لقاءان حاشدان تضامناً مع الشعب البحريني: الخلاف ليس مذهبيّاً بل على حقوق يرفضها الحاكم

استنكاراً للحملة التي تشنّها سلطات النظام البحريني ضدّ العلماء والشخصيّات والأحزاب المطالبة بالمشاركة الحقيقيّة، نظّم «تجمّع العلماء المسلمين» لقاءً علمائيّاً حاشداً في مجمع الإمام الحسن المجتبى في منطقة صفير بالضاحية الجنوبيّة لبيروت.

اللقاء الذي استمر ساعةً ونصف ساعة تحت عنوان «اللقاء العلمائيّ دعماً لعلماء البحرين»، تخلّله عدد من الكلمات شدّدت على ضرورة وقف السلطات البحرينيّة لكل أشكال القمع الممنهج ضدّ العلماء، خاصةً بعد سحب الجنسيّة أخيراً من الشيخ عيسى قاسم.

وألقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كلمة قال فيها: «في البحرين شعب يتظاهر لمدة خمس سنوات وأربعة أشهر في حراك سلميّ من أجل أن يطالب بالمشاركة السياسيّة وبإنصافه وفق خيار الناس وبحسب نتائج صناديق الاقتراع، ومع ذلك تلجأ السلطة إلى قمعه وترفض الرأي الآخر، ولا تقبل ما تنادي به شريحة كبيرة من الشعب البحرينيّ بتظاهرات مشرقة ركّزوا على أن تكون سلميّة في مواجهة صلف السلطة».

وإذ أكّد أنّ من حق شعب البحرين التعبير عن نفسه، تساءل قاسم: «هل ابتلعت أميركا لسانها فلم تعد تعرف كيف تتصرّف وتستنكر ما يجري في البحرين، وهي التي تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما تحصل حالة فرديّة جزئيّة في منطقة نائية من العالم؟ وهل أصاب مجلس الأمن العمى فلم يعد يرى ما يجري، وكأنّ البحرين خارج الكرة الأرضيّة؟»، لافتاً إلى وجود تواطؤ دولي موصوف لرؤية ما يجري في البحرين من دون أن يحرّكوا ساكناً. وقال: «هذه الفضيحة دوليّة، وهي من أجل النفط والمصالح، ومن أجل الخصوصيّات التي تراها الدول الكبرى في تلك المنطقة. لقد سقطت عملياً شرعة حقوق الإنسان، ونستطيع أن نعلن أنّه مع أحداث البحرين لم يعد لهذا العنوان أيّ وجود على مستوى الأرض بخسارته هذا التطبيق المشرِّف».

ورأى أنّ «السعودية هي المسؤول الأول عمّا يجري في البحرين، وفي سورية واليمن وليبيا وفي كل المنطقة، لأنّها تريد أن تحكم وتفرض نفوذها بالمال وبالتوجيه اللئيم الخاطئ البعيد عن شرعة الإسلام وشريعة الله تعالى. السعودية هي التي تحاول أن ترسم مسار المنطقة على شاكلة علاقاتها مع «إسرائيل»، وها هي تكشف عن صورتها الحقيقيّة في العلاقات المكثّفة التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة لإعادة التطبيع مع «إسرائيل»، ولتدمير القضيّة الفلسطينيّة، ولأخذ الأمور باتجاه المشروع الأميركي – «الإسرائيلي»، هذه السعودية هي التي تقف وراء أحداث البحرين بشكل مباشر».

واعتبر «أنّ ما يجري مشكلة سياسيّة بامتياز. في البحرين هناك مشكلة بين شعب وحكم مستبدّ، في فلسطين هناك مشكلة بين شعب واحتلال، وفي سورية مشكلة بين نظام يريد أن يبقى إلى جانب المقاومة ومسلّحين إرهابيّين من مختلف أنحاء العالم يريدون تغيير هذا النظام لمصلحة «إسرائيل»، وفي اليمن هناك شعب يريد استقلاله وتواطؤ دولي لا يريد له أن يستقلّ ويدفِّعه الثمن».

وأكّد أنّ «ما نشهده اليوم دليل على أنّ شرفاء علماء الأمة من السنّة والشيعة لن يقبلوا بأقلّ من مواجهة «إسرائيل» وهزيمتها، مع كل المشروع المرتبط بها من البحر إلى النهر ومن المحيط إلى الخليج، وفي كل العالم الإسلامي. وإذا كان حاكم البحرين يعتقد أنه يستطيع الاستمرار بهذه الطريقة فهو مخطئ. هل يعتقد أنّه يستطيع التمادي من دون حساب؟ وأن يستمر بما هو عليه ويكون في نهاية المطاف؟ كلا، يستطيع أن يسجن وأن يقتل وأن يقمع الحريات، لكنه لا يستطيع أن ينتصر ولا أن يقود البحرين ولا أن يستمر في حكمه، هذه سنّة الله تعالى. هل يُعقل أن يواجه أكبر علماء البحرين، وعلى رأسهم آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي كان نموذجاً ومثالاً لرحمة الإسلام وللكلمة الحرّة وللأداء السلمي ولمدّ الأيدي من أجل المعالجة؟ أيُعقل أن تُحلّ جمعية الوفاق، وهي الجمعية التي قادت البحرين إلى الاتجاه الصحيح ويُسجن الشيخ علي سلمان وآخرون من العلماء وقادة الفكر والرأي ومن المجاهدين والمجاهدات لأنّهم قالوا: لا للحاكم الظالم!؟».

وختم: «نحن في حزب الله نؤيّد ونساند وندعم خيارات الشعب البحريني على قاعدة أنّه حر في خياراته، وأن ينطلق كما يشاء وبالطريقة التي يراها مناسبة، وهذا الدعم هو إعلان للعالم حتى يقف مع البحرين في حقّه في مواجهة الظلم الذي يمارس من داخل البحرين من الحاكم، ومن خارجها من السعودية وأميركا و«إسرائيل» ومن معهم».

بدوره، ألقى الشيخ حسان عبد الله كلمةً باسم «تجمّع العلماء المسلمين»، شدّد فيها على «أنّ حاكم البحرين تمادى في انتهاك حقوق الإنسان»، وأضاف: «السلطات البحرينيّة لا تريد إعطاء الشعب حقوقه، ومصرّة على دفع الأمور إلى الحرب الأهليّة». وأكّد أنّ «ما يحصل في البحرين لا علاقة له بصراع مذهبيّ، بل هو تعنّت من السلطة اتجاه شعبها».

من جهته، توجّه الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود إلى شعب البحرين بالقول: «أنتم جزء ممّن يرابط في غزة ويقاتل الإرهاب في سورية والعراق»، فيما اعتبر المنسّق العام لـ«جبهة العمل الإسلامي» في لبنان الشيخ زهير جعيد، أنّ «آل سعود يمارسون الداعشيّة».

كذلك أُلقيت كلمات لتجمّع علماء الجنوب، الأمين العام لـ«حركة الأمّة» الشيخ عبد الناصر جبري، والأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال شعبان.

«حركة الأمّة»

بدورها، نظّمت «حركة الأمة» و«لقاء الجمعيّات والشخصيّات الإسلامية» لقاءً تضامنيّاً مع شعب البحرين في بيروت، في حضور ممثّلين عن أحزاب وقوى سياسيّة وشخصيات.

بدايةً، أكّد رئيس «تيار النهضة الوحدوي» الشيخ غازي حنينة، «وقوفه إلى جانب شعب البحرين وحريّة التعبير»، مشيراً إلى «أنّ الصراع في البحرين ليس مذهبيّاً ولا طائفيّاً».

وأشار عضو «المجلس الإسلامي العلمائي» في البحرين، الشيخ حسن العصفور، إلى «أنّ السلطة في البحرين تجاوزت كل الخطوط الحمر بالتطاول على الشيخ عيسى قاسم»، مؤكّداً «أنّه سيبقى على موقفه، ولن يفاوض على الحقوق الأساسيّة، والشعب ذاهب إلى أبعد نقطة».

بدوره، أعلن رئيس «منتدى البحرين لحقوق الإنسان» يوسف ربيع، أنّ «مطالب البحرينيّين إنسانيّة، والخلاف ليس خلافاً طائفيّاً بل هو على حقوق دستوريّة، لكن مع الأسف ما يدور اليوم هو استهداف لهؤلاء المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى