داريا تخطف الأضواء من جرابلس… وهدنة حلب لا تمرّ على حواجز النصرة الجيش السعودي يتفكك تحت ضربات اليمنيين في جيزان ونجران وعسير

كتب المحرّر السياسي

بينما يتكفّل الذين قاتلوا الجيش السوري بقتال بعضهم بعضاً في شمال سورية، حيث الجيش التركي ومَن يحملون يافطة «الجيش الحرّ» و»قوات سورية الديمقراطية» ومن ورائه الدعم الأميركي وتنظيم «داعش» الذي تتداخل حالته بين استقلاله وتبعيته للأميركيين والأتراك، يقتلون بعضهم بعضاً، منذ الدخول التركي إلى جرابلس مع حملة أعلام «الجيش الحرّ»، حيث خسر الأتراك دبابتين أمس وعشرة جرحى وقتل لهم جنديان، بينما خسرت ميليشيات لجان الحماية مواقع لها في قرى محيطة وصولاً إلى معركة تدور بين الفريقين في العمارنة، ومعركة ضارية تنتظر الأتراك وجماعاتهم مع «داعش» في مدينة الباب.

داريا في القراءات الدولية تخطت بالاهتمام ما يجري شمالاً، باعتبار حدود الدور التركي تقوم على التغاضي عن حلب، ولا تضمّها ويتضح أنها تتركز على منع قيام كيان كردي بخصوصية عسكرية على الحدود، بينما داريا تتوسط دمشق وتشكل عقدة الضواحي والأرياف التي يسيطر عليها المسلحون المموّلون والمدعومون من السعودية، ما دفع الكثيرين للحديث عن نهاية الدور السعودي بسقوط داريا، وآخرين للقول إذا كانت داريا قد استسلمت فسواها سيلحق بها.

على إيقاع الحدثين وانتظار نتائح المحادثات الجارية في جنيف بين وفود الخبراء الروس والأميركيين، تمهيداً لصياغة نهائية للتفاهم الروسي الأميركي والتقدّم به كمشروع قرار أمام مجلس الأمن، سلم مسلحو حلب بالصيغة المعروضة لهدنة إدخال المساعدات من الكاستيلو، ومنع جبهة النصرة من السيطرة على بعضها لنقلها إلى إدلب لقاء السماح بمرورها، بينما تجري دراسة شكل توفير وصول المساعدات إلى الفوعة وكفريا بالتزامن مع أحياء حلب الشرقية.

الحدث الإقليمي الأبرز ما حملته الأنباء من جنوب السعودية حيث الحدود مع اليمن، والمحافظات اليمنية التاريخية نجران وجيزان وعسير، تقترب من السقوط الكامل بيد الجيش اليمني واللجان الشعبية، بعد فرار الوحدات السعودية المكلفة بحمايتها، وتفكك كتائب هذا الجيش، حيث تحدثت التقارير عن حواجز للشرطة العسكرية تقوم باعتقال الهاربين وإعادتهم إلى خطوط دفاع جديدة، بينما قوافل شاحنات تحمل صواريخ باتريوت تشاهد على الطرق العامة لتأمين حماية المنشآت الحيوية القريبة من محافظات الجنوب الحدودية.

لبنانياً، فراغ يسابق الفراغ، واليومان المقبلان سيكشفان المزيد قبل حلول موعد هيئة الحوار الوطني في جولة جديدة، فغداً تخرج خلوة تكتل الإصلاح والتغيير بنتائجها، التي رسم وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر إطارها بالنزول إلى الشارع، وبعد غد يتحدث رئيس المجلس النيابي من صور في ذكرى إخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ليرسم رؤيته لمسار الأحداث في لبنان والمنطقة، بينما الرئيس السابق للحزب السوري القومي الإجتماعي النائب أسعد حردان، المشارك في طاولة الحوار، توقع من الرئيس بري مبادرة، مشدّداً على سلة متكاملة للخروج من الأزمة.

دخل لبنان في إجازة ستمتد حتى الخامس من أيلول موعد جلسة الحوار الوطني في عين التينة التي سترسم ملامح المشهد في المرحلة المقبلة، على ضوء ما سيتضمنه خطاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأربعاء في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه من معطيات ورسائل حيال الاستحقاقات الداخلية. ويسبق إطلالة الرئيس بري الموقف الذي سيعلنه التيار الوطني الحر بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح غداً الثلاثاء، وسيحدد خلاله الخيارات المفتوحة على كل الاحتمالات من مقاطعة الحوار الى الشارع، لا سيما ان التيار الوطني الحر يرى في بعض المتحاورين من يرفض الشراكة في الوطن ويريد الاستمرار في الاستثئار بالسلطة.

حردان: إنجاز الاستحقاقات الداخلية ضمن سلة غير ناقصة

شدّد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على أنّ نجاح مبادرات الحلّ تمرّ عبر طريق واحدة، هي طريق إنجاز الاستحقاقات الداخلية ضمن سلة غير ناقصة، واكتمال السلة لا يتمّ إلا من خلال قانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، وبإنجاز كافة البنود الاصلاحية التي نصّ عليها دستور الطائف.

وتوقع حردان أمام وفد من منفذية زحلة أن يطلق الرئيس بري مواقف ومبادرات تنتج حراكاً سياسياً فاعلاً وتنعش الآمال بالحل، لافتاً إلى أن المطلوب تحصين لبنان بتوسيع أفق الحوار ومداه لإنتاج حلول إنقاذية وكبح وتعطيل كلّ المحاولات التي تؤدّي إلى توسيع رقعة الخلاف والاختلاف. فكلما طال أمد الأزمة السياسية في لبنان كبرت المشاكل وتضاعفت التعقيدات.

باسيل : سنمنع التمديد في الشارع

أكد رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أن «السياسة التي ننهجها هي التي تحمي المواطن الجنوبي، سياسة المواجهة مع إسرائيل، بالإضافة الى ارادة شعب يقوم بالتضحيات والشهداء».

وخلال جولة له على عدد من القرى الحدودية في قضاء بنت جبيل قال باسيل: «إن سياسة التفاهم مع حزب الله هي السياسة التي تحمينا وتحميه وتحمي شعبنا اللبناني. وهذه السياسة ناتجة عن قناعة كبيرة وليست بنت لحظة أو وليدة استحقاق أو موقف. وهذه السياسة تريد وطناً قوياً بمقاومته وشعبه وبإرادة بناء الدولة»..

وأكد «أننا نعارض العمل المخالف للقانون الذي تتم ممارسته، والتمديد لقائد الجيش أهم بكثير من ذلك ونحن ندرك بأنه سيتم ذلك، لكن الخوف من التمديد للمجلس النيابي. لقد مدّدوا للمجلس النيابي مرتين، وإذا حاولوا التمديد للمرة الثالثة فسنمنعهم ليس في مجلس النواب بل في الشارع».

وتابع: «اسألوا شركاءنا في الوطن حركة أمل وحزب الله هل يعتبرون بأن هناك ميثاقية اذا مثلهم عقاب صقر وغازي يوسف؟ وأيضاً تيار المستقبل هل يعتبر إذا مثله النائب قاسم هاشم وكامل الرفاعي أو وليد سكرية يكون فيه ميثاقية؟». اذا كنتم تعتبرون بهذا التمثيل ميثاقية، فنحن نرضى من الآن في الحكومة «الشبطيني ودوفريج» بأن يعملوا ميثاقية في الحكومة، القصة ليست أناساً ولا اشخاصاً مع كل الاحترام والتقدير لهم، القصة على مَن يمثل الناس».

هزّ مقومات الدولة

أكد النائب نواف الموسوي «أن الاستمرار في اضطهاد التيار الوطني الحر قد تحول إلى اضطهاد للمسيحيين في لبنان، ونحن جميعا ندرك أن الاضطهاد والحرمان يؤديان إلى هز مقومات الدولة».

وقال الموسوي خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة طيردبا: «على ما يبدو أننا محتاجون إلى إعادة قراءة رواية الأخوة الأعداء للكاتب «فيودور دوستويفسكي»، لأنه في غياب الحزم من القيادة الدولية لتيار المستقبل، والقرار لدى القيادة الإقليمية لهذا التيار، يدور صراع الأخوة الأعداء في هذا التيار على مَن يكون رئيساً للحكومة، ولكن لبنان ليس معه الوقت الكافي لأن يواصل مشاهدة فصول رواية الصراع بين الأخوة الأعداء. وبالتالي فإن المعضلة الآن ليست عندنا، بل في ذاك التيار، لأن هناك من يتقاتل بصورة شرسة كي يمنع فلاناً من الوصول إلى سدة الرئاسة، أو كي يفتح طريقه هو للوصول إلى رئاسة الحكومة، ولكن نحن لا نستطيع أن ننتظر كلبنانيين أن تطول هذه الرواية، أو أن تتكامل فصولها، وبالتالي فإننا ندعو تيار المستقبل وقيادته الدولية والإقليمية أن يقلصوا رواية الأخوة الأعداء بأهم فصل منها، والذي ننصح الجميع بقراءته، ألا وهو فصل المفتش الأعظم، ليعرفوا أن السبت جُعِل لخدمة الإنسان، ولم يُجعل الإنسان لخدمة السبت».

حوري لا خلل في الميثاقية

وأكد النائب عمار حوري لـ «البناء «أن تيار المستقبل ضد أي تمديد للمجلس النيابي، وموقفنا واضح بضرورة إجراء الانتخابات النيابية وفق القانون النافذ، بمعنى اذا توصلنا الى توافق حول اقتراح القانون المختلط المقدّم من قبلنا كان به، وإذا لم تتفق المكونات السياسية تجرى الانتخابات وفق الستين».

وفي ملف التعيينات العسكرية لفت إلى «أن الاشكالية تكمن في غياب رئيس الجمهورية ، لم تحصل سابقة أن عين قائد جيش بغياب رئيس للجمهورية الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة». وشدد على «أن الميثاقية وفق الطائف هي بين المسيحيين والمسلمين ككل، يعبر عنها بأغلبية الثلثين في مجلس الوزراء، وهذا ما توفر في جلسة الحكومة الخميس الفائت، فالجلسة الأخيرة شهدت حضور أربعة وزراء موارنة من أصل خمسة، فأين الخلل في الميثاقية»؟ واعتبر رداً على سؤال «أن ضرورة توفر الميثاقية التي يؤكد عليها رئيس المجلس النيابي في جلسات مجلس النواب لا تصح على مجلس الوزراء والمقارنة بينهما غير صحيحة». وشدد على «أن أكبر ضرب للميثاقية يكمن في عدم انتخاب رئيس للجمهورية والتمديد الدائم لهذا الفراغ».

لا عقبات قانونية أمام التعاملات المالية مع إيران

وبرز أمس موقف هام لوزير الصناعة حسين الحاج حسن من إيران أكد فيه «أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أبلغه ان لا عقبات قانونية امام التعاملات المالية عبر المصارف مع إيران، وان العقوبات الاميركية على ايران او الضغوط على لبنان لا تمنع التحويلات». وقال خلال زيارته وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني نعمت زاده «إن زيارة حاكم المصرف المركزي الايراني الى لبنان ضرورية لوضع خطة واضحة تمهد الطريق لافتتاح مصارف إيرانية في لبنان ومصارف لبنانية في إيران لتسهيل التعامل والتحويلات والاتفاق على آلية التعاملات الصالحة في هذا المجال».

لقاء اجتماعي بين حزب الله والقوات

في غضون ذلك سارعت مواقع التواصل الاجتماعي الى تضخيم اللقاء الذي جمع النائبين عن حزب الله علي فياض وعن كتلة القوات البنانية شانت جنجنيان في أحد مطاعم الضاحية الجنوبية، وتصويره على أنه يأتي في إطار حوار ثنائي بين حزب الله وحزب القوات. وأكد النائب فياض لـ «البناء» أنه لبّى دعوة اجتماعية من قبل الدكتور أحمد زين للمشاركة في عشاء»، مشيراً إلى انه «ليس للدعوة او للتلبية او للمشاركة أي بعد سياسي مطلقاً». واعتبر أن الأحاديث التي دارت خلال العشاء كانت عامة، ليس لها أية دلالات سياسية خاصة».

وأكد النائب جنجنيان بدوره لـ «البناء» أن «اللقاء كان اجتماعياً ولا داعي لإعطائه أبعاداً سياسية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى انه في ظل هذه الظروف التي نعيشها من الطبيعي أن تتطرّق اللقاءات حتى لو كانت اجتماعية الى التطورات الراهنة، وأن يبدي كل طرف رأيه، مشدداً على أنه كان «يتحدث في العشاء بصفته الشخصية لا أكثر ولا أقل بغض النظر عن أن الدكتور فياض شخصية مميزة لديها إطلاع واسع». ولفت إلى «أن تعاطي مواقع التواصل الاجتماعي بإيجابية مع اللقاء الذي لا يحمل أي صفة سياسية دليل صحة، ويؤكد أن اللبنانيين يشجعون على الحوارات سواء الثنائية أو الجامعة لكل المكوّنات، وربما تكون القاعدة الشعبية دافعاً نحو الحوار». وأبدى جنجيان اعتقاده أن الظروف لا تزال غير سانحة لمثل الحوار بين القوات وحزب الله نظراً للمواضيع الخلافية المتعلقة بسلاح حزب الله وتدخله في سورية، بغض النظر عن أن «الحزبين هما عقائديان ويلتقيان في محاربة الفساد، لكونهما لم يدخلا في صفقات السلطة».

النفايات تعود من بوابة برج حمود صفقات وتقاسم مغانم

وعلى صعيد أزمة النفايات التي عادت إلى شوارع المتن وكسروان من باب مطمر برج حمود العريض. اجتمع أول أمس رؤساء عدد من بلديات المتن الفنار، جديدة البوشرية – السد، عين سعادة في بلدية الفنار أُعلن خلاله عن الاتفاق على انشاء معمل للفرز في الوادي الصناعي في نهر الموت يتطلب تجهيزه 4 الى 6 أشهر، على أن يتم جمع نفايات المنطقة وتوضيبها حتى ذلك الحين في الموقع المذكور.

وفيما لم يُدعَ رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة الى الاجتماع، أكد شختورة لـ «البناء» «أن البلدية ستعمل على نقل النفايات الى أرض نائية في دير مار روكز، وسيبدأ العمل اليوم عند الثامنة والنصف صباحاً على غرار ما قمنا به العام الماضي مع بداية الأزمة، بانتظار إيجاد حلول لهذه الأزمة والاتصال برئيسة الاتحاد ومراجعة البلديات او الاتصال مع الاحزاب لنرى بماذا سيساعدون البلديات». وسأل «لماذا هذه الازمة تقع دوماً على عاتق كسروان والمتن؟ هل الموضوع هو صفقات وتقاسم المغانم أم تجاذب سياسي أو استثماري على أبواب الانتخابات النيابية؟».

ولفت شختورة إلى «أن السفارة اليابانية عرضت علينا تقديم التغطية المالية لمعمل نفايات فرز، طمر، توليد طاقة، محرقة واستخراج الغاز ، لكنه أكد في المقابل أن الطبقة السياسية لن تقبل ومجلس الإنماء والإعمار بهذا الحل الجذري، فهناك من يضع الأزمة على عاتق البلديات وفي الوقت نفسه يعرّض رؤساء البلديات للمساءلة، وكأننا نستطيع بسحر ساحر أن نتوصل الى حلول مستدامة».

وفي هذا الصدد تجتمع لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان اليوم، لمتابعة البحث في أزمة النفايات المتعلقة بمطمري برج حمود والكوستابرافا، وبحث خطة الحكومة بحضور الوزراء المعنيين ومجلس الإنماء والإعمار حول موضوع المناقصات والتلزيمات الخاصة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى