المقداد: مستمرّون في بناء الجيل الجديد وتسليحه بالمعرفة وماضون في نهج الصراع والمقاومة ضدّ الاحتلال والإرهاب

اختتمت منفذية راشيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيّم الأشبال والزهرات الذي أقامته تحت إشراف عمدة التربية والشباب، وأطلقت عليه تسمية دورة «شهداء نسور الزوبعة»، ونظّمت للمناسبة حفل تخرّج على أرض المخيم، حضره وكيل عميد الخارجية عباس حمية، مدير دائرة الأشبال إيهاب المقداد، منفذ عام راشيا كمال عسّاف وأعضاء هيئة منفذية البقاع الغربي، وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.

كما حضر الحفل وسيم ناجى ممثلاً أمين عام حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود، فادي حماد ممثلاً التيار الوطني الحرّ، شبلي أبو شهلا ممثلاً الحزب التقدمي الاشتراكي، رجل الأعمال نادي أسد قماش، رئيس بلدية كفرمشكي إيلي صعب، وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، وفاعليات، وجمع من القوميين والمواطنين وأهالي المتخرّجين.

عرّفت الحفل الدكتورة عفاف الأصيل فتحدّثت عن أهمية دور الأجيال الجديدة في مقاومة الاحتلال والإرهاب، وصناعة النصر. ثم قدّمت ثلة من الأشبال والزهرات مشاهد مسرحية تخلّلتها موسيقى ورقصات وأغنيات وطنية وقصيدة عن فلسطين. تبع ذلك، عرض للفصائل التي حملت أسماء عدد من شهداء الحزب.

كلمة المتخرّجين

وألقت جويس أبو فارس كلمة الأشبال فتحدّثت عن التجربة المميزة التي عاشتها في المخيّم، شارحة أهمية التنوّع في الدروس التي تلقّوها.

وأضافت، إن الشهادة هي قدر الشعوب الحيّة التي تسعى من أجل الحرّية والحياة الكريمة في وطنها. لذا، تعلّقنا بها وأحببنا الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.

ورأت أن المخيم كان نموذجاً مصغّراً للمجتمع الذي يسعى الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى تحقيقه، فتميّزت هذه الدورة بالعلاقة المميزة التي نشأت بين الأشبال وبينهم وبين هيئة المخيم. مؤكّدة أنها وجميع الأشبال سوف يعودون للمشاركة في المخيمات المقبلة في السنين الآتية.

كلمة المخيم

وألقت نائب آمر المخيم ريم أيوب كلمة أكّدت فيها أنّ المخيم صورة عن المجتمع الذي نصبو إليه، ينتج فكراً وعلماً وصناعة وغلالاً، خالياً من لوثة الطائفية والمذهبية والآفات كلّها. وإذا أردنا أن نهيّئ لأبنائنا مستقبلاً أفضل، فلنأخذ هذا النموذج ولنعمّمه.

وأكدت أن هذا المخيم بأشباله ونسوره وروّاده وطلبته، الذين هم أوردة الحياة وشرايين القوّة في جسد الأمة الحيّ، هو دليل حيوية الحزب السوري القومي الاجتماعي وتجدّده، من جيل إلى جيل، وتأكيد على صحة العقيدة وضرورتها لحياة الشعب.

وتوجّهت أيوب إلى أهالي الأشبال بالقول: لكم في مبادئ الزعيم أنطون سعاده وفكره قدوة ومثالاً وحصناً منيعاً، يحمي أبناءكم من آفات المجتمع وعلله كلّها، لذلك ثقوا بهذا الفكر وبهذه العقيدة، اغرسوها في عقولهم وقلوبهم ونفوسهم، بها وحدها نربح معركة الأحداث، بها وحدها نبني جيلاً واعياً مثقّفاً مدركاً الخطرَ المحدقَ به وبأمّته. فهذا هو أكبر كسب رهان على أن الأرض واحدة والشعب واحد والمصير واحد.

ورأت أيوب أن الدماء هي التي تؤكد وحدة الأرض، وأبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي «نسور الزوبعة» يروون بدمائهم أرض الشام والأمّة كلّها.

وختمت بالقول: على هذه القدوة نسير في مخيماتنا فنعلّم الأشبال ـ أجيال النصر الآتي، معاني البطولة المؤيدة بصحة العقيدة، وأن أرضنا تستحق منّا العطاء، ومن أجلها نربّي أجيالنا على قِيم الحقّ والخير والجمال.

كلمة عمدة التربية والشباب

ثم ألقى مدير دائرة الأشبال إيهاب المقداد كلمة أعرب فيها عن فرحه بالزهرات والأشبال، الذين عبّروا تعبيراً صادقاً عن مدى التزامهم، ومدى قدرتهم على السير في طريق الحياة، طريق الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وقال: حين نقف اليوم على عتبات التخرّج، ونرى البسمة وقد ارتسمت لتعانق السماء، نعيد العدّ إلى الوراء لنتذكّر تلك الأيام ونتابعها خطوة خطوة، نتذكّركم حروفاً مضيئة ومشاعل نور تنير دروبنا.

وتوجّه المقداد إلى المتخرّجين قائلاً: قبل أن نعود إلى متّحداتنا لا بدّ من وقفة قصيرة وكلمة وجيزة إلى أصحاب الحفل، لكم أيها الأشبال، فأنتم الرهان والأمل، أنتم فخرنا وعزّنا، وإيماننا بالمستقبل، ولطالما حرصنا على زرع الروحية القومية في أنفسكم، وها هي أزهرت عطاء وجهاداً.

وأضاف: أنتم يا أشبال الحزب وزهراته، مستقبل الحزب والنهضة، فأنتم الذين ستمتشقون في الغد القريب سلاح العِلم والمعرفة وتشهرونه من أجل صون وحدة المجتمع. ستمتشقون سلاح الحقّ في وجه الطغيان والمفاسد، وستواجهون عدوّنا اليهوديّ وقوى الإرهاب والتطرّف والاستيطان دفاعاً عن أرضنا وشعبنا، كما نسورنا الأبطال اليوم، وقد سمّيت هذه الدورة بِاسمهم «دورة شهداء نسور الزوبعة»، هؤلاء الأبطال الجبابرة، ينتشرون على كامل أرض الوطن يذودون عن ترابه بالدماء، بالأمس يوسف الياسين وقبله حسن عياش وبشار اليوسف ومحمد الشلاش وفادي القصير ومحمد الخطيب، وأحمد حاج محمود وخالد غزال وعبد الرحيم طه وجمال كمال، وأدونيس خوري وأدونيس نصر ونوار قدح ونذير قويدر وحسان غربال، وفواز الشيخ وغازي الذياب، وقبلهم محمود جمعة ومحمد المصطفى وعمر جمعة وابراهيم الطبل وشافع صعب وكفاح صعب وكريم مخول وعمار الحسن، وأنس الأحمد وخليل جروس وعبد الوهاب الزعبي، ومحمد رسلان وزياد العمر وثائر جريج، ولائحة تطول وتطول. وبغصّة عدم وداع جسد الشهيد رعد مسلماني وقبله ثائر وأيهم والعواد، تحية لهم شهيداً شهيداً، أيّ عزٍّ هذا عندما نزفّكم شهداء من مختلف المناطق والطوائف والكيانات، وأيّ فخرٍ عندما نتعلّم من أمّهاتكم وآبائكم وقفات العزّ.

وأكّد المقداد أنّنا في الحزب قد اخترنا خطّ الصراع ضدّ قوى الشرّ نهجاً، كما اتّخذنا في عمدة التربية والشباب من التربية النهضوية لجيلنا الجديد سبيلاً، فهذه المخيّمات لا تهدف إلى مراكمة أنشطة عابرة، بل هي عملية بنائية ترمي إلى صقل الجيل الجديد بالمعرفة والقوّة، وبأن يكون مدركاً حقيقة القومية متمسّكاً بهويته وقضيته، عاملاً من أجل إعلاء شأن بلاده، فاعلاً في بناء مجتمعٍ موحّدٍ خالٍ من أمراض التجزئة والكيانية والطائفية والمذهبية والقبلية.

وتوجّه المقداد إلى هيئة المنفذية وهيئة المخيم قائلاً: «إن النبت الصالح ينمو بالعناية، أما الشوك فينمو بالإهمال»، والعناية تعني وجود جسم يملك الخبرة ولديه صفات القيادة والتحمّل والصبر والإصلاح، وأنتم خير من يحمل هذه الصفات.

وإلى أهالي الأشبال قال المقداد: يا من آمنتم بأنّ أبناءكم أبناء الحياة، نشكر ثقتكم ونثمّنها عالياً، ونعدكم بأنّ حزبنا لن يتخلّى عن مسؤولياته تجاه شعبنا والجيل الجديد.

وختم المقداد كلمته متوجّهاً إلى الأشبال بالقول: عودوا إلى متّحداتكم تحصّنوا بالعقيدة، اعملوا بالنظام، مارسوا البطولة، لا تهابوا الموت بل خافوا الفشل. لا تنسوا نشيدكم، لا تنسوا فلسطين، واذكروا سوريانا من أعالي اسكندرون إلى أواخر سيناء.

وفي ختام الاحتفال، قدّمت نظارة التربية والشباب في منفذية راشيا دروعاً تقديرية للطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية، كما قدّم مدير دائرة الأشبال إيهاب المقداد ومنفذ عام راشيا كمال عسّاف درعاً تقديرية للمغترب اللبناني جهاد حمّادي تسلّمتها شقيقته أميرة حمّادي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى