قائمة طعام القمّة… أُقرّت بالإجماع!

تطرّقت صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى انعقاد قمّة «السبع الكبرى» في اليابان، مشيرة إلى بروز اختلافات كبيرة في وجهات النظر بين زعماء هذه الدول.

وجاء في المقال: تواصل قمة مجموعة «السبع الكبرى» عملها في الحديقة الوطنية إيسي ـ شيما في اليابان، والتي تضمّ «الدول الديمقراطية الرائدة في العالم الغربي». وكان المطلوب من القمة الثالثة، التي تعقدها المجموعة من دون روسيا، طرح أفكار ومقترحات في شأن تسوية مشكلات الأمن والاقتصاد الحادة التي تواجه العالم. لكن المناقشات في القمة أظهرت بشكل عام أن استبعاد روسيا من هذا النادي العالمي، لم يؤدّ إلى تكاتف أعضائه أكثر، نظراً إلى اختلاف المواقف في عددٍ من القضايا ـ من تنظيم الاقتصاد العالمي إلى الأزمة الإنسانية الناجمة عن تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

وبالتالي، فيمكن أن تصبح هذه القمة تأكيداً على فقدان مجموعة «السبع الكبرى» دورها المؤثر في العالم، وتحوّلها إلى نادٍ مغلق لـ«النبلاء»، بحسب رأي الخبراء.

هذه القمة هي الأولى التي يحضرها رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، الذي تولى رئاسة الحكومة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في تشرين الثاني الماضي، في حين أنها ستكون الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي ستنتهي ولايته بعد بضعة أشهر.

أما بالنسبة إلى رئيس وزراء اليابان شينزو آبي ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينتسي، فإن لكلّ منهم أسباباً وجيهة للحصول على دعم أعضاء النادي الآخرين.

فبالنسبة إلى ديفيد كاميرون الذي ستشهد بلاده استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن لإدراج هذه المسالة في جدول عمل القمة أهمية كبيرة.

أما ميركل وهولاند، اللذان هبطت شعبيتهما في الفترة الأخيرة إلى أدنى مستوياتها، فإن ما يهمّهما إدراج مسألة المهاجرين في جدول عمل القمة، ومكافحة تزايد التهديدات الإرهابية في بلدان الاتحاد الأوروبي. وهذه المسألة تهمّ أيضاً رئيس وزراء إيطاليا رينتسي.

أما بالنسبة إلى رئيس وزراء اليابان آبي، فإن المسألة الملحّة هي تنظيم العملة، وخلق آلية تمنع حدوث أزمة اقتصادية جديدة، وأيضاً أمن شبه الجزيرة الكورية، وتسوية النزاع الحدودي بين الصين وجيرانها في بحر الصين الجنوبي.

ولم يبقَ أمام رئيس وزراء اليابان آبي بوجود أولويات معينة لدى كل زعيم من زعماء مجموعة «السبع» إلا دعوتهم إلى زيارة معبد إيسي وتناول أطباق محلية تقليدية ـ قنفذ البحر وجذر الأرقطيون وشرائح لحم البقر الرخامي.

أما في ما يتعلق بمناقشة مشكلات الاقتصاد العالمي الحساسة والأمن، فإن أعضاء النادي لم يُظهروا تكاتفهم كما فعلوا في زيارة المعبد وتناول الأطباق. وقد حاول آبي حفز المناقشة في مجال الاقتصاد، حين قال إن الاقتصاد العالمي على مفترق طرق. فإذا اتخذنا قرارات غير صحيحة، فمن الممكن أن نواجه أزمة يفوق حجمها الأزمات الاقتصادية المعتادة. مشيراً في هذا إلى الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم عام 2008. المثير أن قمة «السبع الكبرى» عام 2008 عقدت في اليابان أيضاً .

وبشكل عام، تشير وكالة «كيودو» اليابانية إلى أن قمة مجموعة «السبع» لم تتوصل إلى صياغة مشتركة للبيان الختامي الذي سيصدر يوم 27 أيار الجاري. فاليابان تراهن على تحفيز النمو الاقتصادي عبر النفقات والاستثمارات، في حين أن ميركل ترى أن التضخم المالي بحاجة إلى ضبط دقيق.

كذلك، لم يُحرَز أيّ تقدم واضح في المسائل الدولية إلا في أن زعماء «مجموعة السبع» توصلوا إلى اتفاق موحّد على الطلب من كوريا الشمالية الكفّ عن الاستفزازات بمختلف أشكالها، وكذلك في شأن ضرورة تطوير الحوار بين الثقافات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تمويل الإرهاب.

يقول مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية آلِكسندر دينكين إن «مجموعة السبع» مؤسسة مميزة مغلقة. لذلك، فإن دورها أصبح أكثر محدودية. وبحسب رأيه، فإن هذه القمة أكدت استمرار فقدان المجموعة تأثيرها في الأحداث العالمية وتحوّلها إلى «نادي نبلاء» مغلق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى