الحاج حسن: لإنجاز لوائح السلع التفاضلية تمهيداً لتوقيع الاتفاقية التجارية بين البلدين

تابع وزير الصناعة حسين الحاج حسن والوفد المرافق زيارته الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث التقى وزير الطرق وبناء المدن المهندس عباس أخوندي، وهو المسؤول في اللجنة الاقتصادية المشتركة مع لبنان من الجانب الإيراني. وشارك في الاجتماع القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية علي حبحاب، المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون والمديرة العامة لوزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس. ونقل الحاج حسن إليه تحيات وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم لكونه المسؤول عن الجانب اللبناني في اللجنة.

وكان نقاش مستفيض حول دفع العلاقات التجارية بين البلدين. وجرى عرض لنتائج اللقاءات التي عقدها الوفد اللبناني مع المسؤولين الإيرانيين. وركز الحاج حسن على أهمية إنجاز لوائح السلع التفاضلية بين البلدين تمهيداً لتوقيع الاتفاقية التجارية، إفساحاً في المجال أمام زيادة الصادرات اللبنانية إلى إيران، حيث تعترض الرسوم الجمركية العالية انسياب السلع.

وطلب إزالة أي موانع تتأتى من وجود لوائح سلبية أو ما يُسمّى لائحة السلع الحساسة. وأمل أن يحمل مطلع العام المقبل بشائر توقيع الاتفاقية التجارية.

وأبدى الوزير الإيراني، من جهته، الاستعداد لتسهيل الأمور ضمن عمل اللجنة، داعياً إلى تسهيل الطريق أمام المعاملات المصرفية. ووضعه الحاج حسن في أجواء حاكم المصرف المركزي رياض سلامة حول عدم وجود عوائق قانونية أمام هذا الأمر، وأطلعه على اقتراح محافظ المصرف المركزي الإيراني القاضي بفتح حساب في كلّ من المصرفين المركزيين لضمان الاستثمارات والصادرات.

ورأى الحاج حسن أنّ الموضوع يحتاج إلى ترتيبات إدارية ولوجستية، وسيكون موضع متابعة في بيروت، مشيراً إلى أنّ «لبنان تأخر بهذا الخصوص عن العديد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا والنمسا وسويسرا وغيرها، التي تهافتت إلى إيران بعد تحررها من القيود ورفع العقوبات عنها».

وشدّد على أنّ «لبنان وإيران بلدان شقيقان وسيستمران بتطوير العلاقات نحو الأفضل والارتقاء بها بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين».

وعن الاستثمار اللبناني في إيران، قال الوزير الإيراني: «كان للبنانيين عمل جيد في إيران ولا يزال في مجال الإسمنت وغيره، وتأخذ بعض هذه الانشطة الطابع الرسمي بعد تسجيل شركاتهم، والبعض الآخر لا يزال في إطار العمل المنفرد. وهناك مستثمرون إيرانيون في لبنان. ونحن على كل حال نرحب بالاستثمار المشترك بين البلدين».

كما طرح تأسيس صندوق مشترك في مجال الاستثمار لتمويل مشاريع كبيرة في حقول النقل والملاحة الجوية والبحرية وسكك الحديد والاوتوسترادات وتخطيط المدن وبنائها، وإمكان تنفيذها عبر القطاع الخاص بواسطة هذا الصندوق الذي يمكن تسجيله في بورصتي طهران وبيروت وتداول أسهمه أيضاً في بورصات أخرى.

وشدّد على «تاريخ اللبنانيين العريق في التجارة التي تعتبر نقطة قوة لديهم، مدفوعة بقدرات الانتشار اللبناني الواسع في أرجاء العالم».

ودعا إلى زيادة الرحلات الجوية بين البلدين، وفتح خطوط جديدة بين كل من مشهد وشيراز وبيروت.

وبعد ترحيب من الحاج حسن بهذه الاقتراحات، اعتبر «أننا كحكومة وقطاع عام معنيون بتهيئة الظروف وفتح الآفاق وتوفير الفرص للقطاع الخاص للعمل والاستثمار»، وقال: «لا أعتقد أنّ أي مستثمر سيتردد عن الإقدام على الاستثمار إذا تأكد من نجاح مشروعه، وهذا هو ضمان الدولة لهم».

وأطلع الحاج حسن الوزير الإيراني على أنّ عدداً من رجال الأعمال اللبنانيين في عداد الوفد المرافق اكتشفوا وجود إنتاجهم، لا سيما في قطاع الصناعات الغذائية في السوق الإيرانية، حيث يدخل عن طريق دولة ثالثة ومن دون أن يكون الصناعي أو التاجر اللبناني هو المصدر المباشر، ما يعني وجود قبول للسلع اللبنانية في السوق الإيرانية الكبيرة التي تعد أكثر من ثمانين مليون نسمة، متطلعين من خلاله إلى استهداف سوق من 400 إلى 500 مليون نسمة كون إيران مركزاً اقتصادياً وتجارياً مهماً بالنسبة إلى الدول المجاورة لها.

وزير النفط الإيراني

والتقى الوزير الحاج حسن أيضاً وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الذي قال في بداية اللقاء إنّ «لبنان بلد مهم جداً في منطقة الشرق الأوسط، وهو دولة صديقة وشقيقة لنا»، عازياً سبب عدم إقامة العلاقات بين البلدين في مجال النفط والغاز إلى العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، ومعرباً عن أتمّ الاستعداد لإقامة أفضل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان وإيران، على أساس أن «التجارة مفتاح ربط القلوب بين ابناء الشعوب وتوفير القاعدة المتينة لتعزيز التعاون».

وعرض الحاج حسن الصورة النفطية في لبنان بعد اكتشاف احتياطات كبيرة من النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخاصة للبنان والتحضيرات التي يقوم بها لبنان على صعيد الاستثمار النفطي، شارحاً الإطار القانوني الذي يقوم على مبدأ اعتماد شركات مشغلة أو ما يعرف عنه بالشركات لأصحاب الحقوق.

وتم التطرق إلى سبل تعزيز العلاقات في هذا المجال، بناء على الخبرات التي يمتلكها لبنانيون على صعيد قطاع البتروكيماويات وتجارة النفط والغاز وبناء البنى التحتية وتمديدات الأنابيب وغيرها من الانشطة المتعلقة بهذا القطاع.

وزير الشؤون الاقتصادية

والتقى الحاج حسن وزير الشؤون الاقتصادية والمالية علي طيب نيا الذي أكد أنّ لبنان يحظى بمكانة خاصة لدى الايرانيين، داعياً إلى «الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية والثقافية، وذلك عبر تحقيق تطوير التبادل التجاري، والاستثمارات المتبادلة والجمع بين جودة المنتجات الإيرانية والمعرفة اللبنانية العالية في التعبئة والتغليف والتوضيب والإنهاء Finishing بما يعطي قيمة مضافة عالية يمكن البناء عليها».

وتمّ التطرق إلى مسألة التخفيضات الجمركية لتسهيل التبادل من لبنان إلى إيران.

وزير الصحة

واجتمع الحاج حسن أيضاً إلى وزير الصحة حسن هاشمي، وتمّ البحث في الإمكانات العديدة للتعاون في مجال التصنيع الدوائي وقطاع التأمين والأجهزة الطبية وتسجيل شركات ومصانع الدواء في كلا البلدين وتبادل الخبرات والمعارف وإقامة المعارض المتخصصة.

وتمّ التوافق على تنظيم زيارات ميدانية لمصانع الدواء والعمل المشترك لتسويق المنتجات الدوائية الخاصة بكل بلد الى دول أخرى.

مؤسسة المقاييس

كما عقدت لقاءات في مؤسسة المقاييس والمواصفات مع معاونة رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المواصفات والمقاييس الإيرانية بيروز بخت، بحضور المديرة العامة لمؤسسة المقاييس والمواصفات المهندسة لينا درغام والمدير الإداري في معهد البحوث الصناعية بهدف تعزيز العلاقات وتنميتها بين المؤسستين.

وعقدت لقاءات أيضاً في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في إيران وادارة المناطق الحرة ومنظمة التنمية التجارية. ونظمت لقاءات ثنائية عدة بين رجال الأعمال اللبنانيين ونظرائهم الايرانيين لاستكشاف الفرص. إشارة إلى أنّ الوفد اللبناني ضمّ مسؤولين من وزارات الصناعة والمال والأشغال العامة والنقل والاقتصاد والتجارة ومصرف لبنان وصناعيين ورجال أعمال في قطاعات إنتاجية مختلفة وفي المقاولات والنفط والغاز والطاقة الكهربائية وخبراء قانونيين وفي الجودة.

مطرانية الأرمن الأرثوذكس و مؤسّسة الإمام الصدر

وزار الحاج حسن مقر مطرانية الأرمن الأرثوذكس في طهران، حيث استقبله المطران سيبوه سركيسيان.

وزار أيضاً مؤسسة الإمام موسى الصدر في طهران، حيث شارك في احتفال أقيم في ذكرى تغييب الإمام الصدر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى