كوريا الشمالية… قلق واشنطن الآتي من أقصى الشرق

لا تزال التجربة النووية الكورية الشمالية الخامسة التي أجرتها بيونغ يانغ مؤخراً تثير التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية عن كيفية التعامل مع مثل هذا التهديد الخطير.

وكتبت في هذا الصدد مجلة «فورين آفيرز» الأميركية مقالاً، متسائلةً فيه عمّا يمكن فعله لتفادي حرب نووية مع كوريا الشمالية، وأقرّت بأنّ قليلين توقّعوا أن يشهد عام 2016 مثل هذه التجارب الصاروخية والنووية الكورية الشمالية، التي وصفتها بأنها غير مسبوقة. ولفتت المجلة إلى أن تجربة بيونغ يانغ النووية الخامسة التي بلغت قوتها 10 كيلو/ طن وهي أقوى من سابقاتها، ما كان لها أن تكون مفاجأة، خصوصاً أن نهج كوريا الشمالية الخاص بتطوير قواتها الاستراتيجية بقيادة كيم جونغ أون يختلف بشكل كبير، وهو أكثر عدوانية مما كان عليه في عهد والده أو جدّه. وشدّدت المجلة على أنّ ما وصفته بـ«التحوّل الضارب» يضع شبه الجزيرة الكورية على طريق حرب نووية، إذا لم يتمكّن حلف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من التكيّف مع ضوابط وقيود الردع والدفاع في مواجهة خصم نووي من الدرجة الثانية.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً جاء فيه: إذا كانت واشنطن تشترط على بيونغ يانغ التخلّي عن برنامجها النووي للتفاوض معها، فإن موسكو ترى أنه يجب أن يبدأ من دون شروط مسبقة.

ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس لجنة الدفاع في الدوما فيكتور فودولاتسكي، قوله إنّ موسكو تصرّ على التفاوض مع كوريا الشمالية من دون شروط مسبقة. وإنّ موقف روسيا هذا لتسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، يختلف عن موقف واشنطن، التي أعلنت عن استعدادها للتفاوض مع بيونغ يانغ إنّما بشرط أن تعلن كوريا الشمالية تخلّيها عن السلاح النووي. وأضاف أنّ روسيا تقف دائماً إلى جانب الحوار السلمي. وهذا ما نقترحه دائماً، حتى مع الولايات المتحدة، الدولة التي تحاول بناء عالم أحاديّ القطب بعكس موسكو، التي ترى أنه لا يمكن الضغط على الدول الأخرى في العالم متعدّد الأقطاب. والأمر نفسه يحدّث الآن في سورية حيث توقّع واشنطن اتفاقية حول الهدنة، وفي الوقت نفسه تمنح الإرهابيين فرصة لإعادة توزيع قواتهم وتعزيزها وهذه هي سياسة الكيل بمكيالين. لذلك، فإن موقفنا في شأن كوريا الشمالية يختلف عن موقف الولايات المتحدة.

«فورين آفيرز»: هل تتفادى الولايات المتحدة حرباً نووية مع كوريا الشمالية؟

لا تزال التجربة النووية الكورية الشمالية الخامسة التي أجرتها بيونغ يانغ مؤخراً تثير التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية عن كيفية التعامل مع مثل هذا التهديد الخطير.

وكتبت في هذا الصدد مجلة «فورين آفيرز» الأميركية مقالاً، متسائلةً فيه عمّا يمكن فعله لتفادي حرب نووية مع كوريا الشمالية، وأقرّت بأنّ قليلين توقّعوا أن يشهد عام 2016 مثل هذه التجارب الصاروخية والنووية الكورية الشمالية، التي وصفتها بأنها غير مسبوقة.

ولفتت المجلة إلى أن تجربة بيونغ يانغ النووية الخامسة التي بلغت قوتها 10 كيلو/ طن وهي أقوى من سابقاتها، ما كان لها أن تكون مفاجأة، خصوصاً أن نهج كوريا الشمالية الخاص بتطوير قواتها الاستراتيجية بقيادة كيم جونغ أون يختلف بشكل كبير، وهو أكثر عدوانية مما كان عليه في عهد والده أو جدّه.

وشدّدت المجلة على أنّ ما وصفته بـ«التحوّل الضارب» يضع شبه الجزيرة الكورية على طريق حرب نووية، إذا لم يتمكّن حلف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من التكيّف مع ضوابط وقيود الردع والدفاع في مواجهة خصم نووي من الدرجة الثانية.

وأجرت المجلة مقارنة لعدد التجارب الصاروخية في عهدين، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية أجرت بقيادة كيم جونغ إيل 18 تجربة صاروخية خلال فترة حكمه التي استمرّت 18 سنة، في حين أجرى الشطر الشمالي بقيادة نجله كيم جونغ أون خلال السنوات الأربع الماضية 35 تجربة إطلاق صاروخي، وثلاث تجارب نووية.

وأكدت المجلة أنّ زعيم كوريا الشمالية الحالي كيم جونغ أون قد كشف قولاً وعملاً نواياه لامتلاك رؤوس نووية للصواريخ بعيدة المدى، والسعي إلى القنبلة النووية الهيدروجينية، وتطوير قدرات الصواريخ البالستية التي تطلَق من الغوّاصات. والتوجه الأخير اعتبرته المجلة بأنه المعيار الذهبي منذ مدة طويلة، الضامن لإمكانية توجيه ضربة مضادة.

ووصلت المجلة الأميركية إلى استنتاج مفاده أنه قد ولّى زمن الاعتقاد بأن أسلحة كوريا الشمالية النووية رمزية أو مجرّد ورقة مساومة، أو أن التهديد من قبلها بهجوم نووي افتراض إلى حدّ بعيد، كما قال آنذاك المتحدّث بِاسم البيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن.

وخلصت المجلة إلى أن برنامج كوريا الشمالية النووي في الوقت الراهن أكثر تسارعاً وأقل تقييداً، وأكثر ارتباطاً بالبرنامج الصاروخي، من أيّ وقت مضى في تاريخها، مضيفة أن بيونغ يانغ تسرع لنشر القوة النووية التي يمكن أن تؤمّن حياة النظام وتضمن بأن أيّ محاولة لتغييره أو لغزو البلاد ستؤدّي إلى حرب نووية.

وختمت المجلة تقريرها بانتقاد الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن العاصمتين تتعاملان مع كوريا الشمالية كما لو أن أوضاع ثمانينات القرن الماضي لا تزال قائمة.

«إيزفستيا»: موسكو لن تسمح لواشنطن بتجريد بيونغ يانغ من درعها النووية

قالت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إنه إذا كانت واشنطن تشترط على بيونغ يانغ التخلّي عن برنامجها النووي للتفاوض معها، فإن موسكو ترى أنه يجب أن يبدأ من دون شروط مسبقة.

وجاء في المقال: تصرّ موسكو على التفاوض مع كوريا الشمالية من دون شروط مسبقة. ويختلف موقف روسيا هذا لتسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، عن موقف واشنطن، التي أعلنت عن استعدادها للتفاوض مع بيونغ يانغ إنّما بشرط أن تعلن كوريا الشمالية تخلّيها عن السلاح النووي. هذا ما صرّح به لـ«إيزفستيا» نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي الدوما فيكتور فودولاتسكي.

وأضاف أنّ روسيا تقف دائماً إلى جانب الحوار السلمي. وهذا ما نقترحه دائماً، حتى مع الولايات المتحدة، الدولة التي تحاول بناء عالم أحاديّ القطب بعكس موسكو، التي ترى أنه لا يمكن الضغط على الدول الأخرى في العالم متعدّد الأقطاب. والأمر نفسه يحدّث الآن في سورية حيث توقّع واشنطن اتفاقية حول الهدنة، وفي الوقت نفسه تمنح الإرهابيين فرصة لإعادة توزيع قواتهم وتعزيزها وهذه هي سياسة الكيل بمكيالين. لذلك، فإن موقفنا في شأن كوريا الشمالية يختلف عن موقف الولايات المتحدة. فنحن لا نشترط على بيونغ يانغ التخلّي عن برنامجها النووي لبدء الحوار معها. نحن نصرّ على البدء بالمفاوضات، بهدف الوصول إلى حلول وسطية، ثم التوصل في ما بعد إلى اتفاق مبنيّ على أن السلاح النووي في دولة غير نووية يشكل تهديداً للعالم أجمع.

وقال فودولاتسكي إن قعقعة السلاح أمر مرفوض اليوم. ومع ذلك فإنّ فرض شروط مسبقة، إهانة للبلد وإذلال لقيادته. لذلك، على الولايات المتحدة التعلّم من روسيا كيفية إجراء المفاوضات والتوصّل بوساطتها إلى اتفاق في شأن وقف سباق التسلح النووي وبناء عالم متعدّد الأقطاب، يساعد في الحفاظ على السلام على كوكبنا.

وأعرب فودولاتسكي عن اعتقاده بأن استئناف المفاوضات مع كوريا الشمالية سيكون ممكناً بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وأضاف أن مواقف روسيا والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان من مشكلة كوريا الشمالية تتقارب في أنه يجب تسوية مشكلة كوريا الشمالية، وأنه لا يجوز غضّ الطرف عن انتهاكاتها قرارات مجلس الأمن الدولي والحدّ من انتشار أسلحة الدمار الشامل. ولكن موقف أطراف السداسية الدولية في مفاوضات تسوية هذه المسألة مختلف. فموسكو وبكين تدعوان إلى استئناف المفاوضات بأسرع ما يمكن والتوصل عبر النقاش تدريجياً إلى تسوية المشكلة. أما واشنطن وحلفاؤها فيشترطون تخلّي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي أولاً، ثم استئناف المفاوضات تالياً.

فقد أعلن جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة عن استعداد بلاده للحوار مع كوريا الشمالية من أجل التسوية السلمية لمشكلة شبه الجزيرة الكورية إنّما بشرط أن تتخلّى بيونغ يانغ عن السلاح النووي. وقد رأت بيونغ يانغ في هذا الشرط نزعاً للسلاح من جانب واحد من أجل الحلم الأميركي ـ الذي «لم يتحقّق» ـ بالسيطرة الكاملة على شبه الجزيرة الكورية. كما أعلنت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية أن بيونغ يانغ ستستمرّ في تعزيز قدراتها النووية.

من جانبه، يقول الخبير في المركز الكوري في معهد الشرق الأقصى للدراسات قسطنطين أسمولوف إن الأميركيين يفرضون للبدء بالمفاوضات شروطاً يعرفون مسبقاً عدم إمكانية تنفيذها.

ويسأل أسمولوف: هل هناك دولة في الظروف الحالية مستعدّة للتخلّي عن سلاحها النووي؟ ويضيف أن تجربة ليبيا تبيّن أنك إذا كنت تملك قنبلة فأنت محميّ من إسقاط النظام بالقوة. لقد تخلّى القذافي حينذاك عن البرنامج النووي، فأين هو الآن؟ لذلك، لدى كوريا الشمالية مسوغ منطقي لانتهاج هذه السياسة. وإذا كانت موسكو لا تستطيع إلا إدانة بيونغ يانغ لانتهاكها نظام الحدّ من انتشار الأسلحة وتجاهل قرارات الأمم المتحدة، فإنها في الوقت نفسه تدرك لماذا تفعل كوريا الشمالية هذا. لقد تخلّلت تاريخ العلاقات الأميركية ـ الكورية الشمالية مراحل كانت الولايات المتحدة خلالها مستعدّة للتفاوض، ولكنها لم تكن كما يتصوّر باراك أوباما. فمثلاً، في عهد جورج بوش أحرزت السداسية بعض التقدّم في المفاوضات، ولكن لم يعد هذا ممكناً لأن الوضع النووي في كوريا الشمالية مثبّت في دستور البلاد.

«واشنطن بوست»: التقارب بين أنقرة وموسكو لا يعني ابتعاد تركيا عن الغرب

قال كبير المفاوضين الأتراك ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي، عمر جليك، إن بعض الأطراف لم يسمّها فسّرت التقارب الحاصل بين تركيا وروسيا خلال الفترة الأخيرة على أنه ابتعاد عن الغرب، نافياً صحة هذا التفسير.

جاء ذلك في تصريح أدلى به جليك لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، ردّاً على سؤال عما إذا كان التقارب التركي ـ الروسي الأخير رسالة للدول الغربية أم لا حيث أشار الوزير إلى أن تركيا لم تُجر أيّ تغيير في مسارها في هذا الخصوص.

وأوضح جليك أنّ بعض الأطراف رأت أن أنقرة تبتعد عن الغرب أو تُدير ظهرها له من خلال التقارب مع موسكو، لكن هذا الأمر غير صحيح، وليس هناك أي تغيير للمسار في هذا الخصوص، مؤكداً أنّ كل من يعتقد عكس ذلك مُخطئ.

وشدّد الوزير التركي على أن الأطراف التي لم تدعم تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، هي التي تستخدم تلك الإشاعات، مشيراً إلى أن العلاقات التركية ـ الروسية ليست بمثابة بديل عن علاقات تركيا والغرب، إنما متمّمة لها.

وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة التركية قلقة من تضرّر علاقاتها مع واشنطن بسبب الخطابات المناهضة للولايات المتحدة في تركيا مؤخراً، أشار جليك إلى أن ردّ فعل الشعب التركي طبيعي للغاية نظراً إلى مقتل 240 شخصاً وإصابة الآلاف على يد منظمة الكيان الموازي الإرهابية ليلة المحاولة الانقلابية، ومواصلة زعيم المنظمة فتح الله غولن إقامته في الولايات المتحدة بحرّية تامة.

وقال إن غولن يتحكم بمنظمته الإرهابية ويطوّر لها استراتيجيات جديدة من مكان إقامته في الولايات المتحدة، معتبراً أن انتقاد الشعب التركي سياسةَ واشنطن في هذا الخصوص أمر طبيعي للغاية، وأن هناك فرقاً بين العداء والانتقاد.

«تلغراف»: «داعش» يخطّط لتفجير مصنع مواد كيماوية في معركة الموصل

نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية تقريراً قالت فيه إن تنظيم «داعش» يخطّط لتفجير مصنع للمواد الكيماوية عند اندلاع معركة استعادة المدينة. وتضيف الصحيفة أن القوات الأميركية والجيش العراقي يتوقّعان قتالاً ضارياً من مسلّحي التنظيم دفاعاً عن معاقلهم في المدينة التي تضمّ أكثر من 1.2 مليون نسمة.

وينقل التقرير عن الكولونيل هَيمش دي بريتون غوردن الضابط السابق في قيادة الفوج الكيماوي البيولوجي النووي الإشعاعي المشترك في القوات البريطانية قوله إن لدى القادة معلومات استخبارية عن أن الجهاديين يخطّطون لتفجير مصنع عندما يقترب الجنود منهم.

ويقع مصنع «المشراق للمواد الكيماوية» ومنجم للكبريت على بعد نحو 30 ميلاً إلى الجنوب من مدينة الموصل وعلى بعد ستة أميال إلى الشمال من قاعدة القيارة الجوية، حيث يتمركز بضع مئات من العسكريين الأميركيين فضلاً عن قوات الجيش العراقي.

ويشكّل تفجير مصنع المشراق الذي يضمّ مئات الأطنان من الكبريت وكبريتيتد الهيدروجين مصدر قلق كبير للقوات على الأرض.

وطبقاً لحسابات الكولونيل دي بريتون غوردن فإن التأثير الذي سيعقب هذا التفجير سيمتد في مساحة نصف قطرها يتراوح من ستة إلى عشرة أميال ما يضع القوات العراقية والقوات الأميركية الساندة لها في خطر. إذ ينجم عن إحراق الكبريت الصافي ثنائي أوكسيد الكبريت السام.

وسبق أن وقع حريق في المصنع في عام 2003 تواصل لشهر وأطلق نصف مليون طن من ثنائي أوكسيد الكبريت في الهواء، ما أضرّ كثيراً بطبقة الأوزون، وأدّى إلى نقل المئات من الأشخاص إلى المستشفيات على إثر معاناتهم من مشكلات تنفسية، كما تسبب في موت الحياة النباتية على امتداد نحو ميل حول موقع الحريق، الأمر الذي وصف بأنه أحد أسوأ الكوارث من صنع الإنسان في التاريخ.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: أفول العولمة يخلق أخطاراً جديدة لروسيا

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الاحتجاجات في أوروبا ضدّ اتفاقية التجارة الحرّة عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة وكندا، بسبب الخوف من تردّي نوعية المواد الغذائية وإفلاس المزارعين.

وجاء في المقال: تشهد دول الاتحاد الأوروبي موجة احتجاجات جماهيرية واسعة ضدّ اتفاقية التجارة الحرّة عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة وكندا، وذلك لخشية الأوروبيين من أن تؤدّي إلى تدهور نوعية المواد الغذائية وإفلاس المزارعين المحليين وظهور قوانين تجارية خاصة، تتمكن بموجبها الشركات متعددة الجنسية من إدارة الحكومات الوطنية عملياً. وتؤكد موجة الاحتجاجات الجديدة ضد اتفاقيات التجارة ما أعلنه الاقتصاديون من «نهاية العولمة»، أي تقليص حجم التجارة الدولية وركود الاستثمارات عبر القارات.

يركّز الأوروبيون اهتمامهم اليوم على اتفاقيتين: الأولى عن التجارة الحرّة مع كندا، والثانية مع الولايات المتحدة حول الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسي، التي يعارضها عدد من ساسة أوروبا ونشطائها. وقد نظّمت هذه التظاهرات في بروكسل يوم الثلاثاء 20 أيلول الجاري، وقبلها خرج 300 ألف مواطن ألماني في تظاهرة احتجاجاً على الاتفاقيتين.

يقول ميشال سيرماك ممثل المركز الوطني للتعاون والتطور، الذي نظّم التظاهرة في بروكسل: قد تقرّر الحكومات الأوروبية توقيع أوّل اتفاق عبر الأطلسي للتجارة الحرّة مع كندا يوم 22 الشهر الجاري. ويؤكد النشطاء الأوروبيون أن الاتفاق مع كندا هي حصان طروادة للاتفاقية مع الولايات المتحدة.

تشير صحيفة «دويتشه فيله» الألمانية إلى التظاهرات الجماهيرية التي شهدتها مدن ألمانيا يوم السبت الماضي 17/09/2016 ضد الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا حول التعاون التجاري الاقتصادي، الذي لم يدخل حيّز التنفيذ، وأيضاً ضدّ توقيع اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة. لأن هذه الاتفاقيات، بحسب اعتقاد النشطاء، ستؤدّي إلى انخفاض المعايير البيئية والاجتماعية.

إضافة إلى ذلك، تفترض هذه الاتفاقيات إنشاء محاكم تحكيم دولية لتسوية الخلافات بين الشركات والدول، حيث يتخوّف الأوروبيون من أن تصبح هذه المحاكم أدوات في يد الولايات المتحدة.

يقول دميتري دوبروف المعلّق في وكالة أنباء «ريا» إنّ محاكم التحكيم الدولية تشكّل هدف مشروع اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمار عبر الأطلسي. هذه المحاكم تعني انتصار العولمة، وانتهاك حقوق الحكومات الوطنية.

وبحسب رأي المحللين الغربيين، هذا ليس انتصاراً للعولمةً، بل هو نهايتها. وهذا ما أكدته الموضوعات التي نشرتها صحف الغرب المؤثرة. يقول الاقتصادي سيمون إيفنيت في حديث إلى صحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية إن العولمة بدأت تتباطأ منذ سنوات عدّة. ويعود سبب ذلك إلى الأوضاع السياسية المعقدة في العالم والحمائية الجديدة حيث تمنح الدول الأولوية للاقتصاد الوطني في مجال الدعم والضمانات العلنية والسرّية، وفي مجال رسوم التصدير وقواعد منع تشغيل عمال مهرة من بلدان أخرى.

من جانبه، يقول كبير اقتصاديي بنك «DZ» الألماني شتيفان بيلماير إن الانخفاض ليس فقط في نمو الناتج المحلي العالمي، بل في انخفاض حجم التبادل التجاري بين الدول. وهذا يعني عملياً تقلّص التداخل في الاقتصاد العالمي. فقد اتضح له بعدما حلّل الاستثمارات عبر الحدود لـ16 بلداً، أنه بعد بلوغها الذروة عام 2007، بدأت تنخفض لتعود إلى مستوى تسعينات القرن الماضي.

أما مدير معهد مشاكل العولمة الروسي ميخائيل ديلياغين، فيقول إن تقوُّض أسواق العولمة المنتشرة في مناطق الاقتصاد الكلّي، أمر موضوعي. ويمكن تسميته نهاية العولمة أو أي شيء مشابه. وإذا لم تتمكن روسيا من إنشاء منطقة اقتصاد كلّي خاصة بها، فسوف يمزقوننا إلى أجزاء. عندها لن تبقى حاجة إلى الحديث عن «البزنس» الروسي أو عن الاقتصاد الروسي. كما يحصل اليوم بالنسبة إلى «البزنس» البلغاري مثلاً. وبحسب قوله، فإن محاولات إنشاء منطقة حسابات بالروبل وإنشاء الاتحاد الجمركي، ردّ صائب على «نهاية العولمة».

وبحسب نيكيتا ماسلينيكوف، رئيس قسم الأموال والاقتصاد في معهد التطور المعاصر، لا داعي إلى تضخيم أهمية الركود في حجم التجارة والاستثمارات الدولية. لأن سوق الاستثمارات لا تزال عالميةً وهذه الاستثمارات تمنح فرصاً جيدة للنموّ. وبحسب قوله: من الأصوب الحديث عن تغيّر شكل العولمة لا عن نهايتها. وإن محاولة اغتنام فوائد العزلة لن تنجح، لأنه كلّما زادت العزلة تقدّمت البنية الاقتصادية. لذلك على روسيا خوض المنافسات الدولية باعتبارها محرّكاً وحيداً للنمو، لأننا بعكس ذلك لن نتمكن من تحسين وتائر التقدم الاقتصادي.

«فورين بوليسي»: الصين تخشى تغلغل الإسلام المتشدّد عبر الإنترنت

نشرت صحيفة «فورين بوليسي» الأميركية تقريراً جاء فيه: تشهد وسائل التواصل الاجتماعي في الصين منذ مدة ليست بالقصيرة جدلاً حول أحقية المسلمين في تشريعات تسمح لهم بإنتاج الطعام الحلال المذبوح وفقاً للشريعة الإسلامية. لكن معارضي للأمر شبّهوا عملية ذبح الحيوانات بالممارسات التي تقوم بها تنظيمات إرهابية مثل تنظيم «داعش». ويقول البعض إن نغمة المعارضة هذه هي أقرب إلى العنصرية والإسلاموفوبيا عن كونها خشية من تغلغل الفكر المتطرّف.

أثارت هذا الجدل أكبر قومية مسلمة في الصين، «الهوي»، إذ يسير المسلمون هناك على قوانين غذائية تحدد الطريقة التي تجهّز بها اللحوم، وأيّ المأكولات التي يحظّر تناولها، وحينذاك تصنّف المأكولات على أنها حلال. وقد تسبّب وسم الأطعمة بأنها حلال في زيادة إقبال المستهلكين من المسلمين على شركات إنتاج الأطعمة والمطاعم. إلا أنه في غياب تشريعات حكومية تنظم الأمر، ثارت مخاوف لدى المسلمين الصينيين من قيام بعض المؤسسات ببيع أطعمة لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

يشعر المسلمون الصينيون أن مطالبتهم بتشريعات تبيح بيع الأطعمة الحلال نوعاً من الدفاع عن الإسلام. فالإسلام بالنسبة إليهم منهاج حياة ينظم علاقتهم ببعض وعلاقتهم بخالقهم. لكن تلك المطالبة أثارت خوفاً من انتشار «الشريعة المتشدّدة». ففي نظر المعارضين، يبدو الأمر استدعاء للتطرّف، وتدميراً للهوية القومية.

وينبع هذا التخوف من أحداث شهدتها منطقة شينغيانغ الصينية المعروفة أيضاً بتركستان الشرقية، التي تسكنها أقلية «الأويغور» المسلمة. حيث وقعت هجمات عدّة كان أحدها هجوماً ضخماً على محطة قطارات في مدينة كونمنغ الواقعة جنوب شرق البلاد، فقتل العشرات. وقد ألقت مثل هذه الأحداث، إلى جانب الصعود المفزع لـ«داعش»، الرعب في قلوب الصينيين، مثلما حدث لدى الغرب.

وتقول الصحيفة إنها التقت بعض المسلمين الصينيين مؤخراً، فوجدتهم في حالة صدمة من كمّ الكراهية الذي يُبثّ ضدّ المسلمين عبر الإنترنت ويلقى قبول عشرات الآلاف. بل وصل الأمر إلى حدّ المطالبة بطرد المسلمين من الصين وإعادتهم إلى الشرق الأوسط.

ومن هنا، استغلّ بعض المسلمين الصينيين الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في الصين للتعريف بأهمية الطعام الحلال بالنسبة إليهم. ونشروا صوراً لأنفسهم وهم يحتفلون بعيد الأضحى مع أصدقائهم وأحبتهم، بين مختلف الأطباق والمأكولات.

إلا أن حالة من النفور من الإنترنت قد أصابت المسلمين هناك، وذلك بعدما باءت تللك الجهود بالفشل. وقد حظر أستاذ جامعي مسلم على طلابه استخدام الإنترنت في إعداد ورقة بحثية عن الإسلام، لأن معظم المصادر المتاحة قد فقدت مصداقيتها.

وتحاول أقلية «الهوي» المسلمة الاندماج في المجتمع الصيني برغبتها في تشريعات تنظّم إنتاج الأطعمة واستخدام الخطّ العربي والهندسة المعمارية العربية، ولا علاقة للأمر بالفكر المتشدّد. وهم حريصون على مدّ جسور الثقة مع الحزب الحاكم حتى يحظوا بموافقته في ما يخصّ مطالبهم. ولا طموحات سياسية لأقلية «الهوي»، فمعظمهم من السنّة الذين يتبعون المذهب الحنفي المعتدل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى