أنا مجدليّة المكان والزمان

قالت: كان بودّي يا حبيبي أن أركب القطار وأمدّ ذراعي وأودّع الأرصفة جميعها. وكان بودّي أن أحمل معي روايات للسفر البعيد. روايات العشاق المغدورين على أرصفة الموانئ. وبعد حين يتجدّد حبّهم فجأة. وكان بودّي أن أتمترس وراء صورة كي تغيب كل الذكريات والمسافات وأخطئ بمحطتي. وأصير ابنة سبيل. لا يعرفني أحد. تدلّني الكنائس بأجراسها المقطوعة الأنفاس. وعلى حين سهو أندمج مع فرقة موسيقية ممزّقة الملابس بلا عنوان. ومن نفق إلى نفق نرتكب النعاس والسهر والنوم المفاجئ.

2

كان بودّي أن أهيم على وجه فكرتي وكأنني شخصية هربت من رواية ضجرت وسقطت سهواً في بلاد لا تعرف العناوين وسعاة البريد ولا الحبَّ الشرقي ولا الملكيات الخاصة. كلّ يحنّ للكلّ، وما بين الفراق والفراق جيش من الأماني والحسرات.

3

كان بودّي لكنّني مربوطة بحبال الوهم كلّها. مجدلية المكان والزمان. وجيشٌ من شياطين الله يحرسني كي أبقى أنا والجدار وعيناك مشيئة واحدة.

جانيت متروك الحسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى