حردان: المطلوب تحصين لبنان بتوسيع أفق الحوار ومداه لإنتاج حلول إنقاذية وكبح وتعطيل كلّ المحاولات التي تؤدّي إلى توسيع رقعة الخلاف والاختلاف

أشار عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، إلى أنّ لبنان يقع منذ عقد ونيّف من الزمن تحت تأثير أزمة سياسية حادّة، ولّدت العديد من الأزمات على المستويات كافة، وأوصلت البلد إلى فراغ في رئاسة الجمهورية، وأدّت إلى أعطاب وأعطال في عمل الحكومة وسائر المؤسسات الرسمية، وعطّلت الحياة السياسية والتشريعية، ووضعت لبنان على حافة الخطر المحدق.

وقال حردان أمام وفد من منفذية زحلة إنّ «إسرائيل» وقوى ودولاً معروفة تقف وراء قرار إغراق لبنان في أتون الفوضى، وجعله منصة إطلاق لشرارة الفوضى كي تصيب عموم المنطقة، لكن الإرادة الوطنية والمناعة الوطنية، أنتجتا حالة استعصاء على الفوضى، وتكرّست هذه الحالة، بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تصدّت للعدوان «الإسرائيلي» على لبنان في العام 2006 وأفشلت أهدافه، وحققت انتصاراً كبيراً للبنان.

واستعاد حردان المشهدية اللبنانية تزامناً مع بدء الحرب الإرهابية على سورية، وأدوار ومواقف بعض الأطراف اللبنانية المناهضة للشام، لافتاً إلى أنّ هذه القوى دفعت باتجاه جعل لبنان مقراً وممراً للتآمر على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، وغطّت عبور آلاف الإرهابيين المتعدّدي الجنسيات، وعمليات تمرير شحنات السلاح لقتل السوريين، مكافأة لسورية التي وقفت بحزم الى جانب وحدة لبنان واللبنانيين ودعمت مسار بناء المؤسسات في لبنان وفي تثبيت السلم الأهلي وتحصين الاستقرار.

وقال: إنّ مواقف بعض القوى اللبنانية والرهانات الخاطئة، أضرّت كثيراً بمصلحة لبنان واللبنانيين، وفي هذه اللحظة السياسية لسنا بصدد محاكمة المواقف الخاطئة، لأنّ المشروع الذي بُنيت على أساسه هذه المواقف فشل في تحقيق أهدافه، وسورية تشهد تطورات ميدانية وسياسية ستكون حاسمة لمصلحة وحدتها والقضاء على الإرهاب.

أضاف حردان: إنّ تحصين وحدة لبنان وصون مؤسساته وتفعيلها، وحماية استقراره وسلمه الأهلي، مهمة وطنية ملحة، يتمّ تحقيقها من خلال توسيع أفق الحوار ومداه، لإنتاج حلول إنقاذية، وكبح وتعطيل كلّ المحاولات التي تؤدّي إلى توسيع رقعة الخلاف والاختلاف وتدخل البلد في متاهات وحسابات لا طائل منها.

وتابع قائلاً: كلما طال أمد الأزمة السياسية في لبنان، كلما كبرت المشاكل وتضاعفت التعقيدات، لذلك، نعوّل على الحوار الوطني، بوابة رئيسية توصل إلى تفاهمات وتوافقات وتنتج حلولاً، ونأمل أن تكون لدى كلّ الأفرقاء إرادة صادقة بهذا الخصوص.

وقال حردان: لنا ملء الثقة بأنّ راعي الحوار، دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، لن يوفر جهداً في سبيل إنجاح الحوار بعناوينه الأساسية المطروحة، والوصول قريباً الى خواتيم ينتظرها اللبنانيون. ونتوقع أن يطلق الرئيس بري في 31 آب مواقف ومبادرات تنتج حراكاً سياسياً فاعلاً وتنعش الآمال بالحلّ، فجعبة دولته ممتلئة دائماً بالإيجابيات، وتقريب وجهات النظر بين القوى، وتهدئة الخطاب، والحرص على المصلحة الوطنية. واننا بمناسبة ذكرى تغييب الأمام موسى الصدر ورفيقيه، نؤكد أنّ هذه القضية قضية وطنية بامتياز.

وشدّد حردان على أنّ نجاح مبادرات الحلّ تمرّ عبر طريق واحدة، هي طريق إنجاز الاستحقاقات الداخلية ضمن سلة غير ناقصة، واكتمال السلة لا يتمّ إلا من خلال قانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، وبإنجاز كافة البنود الاصلاحية التي نصّ عليها دستور الطائف.

وختم بالقول: إنّ مسار التطورات على صعيد الشام وعلى صعيد المنطقة عموماً، يحمل معه مستجدات تكرّس فشل مشاريع التقسيم والتفتيت والفوضى والفتنة، وانتصار مشروع المقاومة المرتكز على الحق، وعلى القوى في لبنان أن تقرأ هذا المستجدّ، وتستفيد منه، وتذهب باتجاه حلّ سياسي يفتح الطريق أمام المعالجات المطلوبة لسائر الملفات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والبيئية.

يذكر أنّ وفد منفذية زحلة تقدّمه عضو المجلس الأعلى المنفذ العام أحمد سيف الدين، وقد تسلّم حردان من الوفد دروعاً تقديرية من المنفذية ومن مديريات عدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى