تركيا… بين الانفتاح على روسيا والتزاماتها مع الغرب

لا يزال الغرب المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية والناتو، متردّداً في التعامل مع تركيا المنفتحة مؤخراً على روسيا وإيران وربما سورية. وفي ما يتعلّق بالتقارب المحتمل بين أنقرة ودمشق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تناولت فيه الأوضاع السورية، مشيرة إلى أن تركيا غيّرت موقفها من التسوية السورية على خلفية المواجهات في الحسكة. وقالت الصحيفة إنّ العامل الكردي قادر على تغيير موقف تركيا من الأزمة السورية، لا بل التقريب بين أنقرة ودمشق. ونقلت عن عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما أنور محمودوف، في معرض تعليقه على المعارك التي نشبت بين القوات الحكومية و«وحدات حماية الشعب الكردي» في مدينة الحسكة، وكذلك العمليات الإرهابية السابقة التي وقعت في أنقرة واسطنبول، التي اتّهم الجانب التركي الأكراد بتنفيذها.

قوله إنّه إذا تم إجلاس الطرفين إلى طاولة المفاوضات على مستوى لجان الاتصال لمناقشة كيفية بناء العلاقات المستقبلية بين البلدين، فإن القضية الكردية ستكون حتماً ضمن جدول الأعمال لأن الطرفين يواجهان هذه المشكلة، لا سيما أن الأكراد لا يتصرفون من أنفسهم، بل هم أداة بيد الولايات المتحدة في كلا البلدين، وهي تلعب هذه الورقة الرابحة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

إلى ذلك، أشار الكاتب هاليل دانيسماز، في مقال نشرته مجلة «تايم» الأميركية، إلى مدى حاجة كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ناتو إلى تركيا، وقال إن ترك أنقرة وحدها يعني فقدان النفوذ الأميركي في المنطقة ووضع نهاية لتحالف استمر عقوداً طويلة.

وأكد الكاتب أن ترك تركيا لمصيرها يعني فقدان الولايات المتحدة نفوذها في الشرق الأوسط، ويعني تحول أنقرة إلى أحضان روسيا، وبالتالي ابتعادها عن التحالف مع واشنطن والغرب برمّته.

كما كتب ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنّ إصرار روسيا الجديد في الشرق الأوسط لا يقتصر على سورية، فقد نمت بعناية علاقات مع حلفاء أميركا الرئيسيين الساخطين الآن في المنطقة، مثل مصر و«إسرائيل» والسعودية، وأخيراً رأبت الصدع مع تركيا الحليف بحلف شمال الأطلسي والرئيس رجب طيب أردوغان، لا بل إن موسكو تغازل الآن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

«إيزفستيا»: القضية الكردية تقرّب بين أنقرة ودمشق

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية الأوضاع السورية، مشيرة إلى أن تركيا غيّرت موقفها من التسوية السورية على خلفية المواجهات في الحسكة.

وجاء في المقال: العامل الكردي قادر على تغيير موقف تركيا من الأزمة السورية، لا بل التقريب بين أنقرة ودمشق. هذا ما صرّح به لـ«إيزفستيا» عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي الدوما أنور محمودوف، في معرض تعليقه على المعارك التي نشبت بين القوات الحكومية و«وحدات حماية الشعب الكردي» في مدينة الحسكة، وكذلك العمليات الإرهابية السابقة التي وقعت في أنقرة واسطنبول، التي اتّهم الجانب التركي الأكراد بتنفيذها.

وأضاف محمودوف أنه إذا تم إجلاس الطرفين إلى طاولة المفاوضات على مستوى لجان الاتصال لمناقشة كيفية بناء العلاقات المستقبلية بين البلدين، فإن القضية الكردية ستكون حتماً ضمن جدول الأعمال لأن الطرفين يواجهان هذه المشكلة، لا سيما أن الأكراد لا يتصرفون من أنفسهم، بل هم أداة بيد الولايات المتحدة في كلا البلدين، وهي تلعب هذه الورقة الرابحة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وأشار محمودوف إلى ضرورة بذل الجهود لمنع تصعيد الوضع، لأن هذا لا يخدم أياً من الجانبين.

وقد نقلت قناة «الإخبارية» التلفزيونية السورية عن ممثل قيادة القوات الحكومية أن الوحدات الكردية انتهكت في 22 آب الجاري اتفاق وقف إطلاق النار مع القوات الحكومية في مدينة الحسكة، الذي تم التوصل إليه في 21 من الشهر الجاري. وبحسب قوله، هاجمت هذه الوحدات مواقع القوات الحكومية التي تحرس المؤسسات الحكومية والمواقع المهمة. واتفق الطرفان على أن تنسحب الوحدات الكردية من المواقع السبعة التي استولت عليها في المدينة. لكنها لم تُخل إلا أربعة، كما ذكرت صحيفة «الوطن» السورية.

ويذكر أن المواجهات المسلحة بدأت بين الطرفين يوم 16 آب الجاري باستخدام المدفعية الثقيلة ومدافع الهاون، ما أدّى إلى وقوع 27 ضحية من المدنيين. والمثير في الأمر أن قوات أميركية خاصة ترابط في الحسكة منذ تشرين الثاني عام 2015، وهي تقوم بتدريب وإعداد المقاتلين الأكراد لمحاربة «داعش».

وقد تصاعدت في الأيام الأخيرة حدة التوتر في المنطقة، حتى أن القيادة السورية أرسلت إلى الحسكة قاذفتي قنابل من طراز «سوخوي 24»، ما اضطر القوات الجوية الأميركية إلى إطلاق طائرتي «إف 16» لمواجهتهما، ولكن تم في النهاية تجنب هذه المواجهة.

وقد أعلن قائد القوات الأميركية في سورية والعراق الجنرال ستيفن تاونسند في الـ 21 من الشهر الجاري، أن الولايات المتحدة لن تسمح بتوجيه ضربات إلى قواتها الخاصة. وأضاف: لقد ابلغنا الجانب الروسي بمكان مواقعنا، وهم أبلغونا بأنهم نقلوا المعلومات إلى الجانب السوري. وأنا أقول إننا سندافع عن أنفسنا إذا شعرنا بالخطر.

أما المحلل السياسي السوري طالب زيفا، فيقول إن المواجهات في الحسكة حرضت عليها الولايات المتحدة، التي بدأت تستخدم الأكراد بدلاً من الإرهابيين لأن الرهان على «المعارضة المعتدلة» لم يحقق أهدافه، وهذا ما أظهرته معارك حلب حيث حوصر المسلّحون، وتصفيتهم ليست سوى مسألة وقت. لذلك بدأ الأميركيون باستخدام الأكراد، وبهذا يضربون عصفورين بحجر واحد: استمرار الحرب في سورية، والضغط على تركيا، الحساسة جداً من القضية الكردية.

وأضاف أن الأكراد، بغضّ النظر عن كل شيء، يبقون بنظر الحكومة السورية جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السوري.

«تايم»: أميركا والناتو يحتاجان إلى تركيا

أشار الكاتب هاليل دانيسماز، في مقال نشرته مجلة «تايم» الأميركية، إلى مدى حاجة كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ناتو إلى تركيا، وقال إن ترك أنقرة وحدها يعني فقدان النفوذ الأميركي في المنطقة ووضع نهاية لتحالف استمر عقوداً طويلة.

وأوضح أن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف تموز الماضي أسفرت عن أكثر من مئتي قتيل، وقلبت المؤسسات الديمقراطية وزعزعت استقرار البلاد برمّتها.

وأضاف دانيسماز أنه شاهد أحلك اللحظات في تاريخ البلاد بينما كان على متن طائرة في طريقها إلى اسطنبول، حيث قام مدبرو الانقلاب بإغلاق المطار، وحيث هبطت الطائرة وسط الهجوم، وأنه بقي في تركيا لعدة أسابيع ليشهد الفوضى التي مرت بها البلاد في أعقاب هذه المحاولة الانقلابية.

وقال أيضاً إنه كان هناك شعور بأن الأمة تعيش حالة من الحصار، في ظل تعرضها للهجمات من كل الجهات. وأوضح الكاتب أن الإرهاب ضرب تركيا، وأن البلاد بحاجة ماسة للدفاع عن نفسها وعن ديمقراطيتها.

لكن ردّ فعل الغرب يهدّد بتعقيد الكيفية التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي التعامل مع تركيا التي تقع في الخطوط الأمامية من حملة التحالف الدولي ضدّ تنظيم «داعش».

وأكد الكاتب أن ترك تركيا لمصيرها يعني فقدان الولايات المتحدة لنفوذها في الشرق الأوسط، ويعني تحول أنقرة إلى أحضان روسيا، وبالتالي ابتعادها عن التحالف مع واشنطن والغرب برمّته.

وقال إن زيارة جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي الأسبوع الجاري إلى تركيا تعتبر أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وإنها تشكل فرصة لإصلاح العلاقة المتدهورة مع تركيا.

وذكر أن لدى أميركا الكثير من المسائل على المحك، فها هم حلفاؤها في أوروبا يتعرضون للهجوم بشكل لم يشهدونه من قبل، كما أن العراق وسورية لم تعودا دولتين كسابق عهدهما، وها هو تنظيم «داعش» يتمدّد من ليبيا إلى أفغانستان، كما أن كلا من النفوذ الروسي والإيراني يتوسّعان بشكل مضطرد.

وأكد الكاتب أن تركيا تقف سداً منيعاً ضدّ كل هذا التهديدات المتزايدة، وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية لقاعدة إنجرليك التركية القريبة من سورية، وإلى دورها في توجيه الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضدّ تنظيم «داعش» في كل من سورية والعراق.

وأضاف أن تركيا تعتبر صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي، وأنه ينبغي للمسؤولين والمحللين الأميركيين الاعتراف بأن الحاجة القصوى الآن لتركيا تتمثل في ضرورة الدفاع عن نسيجها المدني، وأن يدركوا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الخيار الشرعي للشعب التركي والمنتخب بشكل ديمقراطي. وقال الكاتب إن أردوغان يتحدث بِاسم الأتراك الذين منحوه الحق بالحديث بِاسمهم، وإنه ينبغي على أميركا احترام هذا الحق. وأضاف أن الأتراك يطالبون الولايات المتحدة بتسليم المعارض فتح الله غولن بدعوى ضلوعه في تنفيذ المحاولة الانقلابية، وأن طلبهم يعتبر معقولاً.

وأكد دانيسماز أن أقوى حليف لتركيا في الشرق الأوسط يتعرض لتهديدات، وأن هناك احتمالات لحدوث عواقب وخيمة على المصالح التركية الأميركية المشتركة. وقال إنه يتعين على صناع القرار الأميركيين تجديد وتعزيز العلاقة بين البلدين لا أن يقطعوها ويلوذون بالفرار.

«فايننشال تايمز»: ضعف أميركا يعزّز تقارب روسيا وإيران

كتب ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنه منذ جاءت روسيا بقواتها الجوية إلى سورية في أيلول الماضي لإنقاذ بشار الأسد دأب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استغلال الاعتقاد الشائع بأن الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما قد فقدت القدرة على صياغة الأحداث في الشرق الأوسط، وقيام المقاتلات الروسية بطلعات جوية في سورية من قاعدة جوية في إيران جنوب غرب طهران يعنى افتراضاً إيصال تلك الرسالة.

وأشار الكاتب إلى أن تلك الغارات الجوية كانت ضدّ أهداف للجهاديين و«الثوار» المدعومين من الولايات المتحدة في شمال غرب سورية. وما يزيد الأمر استفزازاً الضربات الجوية التي قامت بها قوات الأسد في شمال شرق سورية على الأكراد حلفاء واشنطن الذين توجد بينهم قوات خاصة أميركية.

واعتبر الكاتب هذين الأمرين تطورين جديدين في الفوضى الدموية التي في سورية وبلاد الشام، حيث لم تسمح إيران قط لدولة بوضع قوات على أرضها منذ قيام «الثورة الإسلامية» عام 1979، وطيلة هذه الحرب كانت سياسة الأسد في ما يتعلق بأكراد سورية هي «عش ودع غيرك يعيش». ورأي أن بوتين يستغل فرصة تكتيكية تبدو فيها موسكو قوية بينما يأفل نجم واشنطن.

وأضاف أن دعم روسيا وإيران للأسد، رغم عداوتهما التاريخية في القرن الماضي، ينبع من رغبة موسكو في إحياء مكانة روسيا باعتبارها قوة عالمية وإقليمية وإبقاء الغرب في حالة من انعدام الوزن بسبب عدوانها في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، وعزم طهران على تعزيز التحالف الشيعي العربي الذي صاغته من بغداد إلى بيروت.

ومضى غاردنر يقول إن بوتين قد يرغب أيضاً في تشويه إنجاز لا يزال يبدو الأكبر في السياسة الخارجية لأوباما، وهو الاتفاق النووي الدولي مع إيران السنة الماضية، من خلال إظهار أن روسيا هي المستفيد الأكبر المحتمل.

وختم الكاتب مقاله بأن إصرار روسيا الجديد في الشرق الأوسط لا يقتصر على سورية، فقد نمت بعناية علاقات مع حلفاء أميركا الرئيسيين الساخطين الآن في المنطقة، مثل مصر و«إسرائيل» والسعودية، وأخيراً رأبت الصدع مع تركيا الحليف بحلف شمال الأطلسي والرئيس رجب طيب أردوغان، لا بل إن موسكو تغازل الآن المليشيات المدعومة من إيران في العراق.

وهذا الأمر لا يزال يبدو أقرب إلى انتهازية تكتيكية منه إلى استراتيجية طويلة المدى.

«تايمز»: على اللاجئين أن يعودوا لبناء أوطانهم

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً تدعو فيه، بريطانيا إلى استقبال المزيد من اللاجئين، بشرط أن يعودوا لبناء أوطانهم.

ويقول كاتب المقال، روجر بويز، إن إعلان المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل الصيف الماضي استقبال أي هارب من الحرب أو الجفاف أو الفقر دفع بالملايين إلى أبواب أوروبا، وهو ما تسبب في قلق من انهيار نظام الرعاية الاجتماعية.

ويضيف الكاتب أن القادمين الجدد أصبحوا يشكلون تصدّعاً في المجتمعات الأوروبية إذ أنهم يندمجون في العملية الاقتصادية، ولكنهم يرفضون النظام الاجتماعي.

ويذكر أن التوتر ظهر جلياً في ألمانيا إذ إنّ الفتيات تركن المسابح العامة مخافة أن يتعرّضن للتحرّش الجنسي، كما أن المكتبات أصبح عليها أن تتأقلم مع مرتادين جدد ليس لهم أدنى الكفاءات المطلوبة.

ويرى أن الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا جعلتها لا تقدر على التكفل بهم، على الوجه الصحيح.

والمطلوب من بريطانيا، بالنسبة إلى الكاتب، أن تستقبل اللاجئين لتدريبهم وتأهيلهم لإنجاز المشاريع في بلدانهم، وبناء أوطانهم بالطريقة الصحيحة.

ويقول إن الحروب في الشرق الأوسط لن تنتهي قريباً، ولا يمكن ترحيل الناس إلى ساحات الحرب، ولكن لا بدّ أن تتوقف آلة تنظيم «داعش» في وقت من الأوقات. حينذاك ستكون البلدان خالية من سكانها والمدن خربة، وسيكون من مصلحة الدول الغربية والسوريين أنفسهم أن يتحولوا إلى بناة.

ولكن الخوف سيجعل كثيرين من اللاجئين، بحسب الكاتب، يفضلون البقاء في أوروبا، ولا يمكن ترحيلهم بالقوة، بل المطلوب أن نثق في طبيعتهم ورغبتهم الداخلية في خدمة أوطانهم، بعد صمت القنابل والرصاص.

«واشنطن تايمز»: تنظيم «داعش» يعرف كيف يستفيد من عدوّه

تنظيم «داعش» يستفيد من قواعد الاشتباك الأميركية التي تنصّ على تفادي قتل المدنيين، كما أنه لا يكرّر أخطاءه في ميادين القتال، ومن المشكوك فيه تحقيق الهزيمة المؤكدة التي تنبأت بها إدارة الرئيس باراك أوباما.

ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، حيث قال إن الاستفادة من دروس المعارك تشكل أحد التمارين الفكرية الرئيسية التي يعمل بها الجيش الأميركي والجيوش المتطورة، ورغم أن تنظيم «داعش» لا يملك مركزاً لرصد دروس المعارك والاستفادة منها كما يملك الجيش الأميركي، فإن قادته يمارسون هذا الدور بفعالية كبيرة.

وأشار إلى أن قادة تنظيم «داعش» يعتقدون أن تعبئة عرباتهم العسكرية بالناس يجعل من الصعب على وسائل التجسس الأميركية تحديد إذا كان هناك مسلحون على متن هذه المركبات، وأنهم يعلمون من الحوارات المعلنة في واشنطن أن إدارة أوباما ترغب في تفادي قتل المدنيين.

وذكر التقرير أن آخر الدروس التي استفاد منها تنظيم «داعش» تجسّد في الخروج الجماعي الأسبوع الماضي من مدينة منبج السورية، حيث أخرج مقاتليه وسط كثيرين من المدنيين، ولم تقم المقاتلات الأميركية بقصف تلك القوافل، تاركة المقاتلين يذهبون إلى أماكن ودول أخرى لمواصلة إرهابهم.

وأوضح التقرير أن تنظيم «داعش» تعلّم ذلك من معارك الفلوجة والرمادي، حيث كان مقاتلوه يخرجون وحدهم عدة مرات ليواجهوا غارات دموية تقتل منهم العشرات في كل مرة. ونسبت الصحيفة إلى الضابط المتقاعد بالجيش الأميركي محلل شؤون مكافحة الإرهاب روبرت ماغينيس وصفه تنظيم «داعش» بأنه منظمة تتمتع بمرونة عالية، تقوم بدراسة عدوّها وتعدّل ممارساتها وفقا لذلك، مضيفاً: ربما نستعيد، في نهاية الأمر غالبية الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في العراق وسورية، لكن استعادتنا هذه ستكون من دون جدوى، لأننا سنجد أن التنظيم انتقل إلى 23 مكاناً آخر وسيطر عليها، وبالتالي فإن هزيمته الكاملة ستستغرق عقوداً.

«كمسمولسكايا برافدا»: كلينتون تحاول التستّر على هوما عابدين

تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى محاولات هيلاري كلينتون التستّر على مساعدتها هوما عابدين التي كانت محرّرة في مجلة إسلامية راديكالية. وجاء في المقال: كلّما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كلّما زاد تبادل المستمسكات بين المتنافسين على منصب الرئاسة. وهذه المستمسكات تشملهما وتشمل مساعديهما المقربين.

فبعد استقالة بول مانفورت، مدير مكتب الحملة الانتخابية لترامب، الذي اتهم برعاية مصالح الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، وجّهت الضربة الثانية إلى الساعد الأيمن لهيلاري كلينتون، هوما عابدين 40 سنة ، التي تبيّن أنها كانت تعمل محرّرة في مجلة «Journal of Muslim Minority Affairs» السعودية، التي ترأس تحريرها والدتها صالحة محمود عابدين. وكانت هوما عابدين قد كتبت في مقال لها عام 1996 تحت عنوان «حقوق المرأة الشريعة الإسلامية»، أن الأمهات العازبات، والأمهات العاملات والعائلات المثلية مع الأطفال، لا يمكن اعتبارها أسراً. أما الملابس الفاضحة فتؤدّي إلى نتائج غير مرغوب بها علاقات جنسية غير منتظمة، وهي سبب عمليات اغتصاب النساء.

في حين أن والدتها كتبت أنّ كلينتون تقترح منح النساء حقوقاً كاملة وجذرية. وهذا المقترح بحسب رأيها يتعارض مع الإسلام، لأن الأضرار الناجمة عن تعزيز إمكانات النساء أكثر من فوائد علاقاتهم بالرجال. وتضيف أن ما حصل في 11 أيلول 2001 هو نتيجة للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق وغيرها من الإجراءات غير العادلة بحق العالم الإسلامي.

وقد حاول نيك ميريل، السكرتير الصحافي لهيلاري كلينتون، الدفاع عن هوما عابدين وتبرير موقفها، بقوله إن اسمها ذكر فقط في الصفحة الأولى، وليس لها أي دور في تحرير الموضوع. ولكنه رفض الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت تتسلم مرتبها من هناك أم لا؟

هذا، وتعمل هوما عابدين مع هيلاري كلينتون منذ عام 1996، حين كانت في البداية متدرّبة في البيت الأبيض عندما كانت هيلاري السيدة الأولى في الولايات المتحدة. وبعد ذلك بدأت تعمل في حملات كلينتون لمجلس الشيوخ وفي مؤسسة كلينتون الخيرية، وهي حالياً نائبة مدير مكتب الحملة الانتخابية لهيلاري. ويطلق على هوما عادة «الابنة الثانية» لهيلاري، ويعتقد أنها ستشغل موقعاً مهماً في البيت الأبيض في حال فوز هيلاري بمنصب الرئيس. فهل ستضحّي بها «ماما» أم ستحاول تبرئتها؟

يقول مدير معهد دراسات روزفلت التابع لجامعة موسكو يوري روغوليف إن هذا الاتهام غير مريح لهيلاري، ومع ذلك أعتقد أنها لن تضحي بمساعدتها الرئيسة، حيث الجميع يدركون أن هذه لن تكون الفضيحة الأخيرة، وأن هذا ليس المستمسك الأخير. وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ذكرت عشيقة بيل كلينتون الصحافية جنيفر فلاورز أن بيل أخبرها أن زوجته مثلية وأن هوما عابدين عشيقتها، ولكنه لم يولِ الموضوع أهمية. وبحسب علمه، فإن لديها عشيقات أكثر منه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى