«الحشد الشعبي»: لن تثنينا حملات الفتنة عن تحرير الفلوجة من داعش

أعلن القيادي في العراق أبو مهدي المهندس انتهاء المرحلة الأولى من عملية تحرير الفلوجة، وتحقيق أهدافها الكاملة وبدء المرحلة الثانية خلال الساعات المقبلة، والتي سيتم خلالها تطهير منطقة الكرمة وشمال شرق المدينة من قبل الجيش والشرطة المحلية وأبناء المنطقة من الحشد.

وفي مقابلة خاصة مع «الميادين» من جنوب الفلوجة قال المهندس، إنّ الحملات الهادفة إلى تحويل الصراع إلى مذهبي لن تثني الحشد عن تحرير المدينة، مؤكداً أنّ قوات الحشد الشعبي متواجدة في قضاء الفلوجة ولديها خط دفاعي في المدينة منذ عامين ونصف، ولن تقف مكتوفة الأيدي بل ستدخل إلى المدينة في حال احتاجت القوات العراقية من جيش ومكافحة الإرهاب إلى إسناد لتحريرها. متمنياً ألا تتدخل القوات الأميركية في هذه المعركة كي لا تتحول الفلوجة إلى رمادي أخرى.

كما أكدّ القيادي البارز في الحشد الشعبي وجود 10 آلاف من أهالي الأنبار منضوين ضمن الحشد، مشيراً إلى أنّ كل المناطق التي جرى تحريرها تم تسليمها للجيش ولأهالي المنطقة. وشدّد على أنّ المعركة هي ضد الإرهاب وداعش مؤكداً على وجود تعليمات بعدم ارتكاب أيّ تجاوزات وعدم التهاون مع مرتكبيها في حال حصولها.

وكانت القوات العراقية باتت تمسك بالمحاور الجنوبية للفلوجة بالكامل، بعد تحرير ناحية الكرمة والسجر وجسرها.

وفي موازاة ذلك، أغلقت الأجهزة الأمنية العراقية في بغداد جميـع الجسـور والساحات ومعظم الشوارع بالحواجز الإسمنتية، في موازاة انتشار أمني واسع وفق ما تحدثت وسائل إعلام عراقية.

وتأتي هذه الإجراءات غداة توجيهات رئيس الوزراء حيدر العبادي بتولي وزارة الداخلية مهمات حماية المواطنين والممتلكات في بغداد، كما كشّف عن نية «جماعات معينة» تنفيذ «تصعيد خطير» في العاصمة اليوم الجمعة.

من ناحيته، دعّا المرجع السيد علي السيستاني المقاتلين إلى «حماية المدنيين في الفلوجة وتخليصهم من العدو».

وكان القيادي في الحشد الشعبي ورئيس فيلق بدر العراقي هادي العامري، كشّف أنّ المعركة النهائية لاستعادة مدينة الفلوجة ستبدأ خلال أيام وليس أسابيع.

وقال العامري أمس، من موقع العمليات العسكرية إلى جانب رئيس الوزراء حيدر العبادي، إنّ المرحلة الأولى التي بدأت الاثنين الماضي أوشكت على الانتهاء مع استكمال التطويق الكامل للمدينة.

ودعّا القيادي شيوخ العشائر في محافظة الأنبار، حيثُ تقع الفلوجة، إلى التعاون مع القوات الأمنية لحماية كل مكونات المجتمع العراقي ومحاربة «الفكر الإرهابي»، فيما أشار إلى أن الشيوخ لهم «مواقف مشرفة».

وقال العامري: «القتال وحده لا يكفي لاستئصال الدواعش بل نحتاج إلى عمل فكري لاجتثاث هذا الفكر الإرهابي المتطرف الذي يزرع الفرقة والكره والغيظ بين أبناء الشعب العراقي».

وكان العامري أعلن قبل أيام أن الحشد الشعبي سيشارك فقط في عمليات التطويق وسيترك للجيش عملية اقتحام المدينة، مضيفاً أنّ قوات الحشد لن تدخل المدينة إلا إذا فشل هجوم الجيش العراقي على الفلوجة التي تقع على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد.

من جهته أعلن قائد الشرطة الاتحادية رائد شاكر جودت أمس، إخلاء 460 مدنيا من أهالي مدينة الفلوجة.

وقال جودت إن: «قوات الشرطة الاتحادية تمكنّت من إخلاء 460 مدنياً من أهالي مدينة الفلوجة شمال المدينة»… «تلك الأسّر غالبيتهم نساء وأطفال ونقلوا إلى مكان آمن بعد تقديم المساعدات اللازمة لهم».

وكانت مصادر أمنية أخرى أكدّت في وقت سابق، إخلاء 65 عائلة غالبيتهم نساء وأطفال من شرق الفلوجة إلى مناطق آمنة.

من جهتها أكدت منظمة نرويجية خيرية متواجدة جنوب المدينة، «وصول مجموعة من العوائل النازحة من مناطق في الفلوجة ومناطق محيطة بها»، مشيرة إلى أنّ «أول مجموعة منهم وصلت عند الرابعة فجر»من يوم الجمعة.

وفي السياق، أعلنت قيادة الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، اعتقال المسؤول العسكري لتنظيم «داعش» في ناحية العامرية جنوبي الفلوجة وثلاثة من معاونيه.

وقال مصدر في الحشد لـ «المدى برس»: «القوات المشتركة تمكنّت من اعتقال المسؤول العسكري لداعش في ناحية العامرية المدعو أثير العيساوي وثلاثة من معاونيه في منطقة البوخميس في ناحية العامرية جنوبي الفلوجة».

وأضّاف المصدر: «القوات الأمنية اعتقلت عناصر التنظيم خلال محاولتهم الهروب من منطقة البوخميس متوجهين إلى منطقة المتين «، مشيراً إلى أنّ «القوات المشتركة نقلت المعتقلين إلى مركز الاحتجاز الأمني للتحقيق معهم ومعرفة مناطق تواجد خلاياهم في الفلوجة ومحاورها».

على صعيد آخر، لجأت القوات الأمنية، أمس لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد.

وأفاد مصدر في الشرطة العراقية، بأنّ أعداد المتوافدين على ساحة التحرير للتظاهر، في تزايد مستمر.

وأطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع عندما حاول عدد من المتظاهرين عبور جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيثُ مقرات الحكومة والبرلمان.

ولم تمنع الدعوات التي أطلقتها السلطات العراقية، تأجيل تظاهرات المتظاهرين يوم الجمعة من الخروج بالرغم من الأسباب الأمنية.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعّا شباب العاصمة بغداد الخميس إلى إرجاء التظاهرات الجمعة، بسبب انشغال قوات الأمن بعمليات «تحرير الفلوجة».

وقال العبادي: «ندعو شبابنا الأعزاء إلى تأجيل تظاهراتهم لحين تحرير الفلوجة، لأنّ قواتنا منشغلة بعمليات التحرير وهذه المعركة تتطلب جهداً كبيراً والتظاهر وهو حق لهم، يشكل ضغطاً على قواتنا لتوفير الحماية اللازمة».

يُذكر أنّ العاصمة وعدداً من المدن العراقية تشّهد كل جمعة خروج آلاف المتظاهرين السلميين احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية وللمطالبة بتشكيل حكومة جديدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى