الإرهاب يرتدّ على أوروبا… والتدابير الرادعة ضبابية!

نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً بقلم رئيس مركز المعلومات السياسية آلِكسي موخين، يناقش فيه مسألة فشل سياسة التسامح في أوروبا وعواقب نشاط الناتو في الشرق الأوسط. ويقول موخين: الفوضى التي حذّر منها الخبراء، بمن فيهم الروس، تعمّ أوروبا فعلياً. وارتجالية بعض أعمال العنف، الجماعية في غالبيتها، من جانب اللاجئين ضدّ «السكان الأصليين» في أوروبا، لا تلغي التوجه الثابت لنشاط عملاء «داعش» المدسوسين منذ وقت طويل في أوروبا، بل تظلله فقط، ويمكن القول إنه يعطي اللوحة شكلها الكامل. وكما لقنت أفلام هوليوود سكان الغرب، فإن الأجهزة الأمنية الجبارة تتعامل مع الإرهابيين المحترفين. لكن لا أحد يمكنه الحماية وحتى الشرطة من أعمال العنف الارتجالية التي ينفذها شاب ذو سحنة خاصة يعيش في الجوار. وإذا لم يتم إخماد هذه الأعمال أو توجيهها في اتجاه معين، فإن الحديث سيدور في نهاية المطاف عن عمليات إبادة لسكان أوروبا الأصليين، وعجز المواطن البسيط عن الوقوف في وجه خطر الإرهاب العالمي، الذي نجم عن إجراءات غير مدروسة لسياسيي الناتو وعسكرييه. كما يجب ألا ننسى في النهاية أن هناك من أقنع أوروبا وحثها على استقبال ألوف اللاجئين من دون عراقيل، وكأنما حدث ذلك تنفيذا لأوامر صادرة من جهة.

إلى ذلك، أجرت صحيفة «لوموند الفرنسية» مقابلةً مع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أقرّ خلالها بأن القضاء المعني بمكافحة الإرهاب ارتكب تقصيراً عندما قرّر الإفراج عن أحد منفّذي الاعتداء في الكنيسة ووضعه قيد الإقامة الجبرية في وقت تتعرّض الحكومة لانتقادات واتهامات بالتساهل.

وفي معرض حديثها، عن حلف الناتو الذي، بدلاً من مكافحة الإرهاب، يخوِّف أوروبا بإصرار من «الخطر الروسي». لفتت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى أنّ الأميركيين، لا سيما «مجلس الأطلسي»، لا يعيرون أيّ اهتمام للنشاط الإرهابي في أوروبا حيث لا يكاد يمرّ يوم من دون انفجار أو إطلاق نار من قبل المهاجرين الساخطين في بلدان أوروبا الأعضاء في الناتو. ولكن الناتو ينقذ أوروبا من «الخطر العسكري الروسي» لا من خطر الإرهاب. ذلك طبعاً لأنه في محاربة الإرهاب لن توقع صفقات جديدة لتوريد الصواريخ والدبابات والطائرات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى