الفيصل.. وصراخ المهزومين

نظام مارديني

رغم إدانات منظمات العفو الدولية والإنسانية لجرائم آل سعود في المنطقة والعالم، واكتشاف البشرية اليوم أن انتشار فكر الكراهية والعنف في الأرض، لم يكن لولا أن منبت الإرهاب إسلامي عربي وهابي سعودي.

هكذا هي تكن مملكة السواد سوقاً للدم وبيع الإرهاب وشراء الضحايا، أيتاماً وأرامل وأمراضاً اجتماعية ودينية ونفسية، من أجل أمن وحماية «إسرائيل»، وليس غريباً هنا أن مَن يقود التطبيع بين الرياض و «تل أبيب» هو نفسه رئيس الاستخبارات السابق تركي الفيصل، الذي شارك في اجتماع لـ «مجاهدي خلق» في باريس، وأطلق صراخه من هناك لإسقاط النظام الإيراني.. بعدما فشلت مملكته في إسقاط الدولة السورية والعراقية واليمنية، وتصفية القضية الفلسطينية، وحصار المقاومة، ولكن صراخه لم يكن إلا صراخ المهزومين في مواقع المواجهات، حيث الانتصارات السورية والعراقية بدأت تقضّ مضجع مملكة السواد وهي تتابع بدهشة زيارات الوفود الأوروبية إلى دمشق.

لا نحتاج إلى صور إضافية من عدن وتعز وصنعاء والحديدة.. هؤلاء اليمنيون هم آباء كل السعوديين.

وفلسطين شأن آخر.. تركناها للمبادرة الديبلوماسية العربية التي ضاعت بين أطباق الكافيار، وزجاجات النبيذ، في فندق فينيسيا في بيروت

المشكلة أن التخندق في تجربة المنطقة السياسية توصيف مخفّف لصراع المصالح الذي يتخذ شكلاً طائفياً أو عرقياً او فئوياً خادعاً، وهو بالمعنى الخلدوني شكل من أشكال النعرة العصبية البدوية الثأرية، وفي المنظور الفرويدوي هو تعبير عن المأزومات الجنسية، وها نحن ندخل منطقة خطرة من «التشخيص» نحتاج فيها، هذه المرّة، إلى عرض «نموذجات» من المتعصبين السياسيين أكرر: نموذجات على الفحص الطبي، وثمة من يشير بهذا الصدد إلى أن الشراهة أحد طباع أسوأ الحشرات.

لقد وصل انحطاط عقل آل سعود الى أسفل درك بعد سلسلة مخازي العنصرية، تجاه الجماعات والأقليات، ودخل حقبة الحروب المذهبية والعرقية، فهل ينوي العالم محاسبة هذه العائلة الوهابية؟ ولكن كيف يمكن التخلص من عقائدها المدمّرة ووهابيتها القاتلة وعقلها المريض وحياتها المتخلفة؟

هناك مَن يستغرب، بادئ ذي بدء، كيف يمكن لأي سلطة أن تتشكّل من رجال دين لهم رؤيتهم الوهابية العدمية للعالم، ويعتبرون أن كل الآخرين على ضلال وينبغي اجتثاثهم بصورة أو بأخرى؟

إذن علينا إنقاذ الله هذا من عقائد آل سعود، ثم الإيمان بأن الدين شأن فردي ليس له علاقة بأي فرد آخر. مثلما الله واحد كذلك المؤمن الفرد واحد، ويستحيل أن يصير اثنين لا العابد ولا المعبود.

سأل طلاب الأزهر شيخهم الزعيم: لماذا يقوم الغرب بصناعة كل شيء لنا ونحن لا نصنع أي شيء؟ فقال لهم الشيخ: إن الله سخر لنا الغرب لخدمتنا!

لكارل روف أن يتساءل «هؤلاء الذين كنا نظن أن الله مِن صنعهم، يتصرفون كما أكلة لحم البشر؟».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى