السيد نصرالله: المنطقة متّجهة إلى السخونة وعلينا اعتماد الحوار والتلاقي لتجنيب لبنان تداعياتها نُصرّ على قانون انتخاب يعتمد على النسبية بالكامل ونرفض الستين

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنّ «محور المقاومة في هذه المعركة القائمة في المنطقة لن يُهزم، بل سينتصر وستعود راية فلسطين لترتفع، وقضية فلسطين لتكون محور الصراع الحقيقي والوحيد في المنطقة، وهذا اليوم آتٍ إن شاء الله»، وشدّد على أنّه «سنواصل الطريق ونصنع الانتصار تلوَ الانتصار حتى نصل إلى نصرنا النهائي حيث لا مشاريع تكفيريّة»، وحذّر الشعب الفلسطيني «من كل الذين يستغلّون الالتباسات الموجودة في المنطقة في الصراع الحالي، ويريدون تحويل «إسرائيل» إلى صديق وحليف».

ولفتَ إلى أنّ «المنطقة حتى موعد الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة تتّجه إلى سخونة» مشيراً إلى أنّ «الإدارة الأميركيّة الحالية تحتاج إلى إنجازات في الخارج لتستفيد منها للبقاء في السلطة»، مؤكّداً أنّ «نهايات «داعش» تقترب ويجب التعاطي مع المرحلة المقبلة بحذر وعدم انكفاء».

وفي احتفال بالذكرى السنويّة السادسة عشرة لعيد المقاومة والتحرير في ساحة مقام السيّد عباس الموسوي في بلدة النبي الشيت، قال السيد نصرالله «أبارك لكم بهذه المناسبة العظيمة يوم الانتصار الإلهي الكبير في أيار في عام 2000 بعيد المقاومة والتحرير، كما أبارك لكم بهذه الأيام الجليلة العظيمة ذكرى ولادة حفيد رسول الله الإمام المهدي».

وأضاف: «جئنا إلى البقاع لأنّه كان أساسيّاً في المقاومة والانتصار، ولأنّ البقاع كان سنداً حقيقياً للمقاومة في التحدّيات والأخطار، وهو كان وفيّاً وسيبقى وفيّاً، وهو قدّم التضحيات ويقدّم في مواجهة المدّ التكفيري والوحشي وهو في الخط الأمامي من السلسلة الشرقية إلى القلمون إلى العمق في سورية يقدّم الشهداء دفاعاً عن لبنان».

وأشار السيد نصرالله إلى أنّ «إحياءنا ذكرى المقاومة والتحرير دليل على أنّنا أمة حيّة، وهي جزء من تاريخنا وقوتنا ومستقبلنا»، ودعا إلى «تحويلها إلى عيد وطنيّ شامل»، وتمنّى «على البعض وضع الخصومة السياسية جانباً، ومراجعة مواقفهم اتجاه مناسبة عيد المقاومة والتحرير»، وقال: «من لا يريد أن يدعم المقاومة والجيش لا يدعمنا، لكن عليه أن يكفّ عن التآمر على معادلة الجيش والشعب والمقاومة».

ودعا السيد نصرالله «جميع اللبنانيّين إلى التعاطي مع هذه المناسبة على أنّها يوم وطني بامتياز، ومع هذا الانتصار على أنّه انتصار للجميع»، وقال «في مثل هذا اليوم في عام 2000 قدّمنا هذا الانتصار للجميع، ولم نحتكر في يوم من الأيام هذا الانتصار، وندعو إلى تحويله إلى عيد وطني شامل». وشكر لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام تعطيل الإدارات والمؤسسات والمدارس، وتخصيص الحصة الأولى من اليوم الدراسي أمس لعيد المقاومة والتحرير.

وإذ لفتَ إلى أنّه «في مثل هذه الأيام يجب أن نستعيد مرحلة التحرير، ونستعرض أسباب الهزيمة النكراء للصهاينة وتحوّل الجيش الصهيوني من جيش لا يُقهَر إلى جيش يهرب من لبنان»، قال: «يجب أن نتذكّر ما فعله العدو الصهيوني في بلدنا منذ بداية تأسيسه حتى اليوم، بما ارتكبه من مجازر واحتلال أراضٍ وقتل وإذلال واعتقالات، والحروب العديدة التي شنّها على بلدنا، وضرب البُنى التحتيّة وتهجير الناس»، وأضاف «يجب أن نتذكّر أنّ «إسرائيل» هي العدو الحقيقي والأساسي وستبقى العدو، وهي التهديد الأكبر، وهي التي تتربّص بلبنان وفلسطين والمنطقة، والبعض يريد أن يحوّلها إلى صديق وحليف».

مواجهة التهديدات والتحدّيات

وفيما أكّد السيد نصرالله، أنّه «يجب أن نتذكّر أنّه ما كان للأرض أن تتحرّر وللأمن والأمان أن يحصلا في لبنان لولا التضحيات الجِّسام»، أضاف «شعبنا في لبنان كما في فلسطين آمنَ بأنّ دفع العدوان يكون بالمقاومة الشاملة بكل أبعادها العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي ستبقى الأساس لذلك في زمن سيطول فيه التخاذل العربي».

وشدّد على أنّ «الانتصار الذي حصلنا عليه جاء نتيجة التضحيات الجسام من حركات وأحزاب وفصائل وشهداء وشعب صامد وصابر»، وأوضح: «لم يمنّ علينا أحد بالانتصار الذي صُنع عام 2000، والنصر تحقّق بفضل الله الذي منّ علينا به نتيجة صمود شعبنا وعمله وصبره، وما حصل هو تحقيق للوعد الإلهي للمجاهدين والمضحّين والصابرين»، وأضاف: «نحن في لبنان من مقاومة وجيش وقوى أمنية وشعب نستطيع أن ندافع عن بلدنا ونحمي بلدنا ونرفع رأس بلدنا عالياً، ونواجه كل التهديدات والتحدّيات».

وأكّد أنّ «كل هذه المعاني السامية للمقاومة يجب أن نعمل على ترسيخها لدى الجيل الشاب»، مشدّداً على أهميّة «نقل معاني هذا الانتصار وهذه الثروة الوطنية إلى الجيل الشاب من أجل الحاضر والمستقبل».

وفي حين لفتَ إلى أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة ما تزال مستهدَفة في لبنان كما في المنطقة»، قال «منذ أيام شهد الجنوب الانتخابات البلدية التي لم يعرفها منذ سنوات لولا المقاومة». وأضاف»لقد شاهدنا كيف حصلت الانتخابات البلدية في جنوب لبنان بأمن وأمان في حين كان الجنوب يُستباح من قِبل العدو الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنّه «في زمن طال ويطول فيه التخاذل العربي، نشهد على افتعال الجبهات والتواطؤ الدولي لمصحلة إسرائيل».

وأكّد السيد نصرالله، أنّ «محور المقاومة في هذه المعركة القائمة في المنطقة لن يُهزم، بل سينتصر وستعود راية فلسطين لترتفع وقضية فلسطين لتكون محور الصراع الحقيقي والوحيد في المنطقة، وهذا اليوم آتٍ إن شاء الله»، وشدّد على أنّ «من لا يريد أن يدعم المقاومة والجيش لا يدعمنا، لكن عليه أن يكفّ عن التآمر على معادلة الجيش والشعب والمقاومة».

وأشار إلى أنّه «لا يزال لدينا أرض محتلة، ولا يزال لدينا مفقودون يجب كشف مصيرهم، وهناك جثامين شهداء لدى العدو. كما يجب كشف مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الذين تمّ تسليمهم إلى «إسرائيل» ولا تزال تحتجزهم».

وحذّر الفلسطينين «من كل الذين يستغلّون الالتباسات الموجودة في المنطقة في الصراع الحالي ويريدون تحويل «إسرائيل» إلى صديق وحليف»، وقال: «يا أهلنا في فلسطين، لا تراهنوا على الذين خذلوكم خلال 70 عاماً، وخلاصكم الوحيد في وحدتكم ومقاومتكم وصمودكم والذين كانوا معكم من المقاومة وسورية وإيران سيبقون معكم».

الانتخابات البلدية

وفي موضوع الانتخابات البلدية، جدّد السيد نصرالله «الشكر لأهلنا في البقاع وبعلبك الهرمل والجنوب والنبطية على مشاركتهم وتصويتهم الواسع، ما أدّى إلى النجاح المنقطع النظير للوائح الوفاء والتنمية»، وقال: «هذه اللوائح نجحت في كل المدن التي خاضت فيها الانتخابات، وكذلك في البلدات الكبيرة وجميع البلدات، وإذا حصل أي خرق بمقعد فهذا شيء طبيعي»، وأضاف: «الإنجاز الكبير هو ما حصل في الانتخابات من خلال تحالف حزب الله وحركة أمل، ونتائج الانتخابات أكّدت قوة التحالف بين حزب الله وأمل ومتانته»، ولفتَ إلى أنّه «من شواهد نقاط القوة في التحالف بين حزب الله وحركة أمل هو النجاح في كل البلدات التي خضنا الانتخابات فيها». واستدرك بالقول: «جاء البعض ليأخذ جزئيات في الانتخابات ليبني عليها أوهاماً، لكن ما حصل يُبنى عليه إنجازات».

وأشار إلى أنّ «أصعب انتخابات هي الانتخابات البلدية نتيجة التعقيد في البلد وتمثيل العائلات»، وقال: «لقد وصلت نسب الاقتراع إلى 50 و60 وأكثر، وهذه النسب محترمة جداً ويُبنى عليها نتائج جيدة»، وأضاف: «نحن نشكر أهلنا على مشاركتهم في هذه الانتخابات، وهم عبّروا عن الإحساس بالمسؤولية»، لافتاً إلى أنّ أعلى نسبة تصويت كانت في قضاء بعلبك حيث وصلت إلى 61 ».

ودعا السيد نصرالله «العقلاء في القرى إلى لمّ الشمل ومعالجة أيّة تداعيات حصلت نتيجة الانتخابات، فلا يجب حصول أيّ مشاكل أو خلافات»، كما دعا «المجالس البلدية لتحمّل مسؤوليّتها أمام أهلها، وعلى الأهالي والقوى السياسية التي انتخبتها محاسبتها على أعمالها وعدم الانتظار حتى السنوات المقبلة».

وعن قانون الانتخاب، قال السيد نصرالله: «نحن مع إجراء الانتخابات النيابيّة وفق قانون جديد وعصري يجري على أساسه انتخاب مجلس نيابي جديد، وعدم القبول بقانون الستين»، وأضاف «نحن مع قانون انتخابي على أساس النسبيّة يُعطي التمثيل العادل للجميع»، ولفتَ إلى أنّ «الفريق الآخر يُصرّ على عدم النسبيّة ليحافظ على قوّته، ويمنع وصول أي فريق آخر منافس له إلى المجلس النيابي».

وإذ أعلن أن «لا مشكلة لدى حزب الله في حصول الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية»، قال: «من نتائج الانتخابات البلدية أنّها حلّت مشكلة من اثنتين لمنع التمديد للانتخابات النيابية وهي الوضع الأمني، لأنّ الانتخابات البلدية أصعب من الانتخابات النيابيّة، وقد حصلت بطريقة سليمة وآمنة ونزيهة»، وأضاف: «إذا انتهت مدّة المجلس النيابي الحالي نحن مع إجراء الانتخابات النيابية في أي وضع كان، وليس هناك أي فرصة للتمديد»، وكشف أنّ «هناك حرباً نفسيّة وضغطاً على حزب الله ليتخلّى عن التزاماته الأخلاقية والسياسية، وحزب الله لن يتخلّى عن التزاماته، ومن يريد حصول الانتخابات الرئاسية عليه أن يناقش ويحاور».

سخونة حتى الانتخابات الأميركيّة

وفي ما يتعلّق بالوضع في المنطقة، نبّه السيد نصرالله من «أنّ المنطقة ستذهب إلى سخونة وحماوة من الآن إلى حصول الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأنّ الإدارة الأميركية بحاجة إلى مزيد من التصعيد لتوظيفه في الانتخابات لتضمن بقاءها في السلطة»، وقال: «هناك المزيد من السيارات المفخخة والتي كان آخرها المجزرة في جبلة وطرطوس»، وأضاف: «من ينظر إلى منطقتنا والمناطق القريبة يرى أنّه يجب التعامل مع المرحلة بمسؤولية وعدم انكفاء».

وأكّد أنّ «ما يجري في العراق وسورية يحمل معه بشائر نصر، ويبدو أن نهاية تنظيم «داعش» تقترب».

وفي سياقٍ آخر، دعا السيد نصرالله إلى «بذل جهد خاص ومضاعَف في البقاع لمنع زيادة توتّر الأوضاع التي حصلت، ويجب ألّا تدخل منطقة البقاع في الثأر، وعلى كل قرى البقاع أن تتلقّى الرسالة التي عبّر عنها أهالي عرسال في صناديق الاقتراع»، وأكّد أنّه «علينا أن نعتمد على الحوار والتلاقي لتجنيب لبنان تداعيات المنطقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى