أهمية مزارع الملاح في ريف حلب الشمالي

تضمّ منطقة مزارع الملاح ثلاث مزارع متصلة مع بعضها وتشكل مجتمعة نقطة استراتيجية هامة شمال حلب، وهي المزارع «الوسطى والشمالية والجنوبية». هذه المزارع شهدت معارك كرّ وفرّ كثيرة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة خلال السنوات الماضية انطلاقاً من المزارع الوسطى بهدف سيطرة الجيش على المزارع الشمالية التي تشكل صلة وصل بالمزارع الجنوبية ومنها باتجاه طريق الكاستيلو الذي يُعدّ الشريان الأساسي لإمداد المجموعات المسلحة من ريف حلب الشمالي باتجاه الأحياء الشرقية لحلب.

بدأ الجيش السوري والحلفاء تقدّمهم يوم السبت 25/6/2016 باتجاه المزارع الشمالية وسط تغطية نارية كثيفة ودقيقة، وبالفعل تمّت السيطرة الكاملة على المزارع الشمالية يوم الأحد 26/6/2016 بعد اشتباكات عنيفة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المجموعات المسلحة، لا سيما «حركة نور الدين الزنكي» الأكثر حضوراً في المنطقة، وكذلك «جبهة النصرة».

حاولت هذه الفصائل بعد يومين من سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المزارع الشمالية استرجاع المزارع، ولكن كلّ محاولاتها باءت بالفشل بعد استخدامهم الآليات المفخخة والانتحاريين ووقوع المزيد من الخسائر في صفوفهم، بينهم مسؤولون ميدانيون وعسكريون ومسلحون من جنسيات أجنبية كان الإعلام الحربي المركزي قد نشر أسماءهم آنذاك عبر تقرير مفصل، رابط التقرير:

https://www.facebook.com/C.Military/posts/298724693804897

استمرّ الجيش السوري وحلفاؤه بالضغط على المجموعات المسلحة في المزارع الجنوبية عبر تكثيف القصف المدفعي والصاروخي على نقاط انتشارهم في المنطقة، وسط تقدّم بسيط في المزارع الجنوبية.

بعد هذه المحاولات نجح الجيش السوري والحلفاء الخميس 7/7/2016 بالتوغل داخل المزارع الجنوبية والسيطرة الكاملة عليها لتصبح منطقة مزارع الملاح كاملة تحت السيطرة، ليحقق الجيش السوري إنجازاً عسكرياً هاماً في هذه المزارع التي لها ميزات جغرافية، لكون المزارع الجنوبية يحدّها من الشرق مخيم حندرات الواقع تحت سيطرة المسلحين، ومن الغرب «الأرض الحمراء» امتداداً لأراضي مدينة حريتان الواقعة أيضاً تحت سيطرة المسلحين، ومن الشمال امتداداً لأراضي باشكوي الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، ومن الجنوب طريق الكاستيلو شريان المسلحين باتجاه الأحياء الشرقية لحلب.

وبالسيطرة على هذه المزارع يكون الجيش قد حقق عسكرياً:

1 ـ قطع طريق الكاستيلو نارياً، حيث باتت قوات الجيش السوري والحلفاء على بعد 1 كم و360م، ويعتبر الطريق الشريان الوحيد للمسلحين من ريف حلب الشمالي باتجاه مخيم حندرات ومنه إلى الأحياء الشرقية لحلب.

2 ـ إطباق الجيش السوري وحلفائه فكي كماشة على المدخل الشمالي لحلب، من جهة القوات المتواجدة في الليرمون والقوات المتواجدة في مزارع الملاح من جهة أخرى.

3 ـ تأمين نقطة ارتكاز للجيش السوري لفتح محور عمليات جديد من الجهة الغربية باتجاه مخيم حندرات.

4 ـ اتساع رقعة وعمق الأمان للبقعة التي تتضمّن الأراضي الواصلة بين المنطقة الصناعية وطريق نبل والزهراء.

– أبعاد السيطرة على مزارع الملاح:

1 ـ المسلحون المتواجدون في أحياء حلب الشرقية موصولون بأكبر تجمّع للمسلحين عبر طريق الكاستيلو ومنه إلى ريف حلب الشمالي، ثم إلى الريف الغربي وصولاً إلى التجمّع الأكبر في إدلب، ومنها إلى تركيا لعلاج المصابين ونقل الأسلحة والذخائر.

2 ـ تطويق حلب المدينة وعزلها عن الريف بشكل كامل.

3 ـ فتح الجيش السوري عمليات عسكرية باتجاه الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أو القيام بمصالحات شبيهة بالتي حصلت بالدار الكبيرة في حمص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى