نفط ليبيا ثمناً لمحاربة «داعش» والقضاء عليه

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الأوضاع الليبية مشيرة إلى أن الفوز في معركة تحرير سرت لن يحرّر البلاد من خطر الإرهاب.

وجاء في المقال: على خلفية الأحداث التي تدور بشكل رئيس على الجبهة السورية لمحاربة الإرهاب الدولي. بقيت الأنباء عن ليبيا في الظلّ. بيد أن جبهة أخرى لمحاربة الإرهاب اندلعت في هذ البلد الغارق في الفوضى والتسيب منذ إطاحة معمر القذافي.

باراك أوباما، اضطر إلى هذه الخطوة، من دون الرجوع إلى الكونغرس لمناقشة إطارها الزمني وأهدافها، ليس فقط لتوجيه ضربة قوية إلى معقل «داعش» في ليبيا وتعزيز موقف حكومة السراج كحكومة رسمية في ليبيا، لا بل، وبحسب المحلل السياسي فينيان كانينغهام، لأنه بسبب خسارته أمام روسيا في سورية، قرّر قصف ليبيا. ومع ذلك، لا يمكن الحديث عن القضاء التام على «داعش» في ليبيا رغم فقدانه مواقعه الرئيسة في ليبيا بعد القضاء على مواقعه في مدينة درنة في الربيع الماضي. فبعد خسارة سرت انتشر أنصار «داعش» الذين بقوا على قيد الحياة في جميع أنحاء ليبيا. لذلك، ليس مستبعداً أن يوجّهوا ضربات محدّدة إلى الوحدات والمفارز العسكرية الصغيرة، ومهاجمة المواقع النفطية. وبالذات من أجل السيطرة على تجارة النفط ستشتد المعارك في ليبيا.

إلى ذلك، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، استناداً إلى صور ومقاطع فيديو نشرها البنتاغون، بأن القوات الأميركية تستخدم مادة الفوسفور الأبيض السامة المحرّمة دولياً في حربها ضدّ «داعش» في العراق. وأصدرت الصحيفة تقريراً أشارت فيه إلى أن وزارة الدفاع الأميركية نشرت على موقعها الرسمي صورة، تظهر أن المدفعية الأميركية تستخدم قنابل الفوسفور الأبيض من عيار 155 ميلليمتراً في العراق.

وأضافت الصحيفة أن تعليق البنتاغون في شأن الحالات، التي تستخدم فيها هذه المادة الحارقة المحظور استخدامها بموجب القانون الدولي، إلا في مناطق خالية من الناس، غير كاف ويثير تساؤلات.

ونقلت الصحيفة عن الكولونيل جون دوريان، المتحدّث بِاسم قوات التحالف الدولي، قوله أن ذخائر الفوسفور الأبيض تستخدم حصراً لأغراض رسم العلامات المميِّزة والمراقبة وتشكيل الساتر الدخاني بهدف التمويه، في مناطق لا يوجد فيها الناس، مع الالتزام الكامل بقوانين الحرب.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: الصراع على النفط سيكون على أشدّه في ليبيا

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى الأوضاع الليبية مشيرة إلى أن الفوز في معركة تحرير سرت لن يحرّر البلاد من خطر الإرهاب.

وجاء في المقال: على خلفية الأحداث التي تدور بشكل رئيس على الجبهة السورية لمحاربة الإرهاب الدولي. بقيت الأنباء عن ليبيا في الظلّ. بيد أن جبهة أخرى لمحاربة الإرهاب اندلعت في هذ البلد الغارق في الفوضى والتسيب منذ إطاحة معمر القذافي.

وقد أثمرت محاربة «داعش» عن إعلان الممثل الشخصي للسكرتير العام للأمم المتحدة مارتن كيبلر في مجلس الأمن الدولي أن القوات المسلحة الموالية للحكومة الرسمية تمكنت من دحر قوات «داعش» الأساسية في ليبيا، وهي تستعد لإنهاء مهمتها قريباً.

والجدير ذكره أن العمليات الحربية ضدّ الجهاديين بدأت قبل سنة في 12 أيار، حوّلت سرت وضواحيها إلى معقل استراتيجي مهم لـ«داعش». وبعد شهر من بدء هذه العمليات، وصلت إلى مشارف المدينة الجماعات المسلّحة من طرابلس ومصراتة ومدن أخرى. علماً أن عدداً من هذه الجماعات هي نفسها إسلاموية ولكنها إما «أكثر اعتدالاً كالإخوان المسلمين أو أكثر تطرفاً كالسلفيين، الذين لا يرغبون بإطاعة «داعش» القادم من الخارج».

وقد تمكّنت هذه الجماعات خلال تلك المعارك من تحرير الميناء البحري والمطار وقاعدة جوية وتدمير مصنع إنتاج المواد المتفجرة، ولكنها لم تتمكن من التقدم نحو مركز المدينة نتيجة المقاومة التي أبداها مسلحو «داعش»، البالغ عددهم وفق تقديرات مختلفة 3 إلى 6 آلاف مسلح.

وتقع سرت على تقاطع طرق الاتصالات الرئيسة، التي تربط شرق ليبيا بغربها ومناطقها الجنوبية الصحراوية الغنية بالنفط والغاز بالساحل. لذلك، فإن السيطرة على موانئ تصدير النفط التي ترتبط بجنوب البلاد بواسطة أنابيب ضخ النفط، سمحت لمسلّحي «داعش»، ليس فقط بحياة رغيدة بفضل تهريب النفط، وابتزاز السكان والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. بل أصبحت سرت المكان الذي يؤوي مسلّحي «داعش» المنسحبين من سورية.

لقد تكبّدت القوات الموالية لحكومة فايز السراج خسائر كبيرة في معركة سرت تقدر بـ500 قتيل ومن ألفَي إلى ثلاثة آلاف جريح، ما اضطرها إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة. وحدّدت غارات طائرات القوة الجوية الأميركية على مواقع «داعش» التي بدأت يوم 1 آب الماضي، وانضمام القوات الأميركية والبريطانية الخاصة إلى هذه العمليات، المنتصر في معارك سرت.

غير أن باراك أوباما اضطر إلى هذه الخطوة من دون الرجوع إلى الكونغرس لمناقشة إطارها الزمني وأهدافها، ليس فقط لتوجيه ضربة قوية إلى معقل «داعش» في ليبيا وتعزيز موقف حكومة السراج كحكومة رسمية في ليبيا، لا بل، وبحسب المحلل السياسي فينيان كانينغهام، لأنه بسبب خسارته أمام روسيا في سورية، قرّر قصف ليبيا.

ومع ذلك، لا يمكن الحديث عن القضاء التام على «داعش» في ليبيا رغم فقدانه مواقعه الرئيسة في ليبيا بعد القضاء على مواقعه في مدينة درنة في الربيع الماضي. فبعد خسارة سرت انتشر أنصار «داعش» الذين بقوا على قيد الحياة في جميع أنحاء ليبيا. لذلك، ليس مستبعداً أن يوجّهوا ضربات محدّدة إلى الوحدات والمفارز العسكرية الصغيرة، ومهاجمة المواقع النفطية. وبالذات من أجل السيطرة على تجارة النفط ستشتد المعارك في ليبيا.

وعملياً، فقد بدأت هذه المعارك. إذ قبل يوم واحد من دحر «داعش» في سرت، تمكنت القوات الليبية التي يقودها قائد الجيش الوطني الجنرال خليفة حفتر من فرض سيطرتها على الموانئ النفطية التي يطلق عليها الهلال النفطي: رأس لانوف والسدرة.

واستناداً إلى الخطط الطموحة لمؤسسة النفط الوطنية، سيتم رفع حجم الإنتاج اليومي من 290 ألف برميل إلى 600 ألف، وبعد شهر إلى مليون برميل تقريباً كان إنتاج ليبيا من النفط لغاية عام 2011 يتراوح بين 1.5 و1.6 مليون برميل يومياً . ومن المنتظر أن تصبح المعارك على أشدّها في نهاية السنة. والآن بعدما سيطر حفتر على واردات النفط ينبغي علينا انتظار ردود حازمة من أعدائه.

إن الصراع على النفط سيكون بين برلمان طبرق وحكومة طرابلس وبين القوى التي تقف وراءها المملكة السعودية، الكويت، قطر، تركيا، مصر، الجزائر والدول الغربية. فإذا تمكن حفتر الذي يسعى إلى لعب دور دكتاتور ليبيا الجديد من حماية ولو على جزء من النفط، فإن موقفه سيُعزّز جداً.

وشكلياً، يقف برلمان طبرق إلى جانب حفتر ويعدُّه زعيمه العسكري، لا سيما أن لا قوة عسكرية لا بأس بها لديه، رغم أنها غير كافية لفرض النظام في البلاد. وإضافة إلى هذا، لحفتر صفة شرعية لأنه مدعوم من برلمان طبرق الذي تعترف به الأمم المتحدة رسمياً.

هذا، وكان من المفترض أن يحصل الجنرال حفتر، الذي يسعى إلى إقامة نظام علماني في ليبيا ويحارب المتطرّفين بمختلف أنواعهم، على دعم العرب ومساندتهم. لكن الدول الغربية قرّرت دعم نظام طرابلس الذي يتألف أساساً من الإسلامويين وبعض الشخصيات البغيضة مثل عبد الحكيم بلحاج مؤسس الحركة الإسلامية التي بدأت التمرّد ضدّ القذافي عام 2011.

«إندبندنت»: ملامح صراع جديد بين السعودية ومعارضي «الوهابية»

مطلع أيلول الجاري، عُقد في العاصمة الشيشانية غروزني مؤتمر إسلاميّ جمع عدداً كبيراً من رجال الدين والشخصيات الإسلامية السنّية أبرزهم شيخ الأزهر أحمد الطيب. المؤتمر الذي غاب عن الإعلام العربي حضر في الإعلام الغربي الذي وضعه في مواجهة «الوهابية» ومن خلفها المملكة العربية السعودية.

وقال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إنها المرّة الأولى التي تتعرّض فيه السعودية لهجوم من قبل الزعماء «السنّة» الذين اجتمع مئتان منهم في غروزني وأصدروا مقرّرات تحدّد المسلمين السنّة بأتباع المذاهب الأربعة الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي مستثنية «الوهابية» و«السلفية».

ولفت فيسك إلى أن اللقاء اللافت في غروزني والذي تجاهلته وسائل الإعلام في العالم لأسباب غير معروفة، قد يحمل في طيّاته مفاجآت أكبر من هول الحرب في سورية. مشيراً إلى أن بيان المؤتمر الذي على ما يبدو يلقى تأييد بوتين، هو أقصى ما ما وصل إليه رجال الدين السنّة في اتجاه تكفير السعوديين. علماً أن البيان لم يأتِ على ذكر المملكة.

ورأى فيسك في بيان المؤتمر إساءة صاعقة للدولة التي تنفق ملايين الدولارات سنوياً على آلاف الجوامع والمدارس الوهابية ورجال الدين الوهابيين حول العالم. مشيراً إلى أن حضور شيخ الأزهر على وجه التحديد في غروزني أثار حفيظة السعوديين الذين ضخّوا ملايين الدولارات في الاقتصاد المصري بعد الانقلاب العسكري للسيسي منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وسجّلت غروزني حضور الكويت وليبيا والأردن والسودان، إضافة إلى مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر حسون.

ولفت إلى غياب أيّ دور رسميّ لأبو ظبي في المؤتمر علماً أن سياستها المناهضة للتطرّف معروفة جيداً في العالم العربي، لكنه أشار في المقابل إلى الروابط الوثيقة التي تجمع بين المضيف الرسمي للمؤتمر الأخير وهو رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف ووليّ عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

بيد أن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تحدّثت عن دور للإمارات من خلال رعاية مؤسسة إسلامية إماراتية للمؤتمر، واستشرفت الصحيفة الأميركية صراعاً جديداً على خلفية ما وصفته بالخلاف الفقهي بين المسلمين السنّة.

وقالت الصحيفة إن الخلاف قد يؤدّي إلى انقسام سياسيّ آخر في المنطقة، نتيجة المؤتمر الغامض الذي لم يُدعَ إليه ممثلون عن المؤسسة الدينية السعودية والتيار السلفي الأوسع نطاقاً، مشيرة إلى أن النفوذ الروسي الجديد في الشرق الأوسط مكّن قديروف من جلب بعض أبرز وأشهر شخصيّات العالم الإسلامي لحضور المؤتمر.

«وول ستريت جورنال» أضافت أنه مع ورود الأنباء عن مقرّرات غروزني إلى المنطقة والتي تبرّأ منها بعض المشاركين الأساسيين منذ التوصّل إليه، أثارت هذه المحاولة لتكفير السعودية، كما كان متوقّعاً، احتجاج الملك السعودي وملايين المسلمين السلفيين في سائر العالم.

«واشنطن بوست»: الجيش الأميركي يستخدم سلاحاً محرّماً دولياً في العراق

أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، استناداً إلى صور ومقاطع فيديو نشرها البنتاغون، بأن القوات الأميركية تستخدم مادة الفوسفور الأبيض السامة المحرّمة دولياً في حربها ضدّ «داعش» في العراق.

وأصدرت الصحيفة تقريراً أشارت فيه إلى أن وزارة الدفاع الأميركية نشرت على موقعها الرسمي صورة، تظهر أن المدفعية الأميركية تستخدم قنابل الفوسفور الأبيض من عيار 155 ميلليمتراً في العراق.

وأضافت الصحيفة أن تعليق البنتاغون في شأن الحالات، التي تستخدم فيها هذه المادة الحارقة المحظور استخدامها بموجب القانون الدولي، إلا في مناطق خالية من الناس، غير كاف ويثير تساؤلات.

ونقلت الصحيفة عن الكولونيل جون دوريان، المتحدّث بِاسم قوات التحالف الدولي، قوله أن ذخائر الفوسفور الأبيض تستخدم حصراً لأغراض رسم العلامات المميِّزة والمراقبة وتشكيل الساتر الدخاني بهدف التمويه، في مناطق لا يوجد فيها الناس، مع الالتزام الكامل بقوانين الحرب.

وأضاف المتحدّث أن القوات الأميركية تتخذ مسبقاً جميع الإجراءات اللازمة للتقليل من خطر استهداف المدنيين والأهداف المدنية.

ولم يجب المتحدث عن سؤال من الصحيفة حول ما إذا كانت القوات الأميركية قصفت مواقع لمسلّحي «داعش» بقنابل الفوسفور، وما إذا طاول القصف مناطق مأهولة، وكم مرّة استُخدمت هذه المادة.

وأوضح دوريان أن الصورة، التي دفعت الصحيفة إلى نشر التقرير، تظهر استخدام المدفعية الأميركية قنابلَ الفوسفور الأبيض بهدف مراقبة هجوم المقاتلين الأكراد على مواقع لمسلّحي «داعش» على ضفة نهر الزاب الكبير شمال العراق.

تجدر الإشارة إلى أن المادة الثالثة من اتفاقية جنيف، التي تتعلّق بأسلحة تقليدية معيّنة، تحظر استخدام الأسلحة الحارقة، بما فيها الفوسفور الأبيض، ضدّ الأهداف المدنية، كما تحدّ من استخدامها ضدّ الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تمركز المدنيين، إلا أن ذلك ينطبق على القنابل التي تسقطها الطائرات، لا تلك المقذوفة من المدافع.

واعترفت الولايات المتحدة رسمياً في عام 2004 باستخدام قواتها قنابل الفسفور الأبيض أثناء عملية عسكرية في محيط مدينة الفلوجة في العراق.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: موسكو وواشنطن تركّزان القوات قبل المعارك الحاسمة

تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية استعدادات واشنطن لتحرير الموصل، وروسيا لتحرير حلب وحقول النفط والغاز من الإرهابيين مشيرة إلى استمرار التنافس بينهما بعد انهيار الهدنة في سورية.

وجاء في المقال: يستمرّ تنافس القوة بين روسيا والولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد انهيار اتفاق الهدنة في سورية. ويظهر هذا التنافس بوضوح في تعزيز وجودهما العسكري في المنطقة وتوسيع العمليات القتالية ضدّ «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

وتشير وسائل الاعلام إلى تكثيف الهجمات الجوية لطائرات القوة الجوّ ـ فضائية الروسية، والتحضير لاستقبال الطراد الثقيل حامل الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» على الشواطئ السورية. أما الولايات المتحدة فتعزّز وجودها العسكري في العراق لتحرير مدينة الموصل من قبض «داعش».

ومن الصعب التكهّن بنتائج هذه العمليات، ولكن يلاحظ تعزيز القوة العسكرية البشرية والمعدّات الحربية. وتنقل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن البنتاغون طلب إرسال 500 عسكري بشكل إضافيّ إلى العراق، الأمر الضروري لتركيز القوات لاقتحام الموصل، التي احتلها «داعش» في حزيران 2014. ومن اللافت أن القيادة الأميركية تتحدّث منذ سنة عن تحرير الموصل، ولكن البنتاغون لم يبدأ بتركيز قواته في المنطقة إلا مع مطلع الخريف الحالي لتحرير المدينة.

وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة أوفدت بداية أيلول الجاري نحو 400 عسكري أميركي إلى العراق. وإذا تمت تلبية طلب البنتاغون، فإن تعداد القوات الأميركية في العراق سيبلغ زهاء 5 آلاف عسكري.

وبحسب الرواية الرسمية للبيت الأبيض، لن تشارك هذه القوات في العمليات القتالية، لأن مهمتها استشارية فقط. ولكن سبق الإعلان عن وجود أفراد القوات الأميركية الخاصة في صفوف الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية، الذين أمكن بفضلهم تحقيق انتصارات محلية على «داعش»، حيث أعلن رسمياً عن محاصرة الشرقاط يوم الأربعاء 21 أيلول الجاري بدعم من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وتحريرها تماماً في اليوم التالي. ومن المعلوم أن القوات التركية استخدمت هذا التكتيك في شمال سورية، حيث لعب الطيران الحربي دوراً مهماً فيه.

من جانب آخر، واستناداً إلى ما نشرته لجنة الانتخابات المركزية الروسية ، لا يقل تعداد القوات الروسية عن ذلك كثيراً. وهذا يشمل طياري الطائرات والمروحيات وعمال الصيانة والشرطة العسكرية ووحدات مشاة البحرية والقوات الخاصة والذين يؤمّنون وصول المساعدات الإنسانية. وتتعاون هذه المجموعات مع القوات البحرية المرابطة في شرق البحر الأبيض المتوسط. وبحسب قول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يرابط في البحر ما لا يقل عن ستّ سفن حربية وثلاث إلى أربع سفن إمداد من مختلف الأساطيل الروسية. وإن تعزيز هذه المجموعة البحرية بالطراد الثقيل «الأميرال كوزنيتسوف» سيرفع من إمكانيات روسيا في محاربة «داعش». فالطراد يحمل ما لا يقل عن 20 طائرة مقاتلة من طراز «سوخوي 33» و«ميغ 29 كا»، وأكثر من 15 مروحية سفنٍ متعدّدة الأغراض من نوع «كا 27» ومروحيتَي رادار من نوع «كا 31». وإضافة إلى هذا زوّد الطراد بـ12 صاروخاً من نوع «غرانيت» ومنظومتَي دفاع جوّي وإلكتروني.

يقول الأميرال فياتشيسلاف بوبوف إن الطراد «الأميرال كوزنيتسوف» يمكنه تنفيذ مهمات حربية مختلفة في شرق البحر الأبيض المتوسط: الاستكشاف، الدفاع ضدّ التغطية الجوّية، الحماية من الغواصات وتوجيه ضربات صاروخية إلى الأهداف المحدّدة.

هذا، وبعد انهيار الهدنة بدأت قوات الحكومة السورية الهجوم المضادّ على مواقع عدة، حيث هاجمت مواقع «المتمرّدين» في جنوب حلب وفي حمص والغوطة الشرقية وحماة. وبحسب معلومات غير مؤكدة تناقلتها وسائل الاعلام الغربية، أطلقت السفن الحربية الروسية ثلاثة صواريخ مجنحة أصابت مقار الإرهابيين غرب حلب.

«إيزفستيا»: التواصل مع الناخبين ساعد «روسيا الموحّدة» في الحصول على الغالبية

نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية، تقريراً تطرّقت فيه إلى انتخابات مجلس النواب الروسي الدوما ، وأشارت إلى تأكيد الخبراء أن التواصل مع المواطنين وتجديد الحزب أصبحا مفتاحاً لفوزه في الانتخابات.

وجاء في التقرير: في اليوم الموحّد للتصويت في الثامن عشر من أيلول، أعرب ما يزيد عن نصف الروس، الذين جاؤوا إلى مراكز الاقتراع، عن موافقتهم على نهج رئيس البلاد، وأيدوا حزب «روسيا الموحّدة» في انتخابات نواب مجلس النواب الروسي الدوما في دورته السابعة. ومع أن لجنة الانتخابات المركزية ستُجْمِل نتائج التصويت النهائية في نهاية الأسبوع، فمما لا شك فيه أن «روسيا الموحّدة» استعاد الغالبية الدستورية في البرلمان، والتي فقدها في انتخابات عام 2011. ووفقاً لتقرير وكالة الاتصالات السياسية والاقتصادية، والذي أعدّته في ضوء نتائج الانتخابات، فإن العامل الحاسم في تعزيز مواقع الحزب كان التواصل الفعال مع الناخبين.

لقد كانت حملة عام 2016 الانتخابية ضخمة. فإضافة إلى الانتخابات البرلمانية هذه السنة، انتخب الروس مجالس تشريعية إقليمية في 39 كياناً إدارياً، وفي سبعة كيانات ـ حاكمين لسبع مقاطعات. وأُجريت كل هذه الانتخابات في جو من الغموض المتوقع بسبب الإصلاح السياسي الجدي الذي أُجري بهدف رفع مستوى التنافسية، والشفافية، والقانونية في العملية الانتخابية في روسيا، كما جاء في التقرير المذكور الذي حصلت عليه إيزفستيا . ووفق رأي رئيس الوكالة دميتري أورلوف، فإن السبب الرئيس لفوز الروس الموحدين هو انعطافهم نحو الحوار المباشر مع الناخبين.

وقال دميتري أورلوف إن عوامل التواصل في الغالب هي التي حسمت الفوز لمصلحة «روسيا الموحّدة». وإن حملة 2016 الانتخابية نفسها هي الحصيلة الكبرى للتواصل مع الناخبين. وأضاف أن إجراء الانتخابات بالنظام المختلط تم انتخاب 225 نائباً بواسطة القوائم الحزبية و225 عبر دوائر المقعد الواحد يفترض تواصلاً أكثر وثوقاً مع جمهور الناخبين.

ولفت أورلوف إلى أن برنامج روسيا الموحدة الانتخابي تم إعداده اعتماداً على الاقتراحات التي جرى جمعها في إطار اللقاءات والمحافل المتعدّدة، التي ضمّت الكوادر المختصة في مجالات محدّدة مثل: الطب، الصناعة، التجارة وغيرها.

وأضاف أورلوف أن هؤلاء المختصين، وبالمعنى الحرفي للكلمة، توجهوا إلى أفنية البيوت والتقوا المواطنين ودرسوا همومهم وناقشوا متطلباتهم، ما شكل عاملاً مهماً في تحقيق الانتصار البرلماني لحزب «روسيا الموحّدة».

كذلك، فإن ما تميّزت بها نتائج انتخاب البرلمان الروسي في دورته السابعة، الحدّ من تأثير الحزب الشيوعي الروسي. ويعتقد أورلوف أن السبب يكمن في أن الشيوعيين تخلوا عن مبدأ الدعاية من الباب إلى الباب وتنازلوا عنه لحزب «روسيا الموحّدة». وبدلاً من ذلك حصروا جهدهم في معارضة السلطة الحاكمة. وكما نرى، إن شبكة دعايتهم ضعفت وإن النشاط التواصلي مع المواطنين قد خفّ. ولعل السبب، بحسب أورلوف، يكمن في كبر سنّ المحرّضين الشيوعيين القدامى وتنحّيهم، من دون أن يحلّ مكانهم أناس جدد مستعدّون للدعاية في أطار فكرهم الأيديولوجي.

والنتائج الأخيرة، ولكن ليست النهائية للانتخابات النيابية الروسية، كشفت أن «روسيا الموحدة» كسب 105 مقاعد إضافية، في حين خسر الحزب الشيوعي 50 مقعداً، والحزب الليبرالي الديمقراطي 17 مقعداً بينما خسر حزب «روسيا العادلة» 41 مقعداً.

المحلل السياسي والبروفسور في جامعة مدرسة الاقتصاد العليا أوليغ ماتفييتشيف يعتقد أن الاستناد إلى الحوار المباشر مع المواطن كان أحد الأجزاء المهمة في نجاح الحزب في الانتخابات، ولكنه ليس العامل الرئيس برأيه. فالعامل الرئيس للنجاح يكمن في أن الرئيس بوتين دعم حزب الغالبية مشدداً على أنه حزبه.

ويقول البروفسور ماتفييتشيف إن الأهم هو ألا نخادع أنفسنا، ويجب علينا إدراك أن أساس حملة الحزب وفكرتها الرئيسة هو حزب بوتين.

والرئيس بوتين قال يوم 21/09/2016 إن هذه الانتخابات أظهرت أننا نردّ على الضغط الخارجي والتهديدات برصّ الصفوف حول القائد.

ولفت الخبير إلى تنافس برنامجين خلال الحملة الانتخابية ـ الداخلي والدولي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى