تقرير

نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً تحدّثت فيه عن تعادل شعبية ترامب وكلينتون، مشيرة إلى أنّ الأخيرة ستخسر المنافسة إذا كشف خصمها خيانة زوجها.

وجاء في المقال: صرح آلِكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي الدوما ، للصحيفة بأن دونالد ترامب أصبح المرشح الوحيد عن الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ووفق بوشكوف، فإن هيلاري كلينتون ستكون منافسته الرئيسة من الحزب الديمقراطي، والهشّة بسبب الفضائح التي تدور حولها. وهي في ذلك لا تشبه الملياردير ترامب إذ إن السلبية الوحيدة التي يتميز بها وتبعد عنه الناخبين تتمثل باستهزائه الطائش بالمرأة. بيد أن السيدة كلينتون لا تستطيع أن تستخدم حتى ذلك كورقة رابحة بسبب فضائح زوجها الغرامية.

ويفنّد ترامب السلبيات، التي تنسب إليه، كافة، وهو قادر على أداء أي مهمة. وإضافة إلى ذلك، فإن هيلاري كلينتون أكثر ضعفاً من ناحية فضائح الفساد المخلّة بالسمعة.

وأضاف بوشكوف: أنا لا أتحدّث هنا عن العلاقات العائلية المتشنّجة مع بيل كلينتون وعن تاريخه، الذي خلق نقاط ضعف إضافية إلى هيلاري. أنا أتحدث عن عدم تخلّصها إلى الآن من فضيحة إرسال الرسائل عبر شبكة الاتصالات الإلكترونية العامة عندما كانت تشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة، منتهكة بذلك القوانين الفدرالية التي تفرض إرسال الرسائل عبر منظومة إلكترونية حكومية محدّدة. والآن بدأ الحديث عن مبالغ مالية كبيرة استلمتها مؤسسة هيلاري وبيل كلينتون من السعودية ومن أنظمة ملكية أخرى في الشرق الأوسط. فإذا تمكّنت إدارة حملة ترامب من الحصول على تفاصيل هذه الفضائح، فإن موقف هيلاري سيضعف أكثر.

وإضافة إلى هذا، فإن الحرب في ليبيا هي الأخرى ليست لمصلحتها. كما أن موقفها ضعيف بسبب تحريضها على التدخل عسكرياً في سورية وصوّتت لغزو العراق.

وتحاول هيلاري احتواء هذه الفضائح باستخدام علاقاتها، واستغلال وجود الحزب الديمقراطي في السلطة. ولكن ليس من السهولة غلق ملف هذه الفضائح حالياً، إذ لا شيء قانونياً لكي يعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه لم يعثر على عناصر الجريمة في أفعالها. وإن فعل ذلك، فإن الأمر سيكون شبيهاً بمؤامرة.

كانت هيلاري ستتقدّم على ترامب لو كانت فضائحهما متشابهة، ولكن عدم وجود فضائح لدى ترامب، يمنحه فرصة أكبر. وإن الإشارة إلى زواجه ثلاث مرات لا يؤثر في السياسة الأميركية. أي ليس بإمكان هيلاري استخدام طيشه وعلاقاته الغرامية المتعدّدة مع النساء كورقة رابحة ضدّه، لأنه سيكشف حتماً كل أسرار زوجها، وهذا يعني خسارتها فوراً.

وتشير نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الجمهوري ترامب والديمقراطية كلينتون يتمتعان بشعبية متعادلة بين الناخبين. فمثلاً أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بالتعاون مع قناة «ABC News»، أن 46 في المئة يصوّتون لمصلحة ترامب، و44 في المئة لهيلاري. أي أنّ شعبية ترامب ارتفعت بنسبة 11 في المئة، مقارنة بآذار الماضي.

ويقول بوشكوف: بإمكان أوباما التستّر على فضيحة الرسائل، ولكنني لا أعتقد أنه سيتمكن من مساعدة هيلاري والتستّر على باقي الفضائح، لا سيما أن أوباما نفسه هو في موقف ضعيف، لأنه لا يعرف، هل هو رئيس ذو شعبية أم لا، وهل سيستطيع مساعدتها إذا وقف إلى جانبها؟ أم أنه لن يضيف أيّ شيء، هذا إذا لم يضعفها أكثر؟ الوضع معقّد، لذلك فهو يتصرّف بعقلانية. ودوره في هذه الانتخابات محدود جدّاً.

كما يجب ألا ننسى أنه إذا كان الحزب الجمهوري سيعقد مؤتمره يوم 18 تموز المقبل لإعلان اسم مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، فإن الصراع لا يزال دائراً داخل الحزب الديمقراطي لتحديد مرشح الحزب. فقد قال بيرني سانديرز إن هيلاري تسرّعت في اعتبار نفسها مرشحة الحزب. وطبعاً، فإن كلينتون لم تقدّر خطورة جماعتها حق قدرها، وركّزت جلّ اهتمامها على ترامب، حتى أنها تخلّت عن المناظرة التلفزيونية مع ساندرز.

وإذا استمرّ الحديث عن فضيحة الرسائل، فلا يستبعد دخول جو بايدن نائب الرئيس الأميركي اللعبة، خصوصاً أنه يتمتع بعلاقات طيبة مع عائلة كلينتون وأوباما وغالبية قادة الحزب الديمقراطي، وهذا ما لم يحسب ترامب له حساب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى