هواجسهم وترجمتها على المسرح، باعتبار أن خشبة المسرح مرآة صادقة وناصعة، ومنبري تواصلي وتفاعلي عاكس لمشاكل الناس.

وتحدّث عن الذين تأثر بهم في عمله المسرحي فقال: تابعت شارلي شابلن مطوّلاً أثناء فترة مرضي الذي أرغمني على الجلوس في البيت لمدة ستة أشهر. فحفظت مشهدياته الصامتة، واعتبرتها الأصعب، لأن الرسالة السامية تبقى في أذهان الناس إذا ظهرت بالشكل الصحيح، كما تأثرت بالممثل دريد لحام، وزياد الرحباني، وشوشو وآخرين.

وأكد خبّاز أن الكوميديا خليط من قضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية ووطنية، وقال: لقد جعلت الكوميديا لي شخصية خاصة، حتى تم لي ما أصبح يُعرَف بمسرح جورج خبّاز، وأنا أمزج بين الموسيقى والتمثيل كونهما مترابطين بشكل أساسي، فالمسرح موسيقى بالمعنى العلمي.

أما عن حقوق المسرح اللبناني، فاعتبر أنّ المسرح مُهمَل ولا حقوق تعطى من قبل دولة متفكّكة منذ حوالى أربعين أو خمسين سنة، والمسرح اللبناني لا يحاكي بكامله المجتمع للأسف، فالبعض يهتمّ بالغرائز السياسية والجنسية.

وختم: أطمح للمسرح اللبناني بالاستقرار، وأن يكبر هذا المسرح من حيث الإنتاج، ومن حيث الرقعة. وأتمنى أن تُمنَح لمادة الفنون في المدارس كافة الأهمية والوقت ليفهم التلميذ منذ صغره ثقافة المسرح التي تؤسّس لانفتاحه على ثقافة المجتمع.

بعد ذلك، ألقى خباز قصيدة من تأليفه بعنوان «يمكن تخلص الدني لكن ما بيخلص لبنان».

وفي ختام اللقاء، قدّم طلاب الإعلام لخبّاز باقة ورد ولوحة بورتريه، والتقطوا الصوَر التذكارية معه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى