«الشاهدان»… عرضاً مسرحياً في مهرجان السويداء المسرحيّ الأول

قدّمت فرقة «المبدعون» المسرحية مساء أمس عرضاً بعنوان «الشاهدان» من تأليف عمرو أبو سعد وإخراج رانيا الخطيب، وذلك على مسرح المركز الثقافي العربي في مدينة السويداء، ضمن فعاليات مهرجانها المسرحي الأول الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية، بالتعاون مع مديرية ثقافة السويداء .

وتدور قصة العرض حول صديقين هما «مهران» و«منير»، وهما صاحبا مستوى تعليميّ بسيط، أحدهما عامل في مصنع والآخر عاطل عن العمل، ويسكنان بجوار بعضهما، حيث يتطفّل العاطل على صديقه العامل من خلال أحاديث تدور بينهما، ويحرّض من خلالها العاطل عن العمل صديقه على ضرورة أن يواجه الظلم والقهر.

وعندما يتعرّض العامل لظلم من قبل صاحب العمل، ينشب عراك بينهما لدرجة قيام العامل بارتكاب جريمة قتل، فيتصل بصديقه العاطل عن العمل معتبراً أن ما جرى نتيجة تحريضه له، فيحسّ الصديقان بأنهما شريكان في الجريمة ويحاولان إخفاء آثارها، ثم يختلفان حول طريقة دفن الضحية بين مدافن الفقراء والأغنياء.

وأشار كاتب العمل أبو سعد في تصريح صحافي إلى أنّ العرض المسرحي الذي يقدّم للمرة الأولى في المهرجان يطرح قضية اجتماعية لها أبعاد مختلفة وفيها عدة مستويات من الصراع، من بينها الصراع الاجتماعي الذي ينشأ بين الظالم والمظلوم، والغني والفقير، والصراع على الصعيدين الفكري والاقتصادي، وصولاً إلى الصراع على الصعيد النفسيّ داخل الشخص بين الخطأ والصواب والصالح والطالح.

يذكر أن فرقة «المبدعون» أُسّست عام 2014، وفي جعبتها عدد من الأعمال المسرحية منها للصغار: «على الرصيف»، و«حكايتنا»، و«تويتي وميكي» و«أحلام»، إضافة إلى عدد من الأعمال الأخرى.

جلسة حوار

وتضمّنت فعاليات اليوم الثالث من مهرجان السويداء المسرحي الأول، جلسة حوار حول عرض «الشاهدان».

وجاء في الجلسة التي أقيمت أمس على مسرح المركز الثقافي العربي في مدينة السويداء بمشاركة كتّاب وممثلين ومخرجين مسرحيين، أن العرض المسرحي طرح قضايا اجتماعية لها أبعاد مختلفة وفيها عدّة مستويات من الصراع وتضمّن عدداً من الإشكاليات والحالات الإنسانية المتناقضة.

ولفت الناقد المسرحي صالح عزام إلى وجود تناقض واضح بين النصّ والإخراج وبين أقسام الديكور، إضافة إلى أن مؤلف العمل المسرحي دخل بأسلوب المباشرة فيما حاولت المخرجة اللعب على حركة الممثلين وانفعالاتهم من خلال الصوت والإضاءة. مشيراً إلى وجود جماليات إخراجية رغم إشكالية النص.

وأشارت الممثلة المسرحية اعتدال شقير إلى الأداء المتقن للممثلين في الشخصيتين الرئيسيتين في العمل المسرحي، إلا أنهما كانا ينسيان نفسيهما أنهما في المقبرة. لافتةً إلى وجود تناقض في التسلسل المنطقي لأحداث النصّ الذي لم يكن مبنياً بالشكل المطلوب.

وأوضح الممثل المسرحي أكرم أبو سعد أن العمل الذي ينتمي إلى المسرح الكلاسيكي، شكل قدّم حالة بصرية جميلة إلا أنه تم التركيز على الحالة الانفعالية في أداء الممثلين. لافتاً إلى أن مؤلف العمل أراد أن يقول رأيه في القضايا العامة وحمل العرض المسرحي أكثر من طاقته، حيث تم تحميل شخصية «مهران» آراء سياسية متقدّمة رغم أنها شخصية بسيطة وذات مستوى تعليمي متدنّ.

وقال المخرج المسرحي رفعت الهادي إنّ مؤلف العمل نجح في صوغ النص، والمخرجة أيضاً، بينما أجاد الممثلان أداء دوريهما إلى حدّ ما، إلا أن النصّ بقي مفكّك العناصر حيث عمل كل عنصر على حدة.

يشار إلى أن مهرجان السويداء المسرحي الأول الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة السويداء، مستمر حتّى الخميس المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى