القومي الاجتماعي القدوة: الأمين منير الشعار

إعداد: لبيب ناصيف

«إذا سار قومي اجتماعي على الطريق عرف العالم أنّ سورياً قومياً اجتماعياً يسير». هذا الوصف لسعاده لعله ينطبق بكثير من الدقة والواقعية على أحد أمنائنا المميّزين، صدقاً ومناقب وإيماناً، هو الأمين منير الشعار الذي كان عملاقاً، ليس فقط بطلته البهية الآسرة، إنما أيضاً بما اختزنت أعماقه من مزايا النهضة وفضائل الالتزام.

شريك أعماله، ورفيق اغترابه الطويل في فنزويلا، الرفيق داود أبو عنق يصف الأمين منير الشعار بكلمات:

«أخلاق عالية جداً. روحية قومية اجتماعية. سخي. معطاء. شاعر. أديب. خطيب مفوّه. أسّس حضوراً فذاً في الجالية. محترم جداً. محاور ناجح ومحب. لا خصوم له رغم كلّ مواقفه الحزبية المبدئية الواضحة. فهو دمث الأخلاق، مترفع عن الصغائر والنكايات».

ولد الأمين منير الشعار عام 1923 في بلدة عيناب، شارك في معركة مشغرة عام 1949 إبان الثورة القومية الاجتماعية الأولى فأسر، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات ليخرج في العام 1953. في شباط 1954 غادر إلى فنزويلا حيث كان سبقه إليها صهره الأمين عادل الشعار.

في هذا الوقت كان الرفيق داود أبو عنق قد وصل إلى كراكاس في العام 1953، وأسّس محلاً للسندويش باسم «دنيا جوانا» مع الرفيق سليم ماضي 1 والمواطن جميل المصري. في أواخر العام 1954 رغب الرفيق سليم بيع حصته في المحلّ والعودة إلى الوطن، فتقدّم الأمين منير واشترى حصة الرفيق سليم، فبات الشريك الثالث في المحلّ. هكذا استقرّ الأمين منير مع شريكيه في كراكاس، وقطنوا منزلاً واحداً. في العام 1955 رغب الرفيق سليم ماضي أن يعود مجدّداً إلى فنزويلا فرغب إليه الأمين منير أن يصطحب معه عروسه لطيفة شمس الدين التي اقترن منها بعيد وصولها.

انتقل الأمين منير مع زوجته إلى منزل آخر، إلا أنه أصرّ أن ينتقل معه صديقه ورفيقه وشريكه في المحلّ الرفيق داود أبو عنق مجسّداً في ذلك روحية الالتزام القومي الاجتماعي ومضامين القسم الحزبي. استمرّ ذلك حتى أواخر العام 1957 وقد توطدت علاقة المحبة والصداقة أكثر بين الأمين منير والرفيق داود وباتا «رُبّ أخ لك لم تلده أمك».

ازدهرت أعمال المحلّ، وإذ رغب الرفيق سليم ماضي أن ينضمّ إليهم مجدداً، عمدوا إلى شراء مطعم باسم «أدونيس»، فيما استمرّ الشركاء الثلاثة السابقون في ملكية وإدارة محلّ السندويشات.

في أواخر العام 1957 تمّ بيع المحلّ، وفي أوائل العام 1958 انتقل الأمين منير والرفيق داود إلى مدينة بونتوفيجو، فيما بقي الرفيق سليم والمواطن جميل المصري في كراكاس يديران مطعم «أدونيس»، إلى أن قرّر المواطن جميل العودة إلى الوطن، فعمدا إلى بيعه.

في بونتوفيجو، أسس الشريكان الأمين منير والرفيق داود محلاً لبيع المفروشات غاليري ، وتناوبا على تولي مسؤولية العمل الحزبي فيها 2 .

عام 1963 عاد الرفيق داود إلى الوطن، اقترن من الرفيقة إميلي درغام، وبعد تمضية أشهر عاد مجدّداً مع عروسه إلى فنزويلا. ومجدّداً أصرّ الأمين منير أن يقطن الرفيق داود وعروسه في منزله إلى أن يتمّ له الانتقال إلى منزل آخر.

عام 1969 وكانت الأحوال الاقتصادية قد ساءت في بونتوفيجو، انتقل الأمين منير إلى مدينة مراكاي فيما استمرّ الرفيق داود في بونتوفيجو، إلا أنهما كانا في المكانين، شريكين تامين، يتعاونان بملء الثقة، حتى أنهما عندما قرّرا قسمة العمل، قبيل عودة الأمين منير إلى الوطن عام 1982 وطلب الرفيق داود وكان يتولى المسؤولية المالية أن يقوما بجردة حسابية، رفض الأمين منير وأجابه بتساؤل: أنت وأنا بدنا نعمل حساب؟

هذا ما يرويه الرفيق داود أبو عنق عن شراكته مع الأمين منير، مؤكداً أنه لا يذكر أنهما اختلفا مرة واحدة، أو شكّ أحدهما بالآخر، بل كان التفاهم مطلقاً، والثقة تامة ومتبادلة، طوال السنوات التي كانا فيها شريكين في عمل واحد، في كراكاس، ثم في بونتوفيجو وفي مراكاي.

هذا إن دلّ على شيء فعلى أنّ القوميين الاجتماعيين، إن تحلوا بالأخلاق الجديدة، أمكنهم أن يعملوا تجارياً معاً وأن يؤسّسوا أعمالاً ناجحة، وأن يحققوا في المال ما يحققوه من وحدة قومية اجتماعية في العراك والقتال والاستشهاد.

الأمين عبدالله قبرصي الذي عرف بدوره الأمين منير الشعار، وكان غادر إلى فنزويلا بعد الثورة الانقلابية واستقرّ فيها، نشر مقالة له عن الأمين الشعار في جريدة «الديار» بتاريخ 1/2/2000 نقتطف منها ما يلي:

«كنت قد تعرّفت إليه وهو سجين في سجن القلعة، لاشتراكه في ثورة 1949، عندما قرأت في الصحف أنه فاز بجائزة لمقالة أدبية كتبها في سجنه. ما إن أخلي سبيله حتى هرعتُ إلى عيناب، لأتعرّف إليه.

وسافر إلى فنزويلا.

«وشاءت الصدف أن أتوجه إليها عن طريق الأردن، بعد أن استطعت الإفلات من الاعتقال بأعجوبة، لأني كنت قد تواريت عن الأنظار فارّاً من المظالم لا من العدالة سنة 1962.

لم يطل بي المقام في كراكاس – عاصمة البلاد في المرحلة الأولى، لأني كنت أقصد جزيرة كوراساو حيث كان يقيم والدي.

كان ذلك سنة 1963.

«عملت في جزيرة كوراساو مديراً لشركة «نوش» طوال عشرة أشهر، شعرت من بعدها أني طائر في غير سربه، وإني لا أصلح مديراً لهذه الشركة، فكتبت إلى رفقائي في كراكاس، وكنت قد تعرّفت إلى بعضهم، فهبوا للنجدة، وأرسلوا لي قراراً موقعاً منهم جميعاً أن يقدّموا لي جميع ما أحتاج إليه، وأن يقوموا بإجراء المعاملات اللازمة لاستقدامي بترخيص مسبق من الدوائر المختصة.

«كان وصولي أو بالأحرى عودتي إلى العاصمة الفنزويلية في تشرين الثاني من سنة 1964، كان الأمين منير الشعار يتولى مسؤولية مفوض عام الحزب في فنزويلا. مفوض عام، يعني رئيس الحزب في المنطقة، مرتبط إدارياً بمركز الحزب في الوطن. تلاقينا حيث كان مركز عمله في بونتوفيجو شريكاً مع رفيق مناضل ملتحق بتنظيم جورج عبد المسيح، داود أبو عنق لا يزال حياً يرزق ومقيم في لبنان 3 .

«هناك أدركت أنّ الأمين منير الشعار قائد في المدينة وجوارها ومعروف باسم «الرئيس» لأنه كان رئيساً لنادي المنطقة، إلى جانب كونه مفوضاً عاماً للحزب.

«الأمين منير، عندما تريد أن تصفه، لا تجد إلا كلمتين: رجل الفكر الهادئ! عائلته مؤلفة من زوجته وثلاث بنات، بيت كرم ومحبة وأخلاق.

«ما شعرت أني غريب، فالأمين منير قومي اجتماعي حتى العظم، وعن معرفة وعلم وقناعة. قلت له إني في فنزويلا عاطل عن العمل، فلماذا لا يفوّض إليّ إدارة الحزب، على أن أكون نائباً له، لا أن أحلّ محله، فرحب بارتياح.

«كان يعرف بالطبع أني أول نائب زعيم وأول عميد إذاعة وأني شغلت سنوات عديدة مركز رئيس المجلس الأعلى، فسلّمني صلاحياته بفرح. لم أتجاوز هذه الصلاحيات ولم أهتمّ لعمل إلا بعد الاتفاق معه على الأقلّ هاتفياً.

ويضيف الأمين قبرصي: «انطلقت أُنشئ الفروع، وأقوّي الفروع القائمة، وأجمع المواطنين حول الحزب. ولقد حققت بالتعاون مع الأمين منير، نجاحات في رص الصفوف القومية الاجتماعية ثم إطلاقها تبشيراً أو نمواً.

«كان أهمّ ما حققناه أننا أنشأنا نوادي سورية لبنانية ـ عربية، ودخلنا لنكون فيها القادة والموجهين. ثم من أهمّ ما حققناه هو عقد مؤتمر عام للقوميين، تلاقى فيه على ما أذكر 167 قومياً. ووضعت أنا نظامه وترأسته مع المفوض العام، فاجتمع وتوزع القوميون إلى لجان مع مواضيع يتدارسونها ويقدّمون من خلال دراساتهم وحوارهم توصيات نرفعها إلى قيادة الحزب. استمرّ المؤتمر نهاراً كاملاً. وفي الختام، جرى اجتماع عام عرضتُ فيه، واقفاً إلى جانب المفوض العام، التوصيات».

وعن هذا المؤتمر يفيد الأمين عادل الشعار الذي كان أقام لفترة طويلة في فنزويلا وتولى فيها مسؤوليات حزبية، منها مسؤولية مندوب مركزي، «أنّ إضراباً عن الطعام للأسرى القوميين الاجتماعيين في لبنان المحكومين بالإعدام بعد الثورة الانقلابية 1961 تلازم مع عقد المؤتمر، فكان أن تقرّر ان يتوجه ما يزيد على ثلاثين قومياً اجتماعياً للاعتصام في السفارة اللبنانية في كراكاس، والطلب إلى القائم بالأعمال إرسال برقية كانت أعدّت في المؤتمر، إلى رئيس الجمهورية اللواء فؤاد شهاب يحذرونه فيها من سوء المعاملة التي يتعرّض لها القوميون الاجتماعيون الأسرى، ومن تنفيذ أحكام الإعدام. وقد نفذ القائم بالأعمال، بعد أخذ وردّ، ما طلب منه.

«جدير بالذكر أنه صدف أن كان معظم الرفقاء المعتصمين وجميعهم من الكيان اللبناني من الطائفة المسيحية، كأنهم بذلك رغبوا أن يردّوا على الأكذوبة الكبرى التي كانت تنشرها أجهزة المكتب الثاني من أنّ القوميين الاجتماعيين أعداء للبنان، وقد أطلقوا النار على الأرزة اللبنانية في مبنى وزارة الدفاع».

وفي لقاء مع الأمين عبدالله قبرصي بتاريخ 27/11/2003 يقول: «كان الأمين منير الشعار مثلاً أعلى للقوميين الاجتماعيين، قد لا تجد مثيلاً له كلّ مئة سنة مرة. مثالي. أديب. خطيب مفوّه بالعربية كما بالإسبانية، التي كان يخطب فيها كأنه وُلد وترعرع في فنزويلا، مطلقاً أفكاراً جديدة وعميقة، ومقيّماً أحوال البلاد تقييماً علمياً مما كان يجعله يلاقي الاستحسان والتقدير من الجميع، وخاصة رجال الفكر».

من الممارسات النضالية غير المعروفة عن الأمين منير الشعار أنه كان ضالعاً في المقاومة الوطنية التي اندلعت إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان. عنها يحدث نسيبه الأمين عادل الشعار فيقول: «عام 1982 إبان الاحتلال الإسرائيلي وخلال أيامه الأولى اجتمع في منزل الأمين سليم ملاعب في بلدة بيصور المناضلة: الأمناء شكيب أبو مصلح، منير الشعار، محمد العريضي، رفيق الحلبي العريضي وعادل الشعار والرفيقان الشهيد رياض صادق وأمين أديب. وبعد استعراض سليم ملاعب لإيجاد ذريعة لهذا الاجتماع خوفاً من الجواسيس الكثر آنذاك، طرحنا هذا السؤال، ماذا على القوميين أن يفعلوا تحت الاحتلال؟ وكان القرار الخطير:

البدء بالمقاومة

رفع معنويات الشعب الذي فوجئ بجيش العدو في عقر داره.

وانقسم المجتمعون إلى ثلاثة لجان، الأمين منير مسؤول لجنة التخطيط لعمليات المقاومة، الأمين محمد العريضي مسؤول لجنة رفع معنويات الشعب، والأمين عادل الشعار مسؤول لجنة التسلح بالاشتراك مع الشهيد رياض صادق. وكلف الأمين عادل الشعار بالاتصال بحضرة المنفذ العام لتبليغه قرار القوميين تحت الاحتلال، وجرت أول عملية عند كوع عين عنوب، بتخطيط من الأمين منير الشعار والأمين رفيق الحلبي والشهيد رياض صادق، وتلاها عملية في «عيناب» ما زال منفذها حياً حتى اليوم، مهما ادّعى سوانا هذا الفخر.

والجدير بالذكر أنّ الأمين عادل الشعار رأى بأمّ عينه لائحة بأسماء القوميين في مركز المخابرات الإسرائيلية على أثر اعتقاله بسبب حادث مقاوم في أول شملان، حيث قتل سائق كميون إسرائيلي برصاص مقاوم أعدّته لجنة المقاومة. ويضيف الأمين عادل: «كان الأمين منير الشعار سكوتاً لا يتبجّح بما يفعل، كان كلّ همّه أن يرضي ضميره القومي الاجتماعي. أحبّه أخصامه كما أحبّه رفقاؤه. السجن والتعذيب كانا من أسباب مرضه السرطاني الذي بدأ بساعده حيث تلقى ضربة في أعقاب سلاح حربي من يد جندي من بلادي، سامحه الله ونردّد شكراً كما قال سعاده».

قلنا إنّ الأمين منير عاد إلى الوطن عام 1982 إلا أنّ الاجتياح الإسرائيلي، ثم تعرّض شقيقه سمير للاغتيال من قبل قوى محلية في المنطقة، فيما كان الأمين منير هو المقصود بالاغتيال، جعله يغادر مجدّداً إلى فنزويلا، حيت اشترى مزرعة في محيط بلدة «بوكونو» منطقة في محيط مدينة بونتوفيجو واستمرّ فيها لمدة سنتين عاد بعدها نهائياً إلى الوطن، ليتابع نضاله الحزبي عضواً في المحكمة الحزبية العليا، ثم عضواً في المجلس الأعلى.

داهم الداء العضال الأمين منير بعد فترة قصيرة من انتخابه عضواً في المجلس الأعلى. وبعد صراع مرير مع الداء الخبيث لفظ أنفاسه الأخيرة عام 1989 ليقيم له الحزب مأتماً حاشداً في بلدته عيناب.

بطاقة شخصية

الأب: سعيد قاسم الشعار كان صيدلياً، يملك صيدلية «الاتحاد» في بلدة رياق .

الأم: كاتبة خطار الشعار.

مواليد عيناب عام 1923.

اقترن من السيدة لطيفة شمس الدين عام 1955 ورزق منها ثلاث بنات:

نورا: متأهّلة من السيد فؤاد الشعار ومقيمة في مراكيبو فنزويلا .

لينا: متأهّلة من الدكتور جهاد عفيف صعب ومقيمة في الشويفات.

ريما: متأهّلة من القاضي الأستاذ عفيف الحكيم ومقيمة في عيناب.

معلومات

كان للحزب حضوره المشعّ في بلدة عيناب، الذي يصحّ ان يُكتب تاريخها، وان يُضاء على رفقاء من الاوائل منها، امثال سليم خوري وسليم زيدان، اللذين كان لهم نضالهم وتضحياتهم.

هذا ما نسعى إليه، ونأمل ان ينضمّ رفقاء من عيناب، اولهم الأمين عادل الشعار الى حمل مسؤولية موضوع تاريخ الحزب في عيناب، فلا يضيع.

في كتابه «حوار مع الذاكرة» ص26 ينشر الأمين غسان عز الدين ما كان ورد في احد أعداد جريدة «النهار» عام 1967 تحت عنوان: «مغترب عائد يحسب نفسه هابطاً في مطار «اسرائيل»:

«بعد غياب أكثر من ثلاث عشرة سنة عاد المغترب اللبناني منير الشعار الى لبنان ليفاجأ بأنه شخص غير مرغوب فيه وبأنه عليه «مغادرة أرض لبنان على اول طائرة».

ومنير الشعار مغترب في فنزويلا توصل بعصاميته الى مركز تجاري مرموق، وتمكّن بسمعته الطيبة وأخلاقه وإخلاصه لوطنه من ترؤس «النادي اللبناني في فنزويلا» الذي يضمّ أكثر من خمسة آلاف لبناني مغترب.

ولمنير الشعار في لبنان والدان عجوزان جاوز الوالد الخامسة والثمانين والوالدة قاربت السبعين. وكانا كلاهما يقفان على شرفة مطار بيروت بانتظار ولدهما الذي غادرهما قبل ثلاثة عشر سنة.

ووصل الابن العائد، وبدلاً من ان يستقبله والداه بادره رجال الامن العام بالقول: «عد من حيث أتيت، انت شخص خطر».

وظنّ منير الشعار رئيس النادي اللبناني أنه في مطار «اسرائيل» وأجاب على الفور: «أنا لبناني، من لبنان، ولدت في لبنان، تربّيت فيه، وغادرته منذ ثلاث عشرة سنة، ولي ملء الحق بأن أعود لأرى اهلي وأتنشق هواء وطني، فما هو السبب في معاملتي كعدو!».

ولم يعطه احد الجواب بل اكتفى رجال الأمن بسوقه الى مركز الأمن العام في بيروت حيث بقي عشر ساعات، ثم أعيد الى مطار بيروت حيث كرّروا له الكلام نفسه، «عد من حيث اتيت.. انت شخص خطر وغير مرغوب فيه».

ووضع منير الشعار في الطائرة «وشُحن» الى عمّان.

وأرسلت الجالية اللبنانية في فنزويلا برقيات احتجاج الى رئيس الجمهورية وبعض الصحف مستنكرة ما لاقاه رئيس ناديها «الذي عمل من أجل لبنان ورفع شأنه في اوساط المهجر».

وجدير بالذكر انّ منير الشعار قومي اجتماعي منذ ان غادر لبنان ايّ قبل ثلاث عشر سنة».

كان الامين منير الشعار خطيباً مفوّهاً باللغتين العربية والاسبانية، اديباً وشاعراً، وتزخر صحف الحزب بمقالات أدبية له وقصائد.

يفيد الأمين عادل الشعار انّ الأمين منير درّس في العام 1947 في اللاذقية، ومن تلامذته عبد الحليم خدام.

ويروي انّ مدير سجن القلعة حيث كان الأمين منير محكوماً إثر الثورة القومية الاجتماعية الاولى، واسمه احمد الحجار، قال لأحد الرفقاء عندما اتى يطلب زيارة الأمين منير في السجن: «بتستحي تقول عنه حضرة الأمين الجزيل الاحترام؟

ويضيف: كان الأمين منير محط تقدير واحترام كبيرين، ليس فقط من قبل رفقائه الأسرى، أنما لدى جميع أفراد قوى الامن، والسجناء، وكان الجميع يتوجهون إليه بحضرة الامين».

من شعره

مرحباً يا تموز

مرحباً بك يا تموز، فأنا مشوق الى انفاسك اللاهبة.

أحبك يا تموز رغم حرك الشديد

وانتظر قدومك يا تموز رغم العرق المتصبّب من جسمي الضعيف

اقدّسك يا تموز رغم شمسك اللاذعة ولياليك المؤرقة الساخنة

ففي تلافيفك خير وشرّ

ولكن خيرك أكثر من شرك

نسماتك تلفح وجه السماء فتنقشع الغيوم القاتمة السوداء

وشمسك تعانق السنابل فتعطرها

وتهب رياحك الحارة يا تموز فترتعش بواسق الأشجار، وتسقط بعض الثمار.

ثمار ناضجة شهية تسقط على أرض بلادي الطيبة فتروي جفاف التربة بعصيرها الزكي المعطاء.

وتنبت بذورها من قلب الأديم اخضراراً فتياً يهب القوة والحياة والأمل للارض وساكنيها، وللأرواح المرفرفة على من فيها.

وتُسقِط ايضاً يا تموز ثماراً فاسدة، تنهشها الديدان، ويعشش في لبّها السوس وتفسد الجو برائحتها المقيتة.

تُسقِطها رياحك يا تموز ويطمرها عبارك في تربة ناقمة عليها، فيفطس سوسُها ويهلك دودها، وتختفي رائحتها،

وتريح الانوف من نتنها، والعيون من منظرها، والبستان الجميل من شرورها

مرحباً بك يا تموز، فانا مشوق الى انفاسك اللاهبة

في انوارك آمال للنفوس، وفي حرارتك شفاء للقلوب، وفي قسوتك خلاص لثمار الغد

كن ما شئت يا تموز ولكن عليك بالثمار، ثمار بلادي سلط عليها عينك اللاهبة،

وانضج منها الخير الصحيح، وهيّئ للبذور النقية ارضاً عطرة دافئةً، وجواً صالحاً هادئاً

واما الثمار العفنة

واما البذور الفاسدة فلا ترحمها ايها الشهر المبارك

لقد طغى خطرها وتفاقم شرها وتعب الهواء من رائحتها وعجزت الجذور عن اطعامها، وانحنت الأغصان من ثقلها

عليك بها يا تموز، يا رمز العطاء والنضوج

ولن ننسى فضلك الكثير.

هوامش

1 – سليم ماضي: شقيق الرفيق نخلة ماضي، والرفيقة المناضلة المرحومة عايدة عازوري عقيلة الرفيق الراحل سليم عازوري ووالدة الرفيقة الراحلة ماغي غسان مطر، الرفيقين أنطون وفداء عازوري والمواطنة غادة .

2 – تعاقب الأمين منير الشعار والرفيق داود أبو عنق على تولي مسؤولية مدير مديرية بونتوفيجو، ورئاسة النادي اللبناني فيها، الذي كان الرفقاء يسيطرون عليه. على صعيد النادي تولى الأمين منير رئاسته على مدى 11 سنة، والرفيق داود على مدى 7 سنوات.

3 – ينفي الرفيق داود أبو عنق أنه انتظم يوماً مع التنظيم الذي عرف باسم «عبد المسيح»، ويضيف أنّ الأمين منير الشعار، عندما حصل الانقسام الحزبي عام 1957، كان من المدافعين عن المؤسسات، وعمل دائماً لعدم إفساح المجال للتفرقة بين الرفقاء، والرفيق ابو عنق كان عاد نهائياً الى الوطن مستقراً في جلّ الديب وكنت اتردّد لزيارته. لمن يرغب الاطلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى