بوتين يهاتف أردوغان اليوم

وصّفت أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس، رسالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قدم فيها التعازي والاعتذار عن إسقاط قاذفة «سو- 24» الروسية في أجواء سورية، بأنّها خطوة في الاتجاه الصحيح.

بدوره، أكّد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أنّ رسالة أردوغان أصبحت خطوة مهمة جداً، إلا أنّه من غير المتصور أن تنصلح العلاقات المتوترة بين روسيا وتركيا في بضعة أيام، وعلى الطرفين أن يقدما على خطوات عديدة أخرى للتقارب. قائلاً «لا يجوز أن نتوقع التطبيع في غضون أيام عدة، لكننا سنواصل العمل في هذا الاتجاه».

المتحدث الروسي أضاف أنّ الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، سيجريان مكالمة بمبادرة من موسكو غداً الأربعاء 29 حزيران. وامتنع عن الجواب عن سؤال حول ما إذا كان سيرد بوتين على الرسالة التي بعث بها أردوغان.

كما ذكر بيسكوف بأنّ الرئيس بوتين قد تحدث مراراً عن رغبة موسكو في الحفاظ على العلاقات الجيدة مع تركيا والشعب التركي، وأكد عدم وجود أيّ بديل لمواصلة الطرفين بناء هذه العلاقات، وحدد الشروط الضرورية لتطبيع العلاقات مع أنقرة.

وأكد بيسكوف وهو خريج قسم اللغة التركية في معهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو، أنّ ترجمة رسالة أردوغان باللغة الروسية التي نشرها موقع الكرملين الإلكتروني يوم الإثنين، تتناسب تماماً مع النص التركي الأصلي. وأوضح قائلاً: تتضمن الرسالة كلمات تعرب عن الأسف وفيها أيضاً كلمة «اعتذر». وأردف قائلاً «إنني خبير باللغة التركية فعلاً، وأدعوكم إلى قراءة المقتطفات من رسالة أردوغان مجدداً».

من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، أنّ أنقرة تهدف إلى تطبيع علاقاتها مع روسيا ومصر وغيرهما من جيران تركيا في البحر المتوسط وكذلك البحر الأسود.

وأكد يلدريم في كلمة ألقاها أمام نواب البرلمان التركي أمس، أنّ مرحلة التطبيع بدأت بين روسيا وتركيا، قائلاً «أدت اتصالات غير مباشرة بين زعيمينا إلى نتائج. وبدأ الجليد في العلاقات يذوب، وبدأت مرحلة التطبيع».

هذا ونقلت قناة «سي ان ان تورك» أمس، عن يلديريم قوله إنّ «الحديث لا يدور عن دفع تعويضات لروسيا عن الطائرة، نحن فقط قدمنا اعتذارنا».

وكان يلدريم نفسه أكد في وقت سابق استعداد أنقرة لدفع تعويضات لروسيا «إذا اقتضت الضرورة»، وذلك بعد أن أكد الكرملين أنّ الرئيس الروسي بوتين تلقى رسالة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان يعتذر فيها عن مقتل الطيار الروسي قائد القاذفة «سو-24».

وفي السياق، أعلّن مصدر في الدفاع الروسية أنّ لجنة روسية تركية ستضم عسكريين ودبلوماسيين، ستحدد تعويضات تركيا لروسيا مقابل إسقاط القاذفة، وقد تتجاوز 30 مليون دولار.

وأفادت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية بأنّ الجانب التركي قد يدفع مليوني روبل حوالي 30 ألف دولار لعائلة قائد الطائرة الحربية الروسية أوليغ بيشكوف، الذي قتل في أجواء سورية، وذلك وفقاً للقانون الروسي الذي ينص على ضرورة دفع هذا المبلغ لعائلة أيّ عسكري روسي في حال مصرعه.

وفيما يتعلق بسعر القاذفة «سو-24» فإنّ أنقرة تنوي معرفة درجة استهلاك الطائرة لتقييمها بشكل موضوعي، ولا يستبعد بحسب الصحيفة، أن تصر موسكو على ضرورة دفع 30 مليون دولار، وهو سعر تصدير الطائرات من هذا النوع.

كما يتوقع أن يتكفل الجانب التركي بتكاليف نقل جثمان بيشكوف وتشييعه، ويقدر ذلك بعشرات آلاف الدولارات، بسبب النفقات الباهظة على استعمال الطائرة العسكرية التي نقلّت تابوت الضابط.

كما يتوقع أن يصر الجانب الروسي على دفع 100 ألف دولار كتعويضات عن الأضرار المعنوية لعائلة قائد القاذفة الروسية.

وفي أول رد فعل أميركي على الخطوة التركية، أكدت الخارجية الأميركية، أنّها ليست على أدنى علم باعتذار الرئيس أردوغان لنظيره الروسي، على حادث إسقاط أنقرة الطائرة الحربية الروسية قبل سبعة أشهر.

ونقل موقع NEW INFORM الإخباري الروسي، عن إليزابيت تيرودو الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، قولها «لم نر سوى بيان المتحدث الرسمي باسم الكرملين»، لترسخ تيرودو بذلك الموقف الذي جرّت العادة على تبني واشنطن له حينما تسير الرياح بما لا تشتهي سفنها.

والملفت في تصريح الناطقة الأميركية، أنها أدلّت بتأكيداتها هذه في أعقاب إعلان الرئيس التركي شخصياً أنّه قد بعث برسالة إلى نظيره الروسي، في خطوة تهدف إلى «إزالة السلبيات التي تشوب العلاقات» بين أنقرة وموسكو.

وأعرب NEW INFORM عن دهشته إزاء إجابة الناطقة الأميركية التي قالت للصحفيين، ورغم ما سمعته بأذنيها من فاه الرئيس التركي «إذا ما تبيّن لدينا أيّ مستجدات بهذا الشأن سوف أطلعكم عليها»، مشيرةً إلى أنّها ليست على أدنى علم بما إذا كانت أنقرة قد شاورت الحكومة الأميركية قبل قيامها بهذه الخطوة، أيّ الاعتذار لروسيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى