«غلوبال ريسرتش»: مَن يقف وراء انقلاب تركيا الفاشل؟ أجندة أردوغان الداخلية اتفاق واشنطن ـ غولن… أم رايات التحالف الأميركي ـ التركي الكاذبة؟

ترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق

نشر موقع «غلوبال ريسرتش» الإخباري مؤخراً تقريراً للكاتب يواكيم هاغوبيان جاء فيه: تتمحور الأحجية الغامضة الأخيرة على ساحة الشطرنج الجيو ـ سياسية حول سؤال مفاده: من ذا الذي يقف وراء الانقلاب العسكري الفاشل الذي حاول الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيّب أردوغان نهاية الأسبوع الماضي؟

سارع أردوغان إلى إلقاء اللوم على حليفه السابق وعدوّه المنفيّ حالياً في ولاية بنسلفانيا، الداعية الإسلامي فتح الله غولن كما ذهب وزير العمل التركي إلى أبعد من ذلك أيضاً، في محاولة منه لاتهام الولاية المتحدة، محرّضاً على ضرورة الإسراع في قمع هذه «الانتفاضة» بحسب وصف كلّ من أردوغان ووسائل الإعلام الغربية.

استولى فصيل عسكري تركي من المتمرّدين على مطارَين وأُغلِق الثالث، فضلاً عن إغلاق الجسور فوق مضيق البوسفور الذي يفصل تركيا الآسيوية عن تلك الأوروبية، كما شنّ هجمات جويّة على اسطنبول وأنقرة بطائرات الهيليكوبتر وطائرات «F16»، وهزّت الدبابات مبنى البرلمان في أنقرة ومقرّ الاستخبارات التركية. وبلغ مجموع الضحايا 294 في الساعات القليلة من مساء الجمعة حتى ساعات الصباح الأولى من نهار السبت.

وعلى الفور، سارعت حكومة أردوغان بإلقاء القبض على كبار الضباط والقادة في قاعدة إنجريليك الجوية جنوب تركيا، وأغلقت هذا المرفق الحيوي الذي تستخدمه الإمبراطورية الأميركية للهيمنة على الضربات الجوّية فوق العراق وسورية بحجة استهداف مقاتلي «داعش» الإرهابيين، الذين هم في الوقت عينه، حلفاء الولايات المتحدة وتركيا، الساعون على مدى السنوات الأربع الماضية إلى إسقاط نظام الأسد في سورية من خلال الحرب. وتقوم الشرطة التركية الآن بالبحث في القاعدة الجويّة عن قائد قاعدة إنجريليك لضلوعه في الحادث وسماحه باستخدام القاعدة كمركز لتزويد الطائرات بالوقود خلال محاولة الانقلاب الفاشلة. مع الإشارة إلى أن قاعدة إنجريليك هي أيضاً المركز الأكبر لتحزين ترسانة حلف شمال الأطلسي النووية.

وفي أعقاب عطلة نهاية الأسبوع، تحوّل المحلّلون والنقّاد والمنجّمون السياسيّون إلى خليّة نحل، يتضاربون في الآراء حول جنون أردوغان، المعروف بتنفيذ سياسات كاذبة تجاه مواطنيه، في إمكان أن يكون قد افتعل القيام بمثل هذه الحركة الفوضوية غير المدروسة نهاية الأسبوع الماضي. ولم يكد ينبلج فجر الإثنين، حتى كان السلطان قد اعتقل أكثر من 6000 من أعدائه في الجيش التركي في عملية تطهيرية واسعة في أنحاء البلاد. ليرتفع هذا العدد بحلول نهار الثلاثاء ويشمل عدداً أكبر من عناصر الشرطة والأمن والمعلمين، ليصل إلى 20000 معتقل أو موقوف، في خطوة هدفت إلى القضاء ـ في ضربة واحدة ـ على جميع التهديدات الخطيرة في مخيمات المعارضة ضدّ أردوغان. وربما، لهذا السبب فقط، وفي خطوة لافتة ونادرة، أدانت الأحزاب السياسية في البرلمان التركي ـ بالإجماع ـ الانقلاب منذ لحظة حدوثه، مع العلم، أنهم لو لم يفعلوا ذلك، لكان الدكتاتور القاتل قد صوّب ناحيتهم سهامه القاتلة في جولته الاعتقالية أيضاً. وقد أعرب القادة الأوروبيون عن قلقهم حيال تخلّي الدكتاتور عن سيادة القانون من خلال اعتقاله الآلاف ممّن لهم صلات مزعومة مع مدبّري الانقلاب، فيما يُنظر إليها على أنها قوائم معدّة مسبقاً بأسماء الأعداء.

ومن ناحية أخرى، افتتن المدير السابق لصحيفة «غارديان» البريطانية والمدير الحالي لـ«عين الشرق الأوسط» الكاتب دايفيد هيرست، بقوة أردوغان وسلطته المكتشفة حالياً، مشيراً بابتهاج في مقاله الأخير إلى كيفية تعاطي وسائل الإعلام الغربية ـ بسرعة مستنكرة ـ إلى اعتبار الانقلاب ناجحاً بالفعل:

«بي بي سي العربية»، «سكاي نيوز»، قناة «العربية»، المحررون الدبلوماسيون، شبكات الإعلام الأميركية، سارعت جميعها إلى إطلاق تصريحات تبشّر بنهاية أردوغان، وبفراره إلى ألمانيا.

ويؤكد هيرست أن القادة الغربيين أمثال أوباما وكيري، حافظوا على صمتهم طوال ساعات، آملين خلع أردوغان في نهاية المطاف، مع استصدار التصريحات العلنية الداعمة لحكومة أردوغان، ويبدو أن كلّ هذا قد حصل بعدما لم تعُد توجد أمامهم أيّ خيارات أخرى مطروحة. يخطّ دايفيد هيرست رسماً بطولياً لأردوغان الشجاع الذي ألهم بلاده بالنصر «الديمقراطي»: «إن نقطة التحوّل في المسرحية التركية الأخلاقية التي حصلت ليل أمس، بدأت مع ظهور أردوغان متحدّثاً عبر بثّ مباشر من على هاتفه الذكيّ، لينتشر خطابه كالفيروس بين مواطنيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً المواطنين إلى النزول إلى شوارع البلاد في جميع المدن التركية، ليحتفلوا بفشل الانقلاب، وليفتخروا بمشاركتهم بمثل هذه اللحظة التاريخية معاً كشعب واحد وأمة واحدة … أردوغانية».

باستخدام شعبه كعنصر فاعلٍ في الأزمة الحاصلة، لم تكن هوليوود، ولا حتى واشنطن قد تمكنت من صوغ سيناريو دراماتيكي أفضل من هذا لإنتاج مسلسل طويل يشكل مدعاة فخرٍ لكلّ مواطن تركيّ فخورٌ بتركيته. وقد استطاع رئيس الوزراء المستقيل مؤخراً أحمد داود أوغلو تلخيص ردّ الفعل التركي الوطني هذا باعتباره محاولة للإطاحة بالنظام لا تزال قيد التنفيذ: «لقد حان الوقت لتحقيق التضامن مع الشعب التركي… ففي هذه اللحظات يجوب المواطنون الأتراك شوارع المدن التركية، وساحاتها محتجّين على محاولة الانقلاب هذه».

لكن عادةً، ما الذي يفعله القادة السياسيون عندما يصارعون للبقاء في السلطة؟ ينظّمون انقلاباً وهمياً أو حرباً، مستعرضين قوة التهديدات الداخلية والخارجية بهدف حشد القومية الشوفينية، في نفوس المواطنين اللّينة التي يلوّحون لهم دوماً بها.

بالكاد مرّ أسبوعان منذ أن أُجبر أردوغان على التذلّل عند قدمي بوتين، مبدياً اعتذاره وأسفه على إسقاطه للطائرة الروسية في تشرين الثاني الماضي، مقدّماً تعويضاً مالياً كاملاً لعائلة الطيّار الفقيد. فمنذ اعتلائه سدّة الرئاسة عام 2003، وحتى عام 2014، كان أردوغان ـ قبل أيام قليلة ـ لا يزال يتخبّط في خضمّ نقاط ضعفه المتعدّدة، فبدت حياته السياسية وكأنها تُشنق بخيطٍ رفيع، بعد تلويح الولايات المتحدة والقوى الأوروبية البارزة مثل ألمانيا، برفض الإبقاء على عضويته في الناتو أو حلف شمال الأطلسي، بسبب تعنّته وتمسكه بطموحاته العثمانية، وتعاونه مع مقاتلي «داعش» وتأمين وتسهيل تنقلهم من تركيا إلى كلّ من سورية والعراق، ما زاد وتيرة أعمال القتل والإرهاب في البلاد، وعرّض السياحة التركية إلى خطر كبير، وأثّر سلباً على اقتصاد تركيا الذي أصبح في طور الركود.

ما الذي يمكن لأيام قليلة أن تفعله أو تحدثه من فرق، مع ما يبدو أنه انقلاب يحدث على مراحل. فها هو أردوغان الآن، يجلس على المقعد الخلفيّ وراء السائق مزوّداً بسلطة مطلقة لإعادة وضع عقوبة الإعدام حيّز التنفيذ، بعدما كانت قد أُلغيت عام 2004 على إثر أمله في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مزيلاً بذلك كلّ خصم حقيقي أو وهميّ، واستخدامه ككبش فداء يلقي عليه باللوم باعتبار أنه محميّ من قبل الحكومة الأميركية في منفاه هناك، وأنه العقل المدبّر لكلّ ما يحدث في البلاد. وبالطبع، فإن توجيهه أصابع الاتهام إلى الداعية الديني فتح الله غولن هو من خطط لهذا الانقلاب الفاشل. وكان أردوغان نفسه قد وصف هذه الأحداث ليل السبت الماضي على أنها «هدية من الله» وضربة حظّ رائعة، تكشف نوايا نظرية السياسات الكاذبة.

نهاية أخرى فضفاضة مزعومة لأردوغان قد نصّت على ان هذا الانقلاب حدث فيما يقضي أردوغان عطلة نهاية الأسبوع في أحد منتجعات مرمريس. فقد كان باستطاعة إحدى طائرتي «F16» التي يقودها المتمرّدون، إطلاق النار عليه بكلّ بساطة من الجوّ، لكن لسبب غامض وغير مبرّر، أخطأت هذه الطائرات وجهة طائرة أردوغان التي كانت على مرأى من صواريخها من دون أدنى شك. وإذا كان ذلك صحيحاً، وكان أحد الفصائل العسكرية المنشقة جاداً في التخلّص من الرئيس، فلن يكون قد سمح له بالوصول إلى أنقرة. وكان أردوغان قد تفاخر في ما بعد بالدقائق المعدودة التي استغرقت تركه مرمريس… إن إصابته بمرض جنون العظمة وتبجّحه الدائم، ينجحان في تدمير أيّ مصداقية يمكن أن يتمتع بها يوماً.

إن نظرية «العمل الداخلي» هي فقط إحدى الخيارات الممكنة، التي رتّبها أردوغان ليخترع من بنات أفكاره القيام بانقلاب فاشل، ويصوّر نفسه على أنه ذلك «البطل» الشعبي لأمة الثمانين مليوناً القوّية. تفسير محتمل آخر يكمن في إمكانية أن يكون أردوغان يخبرنا الحقيقة لجهة التغيير، الذي قامت كلّ من الولايات المتحدة وغولن بهندسة تفاصيله في محاولة منهما تنحيته من السلطة. إن مكوّنات هذا الاستنتاج تشير إلى حقيقة مفادها أن هناك ولاءً لا بأس به من قبل بعض أطياف الشعب للداعية الديني، سواء في صفوف الجيش أم في عديد قضاة المحكمة العليا. هناك تقارير يجري تداولها تنبه إلى أنهم كانوا بالفعل على قائمة طويلة لاعتقالات تطهيرية وشيكة، وأنهم اندفعوا لتحديد مصيرهم بأنفسهم في اللحظة الأخيرة، أي محاولة القضاء على السلطان قبل أن يقضي هو عليهم. ما يعزّز فرضية أن تحضير جميع هذه اللوائح بأسماء المعقلين كانت معدّة سلفاً وأن الانقلاب كان مخططاً له.

أما الزعيم الديني المثير للجدل، فتح الله غولن، فقد اختلف مع أردوغان بسبب فضيحة فساد طاولت زوجة الأخير عام 2011. أم ما سبق ذلك، ولسنوات معدودة، فقد ساعد الطرفان المجموعات الجهادية في النموّ، وذلك بما يخدم مصالحهما الشخصية. كذلك، فإن غولن أقحم نفسه منذ عقود، في صميم العلاقات الأميركية العميقة ذات الصلة مع وكالة الاستخبارات الأميركية ووزارة التربية والتعليم. فالميلياردير غولن الذي تقدّر ثروته بـ25 مليار دولار، يملك أكبر مجموعة من المدارس الخيرية في أميركا والمئات الأخرى المنتتشرة في جميع أنحاء العالم، وهو منذ عام 1998 يحيا حياةً مريحة وسط مجمّع قرب بنسلفانيا. وبسبب معرفته الوثيقة بثلاثة من كبار ضباط الاستخبارات الأميركيين، استطاع الحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة بهدف تجنّب محاكمته في بلاده بتهمة الخيانة.

تدرّس مدارس غولن التطرّف الديني الإسلامي في جميع أنحاء العالم، كما تعمل على ضخّ وتوريد الطلاّب المتخرّجين عبر الأنابيب الإرهابية لوكالة الاستخابارت الأميركية. فقد عمل غولن وحركته الإسلامية جنباً إلى جنب مع الحكومة التركية مع العمليات السريّة لوكالة الاستخبارات الأميركية، لخلق القوى الإرهابية المتطرّفة والمتمرّدة من الشيشان إلى القوقاز، في جميع أنحاء آسيا الوسطى على طول الطريق إلى مقاطعة شينغ يانغ الصينية، محرّكين الخلايا الإسلامية النائمة في موسكو وبكين من خلال استغلال المواطنين المسلمين الأصليين عبر تلقين أصول الجهاد والتفكير الإسلامي الأصولي في مدارس غولن من التتار إلى الأويغور. وقد لعب غولن دوراً مركزياً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وحوّل جميع الدول المحيطة بروسيا والصين إلى دول معادية بهدف عزل وإضعاف هاتين القوتين الأكثر تهديداً للقوة العظمى المتمثلة في الإمبراطورية الأميركية وفرض هيمنتها الأحادية القطبية على العالم.

وقد بدأ أردوغان منذ بداية الانقلاب التركي تقريباً، يطالب واشنطن باعتقال غولن وسوقه إلى تركيا. وبعد استدعاء الاتهامات التركية القائلة إن الولايات المتحدة لعبت دوراً في محاولة الاستيلاء على السلطة، يؤكد كيري بعظمة لسانه قائلاً أنه لو تمكنت أنقرة في توجيه أيّ اتهام للسلطات الأميركية وثبتةً أن الإمام غولن مسؤولٌ فعلاً عن الانقلاب، إذاً سترسل الولايات المتحدة غولن فوراً إلى تركيا للمحاكمة، لكن ليس قبل ذلك. وليس لأن وجود غولن له تأثير لا يُستهان بها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن احتمال إرسال هذا الزعيم المنفيّ إلى تركيا لمواجهة حتميّة مع الموت تكاد تكون معدومة.

وفي الوقت عينه، برزت خلال السنة الماضية مسألةٌ ذات صلة، تمثلت في اخيتار إدارة أوباما تقديم الدعم العسكري للسزريين الأكراد الذي لطالما استهدفتهم تركيا في صراع إثنيّ عرقيّ طويل، فالعديد من الأكراد الذين يقطنون جنوب شرق تركيا يصارعون من أجل الاستقلال، بينما يفرض أردوغان أوامر وحشية بتطهيرهم عرقياً من المنطقة بأسرها، معتمداً في ذلك على ضربات طائراته الجويّة ضدّهم في الشمال العراقي حيث يتقاتلون مع «داعش»، ويسهّلون أيضاً مرور مقاتلي «داعش» عبر الحدود التركية لقتل الأكراد السوريين وقوات نظام الأسد.

وفي اعتراف جريء منها، قامت ألمانيا منذ أسابيع معدودة بالاعتراف بالمجزرة الأرمينية التي ارتكبتها القوات التركية القرن الماضي، ما يوضح ويؤكد التاريخ الطويل المليء بالميول الشهوانية الدموية والعنفية للتطهير العرقي. وبالنظر إلى مشروع «إسرائيل الكبرى» الذي ينصّ على وجوب تطبيق رؤية الإمبراطورية الأميركية في بلقنة سورية، العراق، ليبيا، وتركيا بطبيعة الحال، فإن منح الأكراد الحكم الذاتي يتناسب ويتوافق مع خطة الإمبريالية الكبرى للعبة الخاصة بهم.

وردّاً على سلوك أردوغان المتهوّر في الأشهر القليلة الماضية، فإن كلاً من أوروبا وواشنطن قد أدارا أكتافهما للطاغية، مفضّلاً ـ بالسرّ ـ رؤية أردوغان مخلوعاً. وبالتالي، فإن الدعم العلني لانقلاب الأسبوع الماضي كان واضحاً للغاية. وهكذا، فإن نبذه من قبل الغرب، قد يسمح له بالعودة إلى الارتماء في الأحضان الروسية. ويقترح الصحافي المعروف أندرو كوريبكو أن الاستخبارات الروسية قد تميل إلى تحذير أردوغان في حال تعرّضه لمحاولة انقلاب ثانية.

واذا كانت تركيا تؤمن فعلاً أن الإمبراطورية الأميركية تقف حقيقةً وراء هذه المؤامرة بهدف تدمير أردوغان، فلِمَ سيسمح بعد مرور أيام قليلة للولايات المتحدة باستئناف استعمال قاعدة إنجرليك الجوية؟ وبعد كلّ شيء، فإن مثل هذه الجريمة الجنائية السرية سيُعتبر عملاً من أعمال الحرب. فلمَ لا تُقطع العلاقات الدبلوماسية فوراً مع السفارة الأميركية ويُرسَل موظفوها إلى موطنهم؟ تستمرّ الولايات المتحدة في حماية غولن وأساليبه الوعظية الجهادية في جميع أنحاء العالم في حين ينشب خلاف وهمي موقت بين الإمبراطورية والناتو، ودميتها الحليفة تركيا.

وفي نهاية المطاف، إنه لأفدح شكل من أشكال الظلم والقهر المنحرفة عندما تخلق دول أمثال الولايات المتحدة، «إسرائيل»، تركيا والمملكة العربية السعودية، حروباً وتتسبّب في أزمات الهجرة الجماعية، ما يجعل انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي أمراً محتوماً مع فرض مواصلة رسوم الابتزاز، وتهدّد الآن بنشوب أسوأ أزمة إذا لم تتمّ الاستجابة لمطالب إضافية. وعلاوةً على ذلك، أدّت الظروف الوحشية والانتهاكات الإجرامية، خصوصاً داخل مخيمات اللاجئين التركية في أزمة إنسانية مروّعة. إنهم حفنة من الأشرار، المرضى عقلياً ونفسياً والمصابون بأمراض حكمت العالم وقيّدته، فحصلنا على عالم خارج نطاق السيطرة، وجاهز للانفجار بأمراض عضال.

يواكيم هاغوبيان، متخرّج في كلّية «وست بوينت»، وضابط سابق في الجيش الأميركي، يهتمّ بالتركيز على قضايا الأمن القومي والقيادة والعلاقات الدولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى