الأزمة السورية ومبادئ السيسي الخمسة

حميدي العبدالله

حدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خمسة مبادئ لحلّ الأزمة الدموية التي تعصف بسورية منذ ربيع عام 2011 وحتى الآن. وقال في لقاء مع مندوبي الصحف المصرية الرسمية: «إنّ المقاربة المصرية للموقف في سورية تنطلق من خمسة مبادئ تتمثل باحترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب، إيجاد حلّ سياسي، نزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، إعادة الإعمار، تفعيل مؤسسات الدولة السورية من جديد». صحيح أنّ هذه المبادئ صيغت بشكل عام ولكنها واضحة، وتشكل افتراقاً مع مقاربات الطرف الآخر متمثلاً بالولايات المتحدة وبعض دول المنطقة التي لا تزال تربط أيّ حلّ للأزمة السورية بقبول شروطها وتعريض وحدة سورية ومؤسسات الدولة للخطر، إضافة إلى أنها تجاهر بمواصلة الحرب في سورية، أيّ ترفض واقعياً الحلّ السياسي طالما أنّ هذا الحلّ لا يشكل استسلاماً ويهدر كلّ التضحيات التي قدّمتها الدولة السورية ومؤيديها. بهذا المعنى لا يمكن على الإطلاق توجيه أيّ انتقاد لمصر حول موقفها، فالمبادئ التي تتبناها تؤمن بها الدولة السورية، وتوافق على أن تكون هي أساس أيّ مقاربة للحلّ السياسي للأزمة في سورية، كما أنّ هذه المقاربة تتقاطع بقوة مع رؤية روسيا لحلّ الأزمة السورية، ومن شأن هذه المقاربة أن تعزز موقف روسيا، وقد تشجع أطرافاً عربية وإقليمية على السير في ذات الاتجاه، مثل الكويت التي كان لها بالأساس موقف متميّز، والإمارات العربية التي لم تنخرط في الحرب على سورية، كما من شأن مثل هذا الموقف أن يشجع تركيا على الاقتراب من تبني مقاربة مماثلة لكيفية الحلّ، وهو ما بات يصرّح به المسؤولون الأتراك ولا سيما بعد الانقلاب الفاشل.

واضح أنّ مصر لا تستطيع في هذه الفترة، بسبب ما تواجهه من مشاكل وتحديات، الذهاب أبعد من ذلك لكي لا تثير غضب بعض حكومات المنطقة التي لا تزال تصرّ على اعتماد سياسة إزاء سورية قائمة على التصعيد والابتعاد عن الحلّ السياسي، حتى وإنْ أدّى مثل هذا التصعيد إلى تعاظم مخاطر الإرهاب وتهديد استقرار المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى