ترقّبوا الصاروخ الروسي المرعب «إكس 32»!

بينما تحاول صحف غربية، لا سيما الأميركية، اللعب على وتر زرع الشقاق بين روسيا وإيران إزاء مسألة استخدام قاعدة همدان الإيرانية من قبل المقاتِلات الروسية، وبينما توضّح طهران ومعها موسكو سوء التفاهم الذي حصل، فإن روسيا تستعد لإطلاق العنان للصاروخ المجنّح المرعب الجديد «إكس 32»، الذي يستطيع إصابة هدفه بدرجة عالية من الكفاءة حتى لو أُطلِق عن بُعد ألف كيلومتر.

في هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً عن الطائرة الروسية بعيدة المدى «توبوليف 22 إم 3»، مشيرة إلى أنها ستزوّد بصواريخ مجنّحة يمكنها إصابة أهدافها على بعد ألف كيلومتر. وقالت الصحيفة إنّ ترسانة طائرات «توبوليف 22 إم 3» الروسية بعيدة المدى ذات الأجنحة متغيّرة الشكل، ستزوَّد بصواريخ مجنّحة من طراز «إكس 32»، التي لا تستطيع المضادّات الجوّية المعادية والطائرات الاعتراضية من اكتشافها. وهذه الصواريخ بعدما تطلقها الطائرة الحاملة، ترتفع إلى 40 كيلومتراً في طبقة السكاك من الغلاف الجوّي الستراتوسفير ، لتدور بعدها بزاوية حادة وتنقضّ على الهدف.

إلى ذلك، تواصل صحيفة «واشنطن تايمز» التهجّم على الحلف الروسي ـ الإيراني، وتواصل حملتها المسيئة لهذا التحالف، وأمس، نشرت مقالاً للامونت كولوتشي، يقول فيه إن الإيرانيين يشنّون حملةً دينية شيعية للهيمنة على الهلال الشيعي الممتد من إيران جنوباً إلى البحر المتوسط في الشمال الغربي، تلهمها الأحلام الجيوسياسية القديمة لامبراطورية فارسية دفعتها طموحات ملوكها التوسعية مثل داريوس وزيركسيز وغيرهما.

صحيفة «إلموندو» الإسبانية، نقلت عن رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الموصل يوحنا بطرس، لومه المجتمع الدولي واتّهامه بالفشل في حماية المسيحيين في المنطقة، مشيراً إلى أنّ الغرب عندما باشر حربه ضدّ «داعش»، لم يحرّكه وضع المسيحيين في المنطقة، إنما حرّكته الثروات المتواجدة في العراق وسورية.

«إيزفستيا»: طائرات «توبوليف 22 إم 3» ستزوَّد بصواريخ أسرع من الصوت!

نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً عن الطائرة الروسية بعيدة المدى «توبوليف 22 إم 3»، مشيرة إلى أنها ستزوّد بصواريخ مجنّحة يمكنها إصابة أهدافها على بعد ألف كيلومتر.

وجاء في المقال: ستزوَّد ترسانة طائرات «توبوليف 22 إم 3» الروسية بعيدة المدى ذات الأجنحة متغيّرة الشكل، بصواريخ مجنّحة من طراز «إكس 32»، التي لا تستطيع المضادّات الجوّية المعادية والطائرات الاعتراضية من اكتشافها. وهذه الصواريخ بعدما تطلقها الطائرة الحاملة، ترتفع إلى 40 كيلومتراً في طبقة السكاك من الغلاف الجوّي، لتدور بعدها بزاوية حادة وتنقضّ على الهدف.

وأكّد مصدر في المجمع الصناعي العسكري لـ«إيزفستيا»، أن اختبارات صواريخ «إكس 32» هي في مرحلتها النهائية، وأنها جاهزة تقنياً.

وبحسب قول رئيس تحرير موقع «Military Russia» دميتري كورنيف، فإن هذه الصواريخ مخصّصة بالدرجة الأولى لتدمير السفن المعادية ومحطات الرادار والمواقع التي تشوّش على رادارات هذه الطائرات، أي الجسور والقواعد العسكرية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية.

وأضاف كورنيف أن الصاروخ «إكس 32» مزوّد بمنظومة القصور الذاتي للملاحة، ورأس ذاتية التوجيه ومحطة رادار، وأن دقة إصابة الهدف ليست مرتبطة بمعطيات منظومة تحديد المواقع «غلوناس». لذلك بعدما يرتفع الصاروخ إلى طبقة الستراتوسفير السكاك ، يبدأ بالتحليق أفقياً متوجّهاً نحو هدفه وينقضّ عليه من الأعلى. ومن المفترض أن يصيب الصاروخ هدفه المطلوب من على بعد يصل إلى ألف كيلومتر، وبسرعة لا تقلّ عن خمسة آلاف كيلومتر في الساعة. ونظراً إلى تناغم سرعته ومساره المقرّر، يصبح هذا الصاروخ عملياً غير مرئي للمضادات الجوية والطائرات الاعتراضية المعادية.

من جانبه، قال مؤرّخ الأسطول الحربي الروسي دميتري بولتينكوف إن الصاروخ الجديد ينتمي إلى عائلة صواريخ «إكس 22»، التي كانت إلى وقت قريب الصواريخ الأساسية الأسرع من الصوت لطائرات «توبوليف 22 إم 3» الروسية بعيدة المدى ذات الأجنحة متغيّرة الشكل. وفي العهد السوفياتي كان ضمن القوات البحرية السوفياتية أكثر من 10 أفواج من هذه الصواريخ موزّعة على خمس فِرق. ومثل هذا العدد تقريباً كان في القوات الجوية السوفياتية حيث كان في كل فوج جوّي 20 طائرة «توبوليف 22 إم»، التي كان بإمكانها حمل 40 إلى 60 صاروخاً من طراز «إكس 22» ارتباطاً بمدى الطيران.

وأضاف بولتينكوف أن أحد الأهداف الرئيسة لهذه الصواريخ في العهد السوفياتي كان متمثلاً بحاملات الطائرات الأميركية، حيث كانت هذه الصواريخ تضمن تدميرها وتدمير السفن الحربية المرافقة لها.

«ترود»: لماذا طلبت إيران من الطائرات الروسية مغادرة قاعدتها؟

عرضت صحيفة «ترود» الروسية تفاصيل، توصّلت إليها وسائل الإعلام الروسية، عن أسباب إيقاف طائرات القوات الجوّ ـ فضائية الروسية استخدام قاعدة همدان الجوّية في إيران.

وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: في حين أنّ السلطات الإيرانية انتقدت بحدّة رغبة روسيا بـ«التباهي»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الطائرات نفّذت مهماتها ببساطة، وعادت إلى الوطن.

بيد أن الأمر ليس بهذه البساطة. فقد أصبح معلوماً في 16 آب الجاري، أنّ القاذفات الروسية بعيدة المدى «توبوليف 22 إم 3» سترابط في قاعدة همدان الجوّية الإيرانية، وذلك بعد نشر وسائل الإعلام الروسية صوراً لقاذفات روسية على أرض القاعدة. وكان ذلك «تسريباً» مقصوداً لا تسرُّباً عرضياً للمعلومات، لا سيما أن وزارة الدفاع الروسية اعترفت رسمياً بعد ساعات من ذلك بوجود طائراتها في القاعدة الإيرانية.

وقد أثارت تصريحات العسكريين الروس هذه ردّ فعل بالغَ العصبية من وزارة الخارجية الأميركية، التي صرّح على الفور ممثلوها أنهم سيتحقّقون من قانونية تمركز الطائرات الروسية في إيران.

كما لم يرق استعراض العضلات هذا طهران، التي بدأت للتوّ خلع ربقة العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها، وهي لا تريد منح واشنطن مبرّراً، يسمح بلفّ الأنشوطة من جديد على عنق الاقتصاد الإيراني.

وقد صرّح وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان بأن موسكو أفشت المعلومات حول استخدام القاعدة من دون التشاور مع طهران. وفسّر ذلك بأن روسيا تريد استعراض أنها دولة عظمى، وإظهار قدرتها على التأثير في قضايا الأمن، وأن تبدو لاعباً فاعلاً في تنفيذ العمليات في سورية، لكي تتمكن من إجراء المفاوضات مع الأميركيين والمشاركة في تحديد مستقبل دمشق السياسي.

ورأى دهقان في ذلك عدم احترام لبلاده ورغبة موسكو بالتباهي، مؤكداً من ناحية أخرى أنّ الحديث لا يمكن أن يدور حول حصول روسيا بشكل دائم على هذه القاعدة.

كل ذلك يشير إلى أن الإيرانيين، الذين اعتادوا على عدم الخروج من الظلّ والعمل بواسطة أيدي الغير، قد صدمتهم على ما يبدو صراحة موسكو في قضية بهذه الحساسية بالنسبة إليهم. فإيران تعتمد منذ نهاية التسعينات على الحروب الهجينة، التي تسمح لها بالانتصار على تفوّق الولايات المتحدة و«إسرائيل» وحلفائهما في القوى التقليدية. ويقف على رأس أدوات هذه الحروب «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني.

ويقوم «فيلق القدس» مثلاً بالوصاية على «حزب الله» اللبناني، وهو من أشهر الحركات الإقليمية في الشرق الأوسط، الذي استطاع مقاتلوه عملياً إخراج الجيش «الإسرائيلي» من الأراضي اللبنانية.

هذا، وقد صرّح المتحدّث الرسمي بِاسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بأن استخدام القوات الجوّ ـ فضائية الروسية قاعدة همدان الجوّية في إيران في المستقبل سيتم بناءً على الاتفاقات المشتركة حول مكافحة الإرهاب، وتبعاً للظروف المستجدّة في سورية.

في هذه الأثناء، يشير الخبراء العسكريون الروس إلى الفائدة، التي يستطيع العسكريون الإيرانيون الحصول عليها من وجود الطيران الروسي على أراضيهم.

يقول الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي إن الجانب الإيراني ينال خبرة عملية لا تقدّر بثمن في تفاعله العسكري المشترك مع الروس.

«موسكوفسكي كومسوموليتس»: زيارة بايدن إلى تركيا مشحونة بالعداء لروسيا

تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» إلى زيارة جو بايدن إلى تركيا، وتسأل عن أيّ موضوع تحدّث مع الرئيس التركي؟

وجاء في المقال: حلّ في تركيا وفد من وزارة العدل الأميركية بهدف دراسة المعلومات الخاصة في شأن ضلوع الداعية الإسلامي فتح الله غولن، العدوّ اللدود للزعيم التركي، في المحاولة الانقلابية الفاشلة، والذي تطالب أنقرة بترحيله وتسليمه لها.

كما وصل الأربعاء الماضي 24 آب الجاري إلى أنقرة، نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. ولكن ما الهدف الحقيقي لهذه الزيارة؟ هذا السؤال طرحته الصحيفة على عدد من الخبراء.

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة طغرل إسماعيل إن الهدف من زيارة بايدن، تخفيف التوتر الحالي في العلاقات الأميركية ـ التركية، حيث يوجد هناك سوء تفاهم محدّد، خصوصاً بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، إذ تصرّ تركيا على تسليم الداعية فتح الله غولن. أما الجانب الأميركي فله رأي آخر في هذا الموضوع. وإضافة إلى ذلك، فإن موقف الجانبين من القضية الكردية في سورية متعارض تماماً. ولذا، فإن لزيارة بايدن أهمية كبيرة.

هذا، وتتعرّض مواقف القيادة التركية في الفترة الأخيرة لانتقادات من جانب واشنطن. ولكن هناك من يعتقد أن فقدان تركيا يعني فقد الولايات المتحدة أهمّ موطأ قدم لها في الشرق الأوسط. فقاعدة إنجرليك الجوّية ـ هي قاعدة عسكرية مهمة تستخدمها الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها. غير أن إشاعات واسعة انتشرت في تركيا بعد فشل المحاولة الانقلابية تفيد بأن الأجهزة الأميركية الخاصة كانت وراءها، ما خلق موقفاً سلبياً في المجتمع التركي. لذلك يجب إزالته. أما كبير الباحثين في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف فيقول إن بايدن يبذل الجهود من أجل التغلّب على العزلة القائمة بين تركيا والولايات المتحدة. وهذه المحاولات من جانب واشنطن تؤكد أنها حليفة لأنقرة، وتقوّض التوجّه التكتيكي نحو موسكو، الذي تعتقد واشنطن بوجوده. ويجب على بايدن أن يحصل من أردوغان على تعهّدات ببقاء أنقرة ضمن نطاق النفوذ الأميركي في المنطقة، ومناقشة الأزمة السورية. وأنا أعتقد أن هذه الزيارة مشحونة بالعداء لروسيا.

ويضيف: على رغم إصرار تركيا على تسليم غولن، فإنه من غير المرجّح أن توافق الولايات المتحدة على هذا الطلب. لأن تسليم الداعية الذي يعيش كشخص خاص في بنسلفانيا، يعدُّ سابقة لا مثيل لها. وحتى لو وافقت الولايات المتحدة على هذا الطلب، فإن ذلك لن يخفّف من حدّة التوتر في العلاقات بين البلدين. أما في شأن الأدلة عن ضلوع غولن في المحاولة الانقلابية، فإن ممثل وزارة الخارجية الأميركية أشار قبل أسبوعين إلى أن جمع المعلومات يحتاج إلى نصف سنة وحتى إلى سنة كاملة. لذلك، أعتقد أن أحد أهداف زيارة بايدن إلى تركيا هو إقناع الجانب التركي بأن هذه العملية ليست سريعة، وبتسوية حدّة التوتر بينهما، وأن لا داعي إلى طرح قضية غولن مرة أخرى، خصوصاً أن المحاولة الانقلابية فشلت، وخرج أردوغان منتصراً مرّة أخرى.

«واشنطن تايمز»: أحلام امبراطورية روسيّة ـ إيرانية يُلهمها التاريخ

التحالف الميكيافيلي بين روسيا وإيران هو أحد التطوّرات المقلقة في الشؤون الدولية في هذا العقد، فهو يؤرّخ لبداية أحلام امبراطورية متبادلة لاثنتين من القوى المنافسة للولايات المتحدة.

هذا ما يرصده مقال نشرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، يقول إن روسيا وإيران تتعاونان للسيطرة على الشرق الأوسط، يدفعهما إلى ذلك تاريخهما الامبراطوري في السيطرة على المناطق المجاورة، والتهديد الوجودي للغرب. وقال كاتب المقال الدبلوماسي الأميركي السابق أستاذ السياسة والحكم في «جامعة ريبون» في ولاية ويسكنسون الأميركية لامونت كولوتشي، إن الإيرانيين يشنّون حملةً دينية شيعية للهيمنة على الهلال الشيعي الممتد من إيران جنوباً إلى البحر المتوسط في الشمال الغربي، تلهمها الأحلام الجيوسياسية القديمة لامبراطورية فارسية دفعتها طموحات ملوكها التوسعية مثل داريوس وزيركسيز وغيرهما.

أما الأحلام الامبراطورية الروسية في القرن العشرين تحت الحكم السوفياتي، يقول كولوتشي، فقد حاولت السيطرة على أوروبا وتخويفها وتهديد الحضارة الأميركية وجودياً، وتغزو اليوم جيرانها وتنخرط في مغامرة في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أنه منذ 2008 أصبحت السياسة الخارجية الروسية تخدم عقيدة بوتين المكرّسة في الأصل لتفكيك حلف الناتو وتثبيط حماسة الغرب للاحتفاظ بنظام صواريخ مضادّ للصواريخ البالستية، والانخراط في دبلوماسية قمعية توظف النفط وتستخدم الوسائل السوفياتية العتيقة في السيطرة على الأسلحة وخفضها لتحقيق المصالح القومية الروسية.

وللربط بين التاريخ والحاضر في الحالة الروسية، قال الكاتب إن عقيدة بوتين الهادفة إلى الهيمنة الإقليمية الروسية تستلهم السياسات القيصرية في القرن التاسع عشر والاستراتيجية السوفياتية الواسعة لتبرير العودة إلى الأحلام الامبراطورية. وقال كولوتشي إن هذه الحقبة الزمنية غير عادية، ولو كان في أميركا وطنيون يقظون يسيطرون على مقاليد الأمن القومي للبلاد، لأمسى الاهتمام بالتحالف الروسي ـ الإيراني مهيمناً على وسائل الإعلام.

وأضاف أنه يسود اتجاهٌ بين المفكّرين الأميركيين بتجاهل القوة الروسية وطموحاتها وكذلك الإيرانية، لكن إذا انكبّ الناس على دراسة التاريخ العسكري الروسي السوفياتي، وعلى دراسة الجمع المتفجّر بين الاستراتيجية الفارسية الكبيرة والأيديولوجية الشيعية الدينية، فلن نجد من يمكنه تجاهل هذا التطوّر المقلق في الساحة الدولية.

«إلموندو»: ثروات المنطقة… الهدف الرئيس وراء محاربة الغرب تنظيم «داعش»

يلوم رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الموصل يوحنا بطرس، المجتمع الدولي ويتّهمه بالفشل في حماية المسيحيين في المنطقة، أو كما قال: «نحن نشعر أنّ السياسيين تخلّوا عنّا».

ويحاول مسيحيّو الكنيسة السريانية الكاثوليكية الاستقرار في ضواحي أربيل القاحلة، بعد سنتين من المنفى القسري، وحتى الآن لا تزال كنائسهم وذكرياتهم تحت قبضة تنظيم «داعش»، منذ أن فرّوا إلى عاصمة كردستان العراق في منتصف عام 2014.

وفي حديثه إلى صحيفة «إلموندو» الإسبانية حول الوضع في أربيل، يقول يوحنا بطرس: «ما زلنا نشعر بالخوف».

وتواصل الصحيفة حوارها مع رجل الدين، وتطرح عليه عدداً من الأسئلة، فيجيب حول الأمل في العودة: للأسف لا أمل، لقد فقد الناس الثقة في الحكومة العراقية لأنها لم تحقّق أيّ تقدّم على أرض المعركة، كما يخيّم على الجميع إحباط كبير، وعلى رغم استقرار العديد في كردستان العراق، بدأت بعض العائلات في التنقل إلى الأردن ولبنان وتركيا، كما استقرّ نحو ألفي شخص في فرنسا، بسبب اليأس من عودة الأوضاع على ما يرام.

وحول تفاقم مشكلة تفكّك مسيحيّي الكنيسة السريانية الكاثوليكية قال: هذا صحيح، نحن أمام كارثة كبرى، فتراثنا مهدّد بالانقراض، وإضافة إلى ذلك يسعى تنظيم «داعش» إلى طمس آثارنا، كما أنه يتم استقطاب الناس الذين غادروا المكان وإقناعهم بتبنّي طقوس أخرى، وإن لم نتحرّك لفعل أي شيء، فإن الكنيسة السريانية الكاثوليكية ستختفي من الخريطة.

ويضيف: لقد تعهّد التحالف الدولي باستعادة الموصل، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك أو ما هو مصير تراثنا الديني في المنطقة، وعلى ما يبدو، فإن عودة المسيحيين أمر مستحيل، إضافة إلى ذلك، فإن مسيحيّي الموصل مصدومون من الوضع الكارثي الذي يعيشونه، وقبل العودة إلى ديارهم يجب أن يشعروا أولاً بأن هناك حكومة قادرة على السيطرة على الوضع وضمان حقوقهم، كما أننا بحاجة إلى ضمان دوليّ، فنحن لا نثق في الجيش.

الموصل هي مركز كنيستنا، لديها تاريخ طويل مرتبط بإيماننا وديننا، وهي المكان الذي درست فيه وتخرّجت منه، وكان حدث اقتحام تنظيم «داعش» مركَزنا أمر كارثيّ بالنسبة إلينا.

في واقع الأمر، لا نملك معلومات دقيقة حول الوضع الحالي، لكننا بُلّغنا أنه تم تدمير الصليبين المعلقين خارج الكنيسة، كما أنه يتم استغلال المعابد كمرافق خاصة بعناصر تنظيم «داعش»، وإضافة إلى ذلك، تم تدمير أماكن تعود إلى القرن الرابع ميلادي، وغالباً ما يبحث أتباع تنظيم «داعش» عن إذلالنا لأنهم يعرفون أن الناس لديهم علاقة وثيقة جداً مع هذه الآثار.

وردّاً على سؤال حول قيام المجتمع الدولي بما فيه الكفاية لحماية المسيحيين في المنطقة، يقول يوحنا بطرس: نحن لا نشعر بدعمهم فكلّ من الاتحاد الأوروبي أو حكوماته لا يبذل أيّ مجهود من أجلنا، كما نشعر بأن السياسيين قاموا بإهمالنا وهم الآن لا يعيروننا أيّ اهتمام.

وردّاً على سؤال حول مَن يقف وراء خلق تنظيم «داعش» قال: أولئك الذين ساهموا في ولادة تنظيم «داعش» يعرفون أنفسهم جيداً، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن الغرب عندما باشر حربه ضدّ التنظيم، لم يحرّكه وضع المسيحيين في المنطقة، ولم يكن قلقاً تجاه احتمال تغيير خارطة الديانات في العالم إنما حرّكته الثروات المتواجدة في المنطقة.

طبعاً، تتحمّل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية كبيرة إزاء ما يجري في العراق، ففي بداية الأمر أطاحت نظام صدام حسين، ثمّ سمحت بتواصل فراغ في السلطة، وقبل الغزو، صحيح أننا كنا نعاني من بعض المشاكل، إلا أنه كانت لنا علاقات طيبة مع جيراننا، كما أن كل المشاكل بدأت منذ عام 2003، ويمكننا القول إن الولايات المتحدة الأميركية هي مَن دمّرت العراق.

الولايات المتحدة لم تفعل أيّ شيء في العراق، والآن يقول قادتها إنّ الحل بِيد القادة العراقيين، وأمام غياب عددٍ من الحلول، وبحثاً عن حماية أنفسهم، بدأ عددٌ من الشبان المسيحيين في التدريب مع القوات العراقية للمساعدة في تحرير الموصل.

كل ما نأمله العودة إلى ديارنا، فينبغي أن تتواصل حياتنا في المكان الذي يتواجد فيه تراثنا، تلك الحجارة هي التي تحافظ على تاريخنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى