«سينما ستارز» ـ النبطية إلى الضوء بِهمّة مسرح اسطنبولي

يعيد فريق شباب مسرح اسطنبولي «سينما ستارز» في النبطية إلى الضوء من جديد، من خلال إعادة ترميمها وتأهيلها بعد 27 سنة من الغياب. وهذه التجربة الثانية بعد «سينما الحمرا» في مدينة صور التي افتُتحت عام 2014، وقد شهدت على إطلاق مهرجان «صور المسرحي والسينمائي والموسيقي الدولي» لعدّة دورات متتالية، إضافة إلى مهرجان «أيام فلسطين الثقافية»، ومهرجان «السينما الأوروبية»، ومهرجان «السينما تقاوم» ومهرجان «الربيع»، وتأسيس محترف «تيرو للفنون والتدريب المجاني في المسرح والسينما والتصوير والرسم».

ووقّعت إدارة المسرح اتفاقية تعاون ثقافي بين صور وبغداد عبر مهرجان «صور السينمائي» ومهرجان «بغداد السينمائي الدولي»، وأقيمت شراكة سينمائية بين مهرجان «صور» ومهرجان «الصيف السينمائي» في مدريد.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة الذاتية الثانية تتمثل بإعادة الحركة الثقافية والسينمائية والمسرحية إلى النبطية وأهاليها من خلال ترميم وإعادة افتتاح «سينما ستارز»، صالة السينما الأخيرة في تاريخ النبطية التي أقفلت عام 1990. حيث شهدت على الحقبة الذهبية للسينما فيها والتي استمرت حتى بداية الحرب الأهلية اللبنانية، وتعرضت النبطية للقصف مرّات عدّة، آخرها خلال عدوان تموز 2006، الذي دمّر «سينما ريفولي» و«سينما كابيتول» ليحلّ مكانهما مركز تجاري وآخر مصرفي.

وتعود علاقة النبطية مع السينما إلى الثلاثينات والأربعينيات من القرن الماضي، مع فرق التمثيل وجوقات العتابا والميجانا، التي كانت تعرض في الهواء الطلق، إلى أن أنشأ حسيب جابر عام 1943 السينما الأولى في النبطية بِاسم «روكسي» وقدّمت على منصتها مسرحيتا «الحجاج بن يوسف» و«أيام سفر برلك». وبعد سنة توقفت «روكسي» لتقوم مكانها سينما «آمبير» 1944 ، ولم تعش طويلاً، إذ أقفلت عام 1952، بعدئذٍ بادر علي حسين صباح عام 1957 إلى إنشاء دار «سينما كابيتول»، ثم قامت في السنة ذاتها دار عرفت بِاسم «سينما أبو أمين» نسبة إلى كنية صاحبها، لم تعمل سوى أشهر قليلة، ومشاهدة شاشتها قعوداً على الحصائر البورية. وعام 1960 أنشئت سينما «ريفولي» التي احترقت عام 1979 بسبب الحرب. وظهرت في أواسط الثمانينات سينما «ستارز»، السينما الأخيرة في تاريخ النبطية، وأقفلت عام 1990.

وتميّزت هذه المرحلة الذهبية بأفلام لفاتن حمامة وسعاد حسني ومحمود ياسين ونجلاء فتحي وغيرهم، إضافة إلى أفلام غربية مثل «سبارتا كوس»، وأفلام هندية مثل «ولدي» و«من أجل هكتارين من الأرض»، وأفلام الكاراتيه «بروس لي والكونغ فو».

واستضافت السينما ألمع الوجوه الفنية أمثال: وديع الصافي، صباح، هيام يونس، مارسيل خليفة، أنطوان كرباج وفهد بلان وسميرة توفيق.

والجدير ذكره أن فرقة مسرح اسطنبولي أُسّست عام 2008 وشاركت في عدد من المهرجانات العربية، وفي إسبانيا والبرتغال وهولندا وتشيلي وجورجيا، وتقوم الفرقة بعروض الشارع وفي الفضاء المفتوح، ويهدف المشروع إلى تفعيل الحركة الثقافية والفنية في المناطق المهمشة وتفعيل المسرح المدرسي والضغط من أجل تحسين السياسات الداعمة للشباب والثقافة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى