المقدسي: أعدنا للّعبة وهجها وكفى عبثاً

إبراهيم وزنه

بناءً على ما تشهده لعبة كرة السلّة اللبنانيّة من تطوّر ملحوظ سنة بعد أخرى بسبب ارتفاع مستوى اللعبة، ابتداءً من بطولة الدرجة الأولى وصولاً إلى الفئات العمريّة والأكاديميّات، وهذا الارتقاء مردّه الأساسي إلى انتشار اللعبة وحسن التسويق لها، وخصوصاً أيام الرئيس الراحل لنادي الحكمة أنطوان شويري، حيث دخلت إلى البيوت وسكنت القلوب.

ونظراً لهذا التطوّر الذي يحتاج بطبيعة الحال إلى أموال طائلة، بدأ الخطر يدقّ باب الأندية بسبب الأزمة الاقتصاديّة التي يمرّ بها البلد مع غياب كلّي لدور الدولة ووزارة الشباب والرياضة، وهذا الواقع الصعب دفع بالأندية للبحث عن حلول كثيرة، خصوصاً وأنّ غالبيّتها تعتمد على المبادرات الفرديّة، السياسيّة أو الطائفيّة منها، ولم ترتكز يوماً إلى فكرة النادي المؤسسة.

من هذا المنطلق، عرض تلفزيون لبنان بشخص رئيس مجلس إدارته الأستاذ طلال المقدسي ـ رئيس سابق لنادي الحكمة ـ للحصول على النقل الحصري لمباريات بطولة لبنان لكرة السلّة درجة أولى رجال وسيدات بمبلغ مليون دولار، أملاً بمساعدة الأندية المتعَبة مادياً، وسعياً لإبقاء المنافسة مرتفعة بين جميع الأندية. وهذا، بالتالي سيشجّع المعلنين للدّخول إلى اللعبة من أوسع ابوابها الرياضيّة.

واستكمالاً لتنفيذ خطّته تحت سقف المنطق، اجتمع المقدسي مع رئيس مجلس إدارة المؤسّسة اللبنانية للإرسال الأستاذ بيار الضاهر، وبحضور رئيس نادي المتّحد أحمد الصفدي ورئيس نادي هوبس جاسم قانصوه، وتداول المجتمعون بانفتاح وعقلانية حول مسألة نقل مباريات بطولة لبنان لكرة السلّة في الموسم المقبل. ما يقارب 122 مباراة درجة أولى رجال ، و22 مباراة درجة أولى ـ سيدات ، وتناول المقدسي والضاهر سُبُل التعاون بين المؤسّستين المتنافستين على الحصول على حقوق النقل من أجل إعلاء شأن كرة السلّة اللبنانية.

بالمقابل، أصدر اتحاد اللعبة بياناً استغرب فيه حصول اجتماعات محورها النقل التلفزيوني، لافتاً إلى أنّه المرجعيّة الوحيدة وصاحب الحق الحصري في التعاقد، وهو من يحق له صياغة دفتر الشروط بكل مهنيّة وحرفيّة وقانونيّة. وممّا ورد في بيان الاتحاد: «نحيط جميع المعنيّين بلعبة كرة السلّة أنّ الاتحاد حريص على موضوع النقل التلفزيوني بصفته صاحب الحق المطلق في إدارة هذا الموضوع، ولا يجوز على وجه الإطلاق إجراء أيّة محادثات أو استشارات في موضوع من صلب اختصاص الاتحاد وصلاحيّته وحقّه الحصري».

وفي اتصال مع السيد طلال المقدسي، قال موضحاً ومتسائلاً: «منذ أكثر من 25 سنة والنقل التلفزيوني مستمر، من دون أن نسمع لمرّة واحدة بدفتر الشروط، للأسف عندما دخل تلفزيون لبنان، والذي يغطّي 95 في المئة من مساحة لبنان من دون الحاجة إلى ستالايت، انتفض الغائبون عن الوعي أصلاً. وبناءً على المعطيات والأرقام، كان لا بُدّ من تعاون محطّتين بهدف تأمين النقل المهني والموضوعي للموسم السلّوي، من جهتنا مددنا يدنا باتجاه من يرغب من المحطّات، وقد لمست من الشيخ بيار الضاهر كل الإيجابيّة في هذا السياق، وعلى الاتحاد أن يعرف دوره الحقيقي في هذا المجال، وكفانا إتجاراً من هنا وعبثاً من هناك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى