ماذا تعني العلاقات الخليجية «الإسرائيلية»؟

العلامة الشيخ عفيف النابلسي

العلاقات بين دول الخليج والعدو «الإسرائيلي» تزدهر يوماً بعد يوم، والمسؤولون «الإسرائيليون» يصرّحون بكون اللحظة الحالية تاريخية لجهة تطبيع العلاقات مع العالم العربي. ماذا يعني هذا الكلام؟ وماذا سيترتب على الخطوات الجديدة؟

أولاً: سيكون عرب الخليج بلا قناع، ستنكشف كلّ الصورة التي كانت مخفية عنهم، وكيف تعاملوا طيلة السنين الماضية مع القضية الفلسطينية تارة بالصمت والسكوت وأخرى بالتآمر، وستنكشف الصورة الحقيقية عن اللقاءات التي كانت تجري بالسرّ مع قيادات صهيونية.

ثانياً: فتح أبواب الخليج للكيان «الإسرائيلي» يعني تحوّلاً عميقاَ على مستوى الوجدان والشعور ونهاية القيم الأخلاقية لدى الممالك التي لم تتح لها الظروف السابقة التخلي الكلي عن الشعب الفلسطيني، وها هي اللحظة تأتي لتعلن إنكارها التامّ لهذه القضية ولهذا الشعب الذي ما يزال يأمل أن يعود العرب إلى نخوتهم وشهامتهم، ولكن عبثاً يأمل!

ثالثاً: تطبيع العلاقات مع دول الخليج يعني أنّ هذه الدول تريد أن تخرج من منظومة العالم العربي إلى منظمة الشرق الأوسط، من إطار العروبة إلى إطار الإقليم، من الهوية التاريخية إلى انتماءات مصطنعة فرضتها قيم العولمة.

رابعاً: إنّ تطبيع العلاقات يعني خاتمة لوحدة العرب ولو كانت في أدنى مستوياتها، ونهاية عقد التضامن العربي في ما يخصّ القضية الفلسطينية.

خامساً: إنّ تطبيع العلاقات يهدّد القيم الوطنية والقومية والإسلامية بقيم مضادّة. فبعدما كانت اللاءات الثلاث التي تُحرم التفاوض والاعتراف والصلح مع العدو «الإسرائيلي» قيماً متجذرة لدى شعوب الأمة العربية نجد أنّ هناك من يعبث بها ويروّج لقيم معاكسة تحت عنوان الانفتاح والسلام والتعاون الإقليمي.

سادساً: إنّ التطبيع يُراد منّه أن يفقد الشعب الفلسطيني أي مسوّغ له بالمقاومة وأيّ مبرّر لاستمرار الصراع مع العدو «الإسرائيلي»، وبذلك تتعزز مقولات آخر الحروب مع «إسرائيل» و ونهاية الصراع العربي «الإسرائيلي» .

سابعاً: إنّ التطبيع هو لتوجيه رسالة إلى كلّ العرب أنّ المستقبل أن يكون الكيان «الإسرائيلي» جزءاً طبيعياً من عالم جديد ومنطقة جديدة، وأنّ ما يحصل من تطورات وحروب في هذ الفترة هو محصلة انتهاء عالم ونهوض عالم آخر!

ثامناً: إنّ هذا التطبيع يعني أنّ العدو «الإسرائيلي» سيصل إلى حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانيةـ الدولة الوحيدة التي تدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني . فقد نسمع بعد سنة أو سنوات أنّ صواريخ إسرائيلية منصوبة على أرض هذه البلدان ستوجَّه إلى قلب إيران لضربها.

تاسعاً: إنّ العلاقات الخليجية «الإسرائيلية» يُراد منها أن تكون حلف بغداد جديداً، بمعنى تشكيل قوة عربية «إسرائيلية» لضرب إيران، كما كان غرض حلف بغداد ضرب الناصرية.

عاشراً: إنّ التطبيع يعني أنّ مصير الشعب الفلسطيني سيكون في مهبّ الريح، وأنّ التوطين سيفرض فرضاً وبالقوة.

في المحصلة هذه إرادة شيطانية مكوّنة من عرب وصهاينة وسيكون في مقابلها إرادة إلهية مكوّنة من كلّ أحرار الأمة وشرفائها سيعملون في الليل والنهار على بقاء القضية الفلسطينية حتى تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر!!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى