العبادي يعلن المرحلة الثالثة من عمليات الفلوجة

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، عن موعد بدء المرحلة الثالثة من عمليات تحرير الفلوجة، فيما دعا الكتل السياسية إلى تناسي الخلافات أو تأجيلها لحين انتهاء العمليات العسكرية ضد «داعش» في المدينة.

وبحسب «السومرية نيوز»، قال العبادي في كلمة له خلال حضوره جلسة البرلمان التي عقدت، أمس: إنّ «عمليات تحرير الفلوجة ستدخل في مرحلتها الثالثة خلال 48 ساعة»، مشيراً إلى أنّ «على أهالي الفلوجة أما الخروج عبّر الممرات الآمنة أو البقاء في منازلهم لحين تحرير المدينة».

ودعا العبادي، الكتل السياسية إلى «تناسي الخلافات أو تأجيلها إلى وقت آخر لحين انتهاء العمليات العسكرية لا سيما وأنّ الوضع الراهن يتطلب تكاتف الجميع والاستمرار بعقد جلسات البرلمان».

وفي جانب أخر من كلمته قال العبادي، «إننا سنعلن قريباً فتح طريق بغداد عمان البري»، مشيراً إلى أنً «داعش لا يقاتل، ويهرب من مواجهة القوات الأمنية، لكن التحديات التي تواجه قواتنا تكمن بالمدفعية والعبوات والقناص».

كما دعا العبادي، إلى تقديم أدلة بأسماء مختطفين من اهالي الأنبار وقال، «يجب تقديم الأدلة بأسماء المختطفين من أهالي الانبار حتى ندقق في السجون أو القضاء»، داعيا إلى «توثيق أوراقهم حتى يتم التمكن من معرفة مصيرهم». وأضاف العبادي أنّ «وزارة المالية وجهت باطلاق حصة الـ3 إلى النازحين».

وكان البرلمان عقد جلسة تضامنية لدعم القوات الأمنية العراقية عقدت في البرلمان برئاسة سليم الجبوري، مبينا أنّ ذلك جاء بعد عدم تحقيق نصاب لعقد جلسة اعتيادية لمجلس النواب.

وقال المصدر في حديث نقلته «السومرية نيوز»، إنّ «مجلس النواب عقد جلسة تضامنية لدعم القوات الأمنية برئاسة سليم الجبوري، حيثُ قرأ الأخير أسماء النواب الحاضرين في الجلسة بشكل علني وسجل أسماء المتغيبين». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، أنّ «ذلك جاء بعد عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد جلسة اعتيادية لمجلس النواب».

ميدانياً، أعلن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري أمس، بدء الجزء الأول من المرحلة الثانية لتحرير الفلوجة. وقال خلال تغطية خاصة إن عملية اقتحام الفلوجة ستبدأ اليوم الإثنين. وأكد أنّه بعد حسم الصقلاوية ستبدأ مرحلة اقتحام الفلوجة، مشيراً إلى أنّ العمليات تسير وفق الخطة الموضوعة.

وكان العامري أكد في بيان سابق أنّ نهاية داعش قريبة، وطالب عناصر التنظيم بالاستسلام مشيراً إلى أنهم «سيجدون المعاملة الإسلامية الحسنة»، كما قال.

وقالت قيادة العمليات المشتركة إنّ القوات العراقية أحبطت محاولة هجوم فاشلة، من قبل عناصر «داعش» على بعض مناطق هيت. وأشارت إلى أنّها تصدت لها وأنّ جميع مناطق هيت أصبحت آمنة. وأضافت الوضع الأمني مستقر بعد تكبيد عناصر «داعش» خسائر كبيرة في الأرواح، بعد استهدافهم بطيران التحالف أيضاً.

من جهته، قال قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شوكت إنّ الشرطة تستعد لتحرير الفلوجة.

وفي تصريح أشار قائد الشرطة الاتحادية إلى أنّ الاهتمام ينصب على النازحين والأزمات الانسانية. ولفت إلى أنّه جرى تحرير أكثر من 25 قرية وناحية وحياً حتى الآن.

وكان مصدر أفاد في وقت سابق بوصول قوات عراقية إلى قضاء هيت لمعالجة الخرق الأمني والعشائر التي تشتبك مع عناصر من تنظيم «داعش» في حي المشتل، إضافة إلى اشتباكات في الصقلاوية في المحور الشمالي للمدينة.

وأشار إلى أنّ «داعش» يدفع بانتحاريّيه في هذه المواجهات. كما دفع «داعش» بعدد من قناصيه نحو أطراف الفلوجة لمحاولة عرقلة تقدم القوات العراقية.

ولفت إلى أنّ القوات العراقية ألقت القبض على عناصر من «داعش»، حاولوا الخروج من المدينة متسللين بين المدنيين. ونشر «داعش» عدداً من القناصين في الطرقات داخل الفلوجة، لاستهداف أي مواطن يحاول مغادرة المدينة.

كذلك أفاد بإصابة آمر فوج طوارئ شرطة هيت العقيد فاضل النمراوي خلال مهاجمة «داعش»، منطقتي الجمعية والمشتل شرق المدينة الواقعة في الأنبار، على وقع الاشتباكات التي ما زالت مستمرة. سبق ذلك إحباط القوات العراقية هجوماً جماعياً لداعش بثلاثة وثلاثين انتحارياً على قضاء هيت.

وقال الهلال الأحمر العراقي بأنّه لم تسجّل أيّ إصابة في صفوف المدنيين من أهالي الفلوجة حتى اليوم. وقال إنّه تمكن من تقديم المعونات إلى 150 عائلة نزحت من الفلوجة وتحديداً من مناطق البوحاتم والبوطوكان عبّر الممرات التي وفرتها القوات الأمنية، مشيراً إلى أنّه جرى تأمين مأوى لهذه العوائل في مخيم الكيمياوي الذي يبعد عشرين كيلومتراً عن مركز الفلوجة.

وقال مصدر إنّ القوات العراقية مع الحشد الشعبي والعشائر أحبطت هجوماً لداعش أيضاً في طريق الحيدان عند الطريق الدولي شمال الفلوجة.

من جهته، قال القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس لشيوخ ووجهاء من قضاء الفلوجة إنّ الولايات المتحدة تركت العراق يواجه داعش لوحده.

بدوره اتهّم الشيخ محمد الهراط في حديث مع «الميادين» السعودية وقطر «بتسهيل دخول «داعش» إلى العراق وتمويل الجماعات الارهابية»، وفق ما قال. وأضاف إنّ هناك سياسيون في الأنبار يتلقون أوامرهم من الخارج وهدفهم تسليم الأنبار «لداعش» واسقاط بغداد.

إلى ذلك أفاد مصدر عسكري عراقي بأنّ القوات العراقية المشتركة، من الجيش والشرطة الاتحادية ومكتب مكافحة الإرهاب والحشد العشائري، تستعد لدخول مركز مدينة الفلوجة من أربعة محاور خلال الساعات المقبلة.

هذا وأظهرت مشاهد عدداً من الأنفاق التي حفرها «داعش» في محيط الفلوجة، وجنوب نينوى. وأُفيد عن إصابة نحو خمسة وثلاثين مدنياً بقذائف صاروخية أطلقها تنظيم داعش.

وقال مصدر محلي إنّ القذائف تحوي مادة الكلور، فيما لم يكشف بعد عن حجم الأضرار المادية التي سببها قصف «داعش».

وكان قد أفيد بوصول نحو 5 آلاف من عناصر جهاز مكافحة الأرهاب أمس، إلى محيط مدينة الفلوجة للمشاركة في عملية تحريرها. وأضاف أنّ قوات الحشد الشعبي قطعت 3 كيلومترات في تقدمها من السجر شمال شرق الفلوجة إلى عمق الصقلاوية، مشيراً إلى أنّ الأخيرة تقدمت من المحور الجنوبي الشرقي لتلتقي مع قوات في المحور الشمالي عند السجر.

وتمكنّت القوات العراقية من إخلاء الآلاف من أبناء الفلوجة عبّر منفذ الكرمة شمال شرق الفلوجة. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أنّ «داعش» يمنع نحو خمسين ألف مدني من المغادرة.

وتحدث النازحون عن نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعار الغذاء ولا سيما الأرز والطحين، وأكدت تقارير حصول حالات وفاة نتيجة ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى