ماذا يجري في حلب: هدنة أم مصالحة أم حسم؟

علي رضا

مع اختلاف قواعد الاشتباك في الحرب السورية والتصعيد الأميركي، الأخير، في دير الزور وتصريحات الخارجية الروسية والأميركية وتغيير مخطط اللعب في الشمال السوري تحديداً في مدينة حلب، التي أطلق عليها البعض «بيضة القبان»، أما البعض الآخر، فأطلق عليها «أم المعارك». ولا يختلف اثنان على تعقيدات المشهد العسكري والسياسي فيها.

هدنة منتهية الصلاحية مع وقف التنفيذ:

عندما جرى الاتفاق الروسي – الأميركي في 14 من الشهر الحالي، كان الهدف منه فرض نظام تهدئة على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، تحديداً في حلب. في حين تمّ استثناء تنظيم «داعش» وجبهة «النصرة» و«أحرار الشام»، التي لا تزال واشنطن تصرّ على اعتبارها «معارضة معتدلة». لكن الاتفاق فشل ولم يطبّق. ولغاية اليوم، يرفض الجانب الأميركي نشر بنود الاتفاق، على الرغم من انتهاء صلاحيته وعدم الجدية في تطبيقه، على الأرض، من الطرف المدعوم أميركياً ومعبر «الكاستيلو» خير دليل.

المساعدات الإنسانية الدولية تحترق على الحدود التركية:

بعد سجال طويل على ماهية المساعدات الدولية، التي سوف تصل إلى المناطق المحاصرة، حسب الاتفاق. ودخولها من الجانب التركي، عبر طريق «حلب ـ غازي عنتاب» الدولي، عبر بوابة «أعزاز» إلى «الكاستيلو»، بعد قيام الجيش السوري بإزالة الحواجز والسواتر الترابية والاستعداد للاستقبال والتفتيش، حيث طالب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا دمشق، بأن تتعاون مع المعنين لإدخال المساعدات.

الهلال الاحمر أعلن، في وقت لاحق، عن مقتل 20 شخصاً واحتراق عشرات القوافل المحمّلة، بعد رفض المعارضات إدخال هذه المساعدات واتهام الجيش السوري بهذه الجريمة.

وللتمييز بين الحق والباطل، عرضت قناة RT الروسية «فيديو» مسجلاً عبر الأقمار الصناعية، يثبت أنّ الحادث مفتعل وليس استهدافاً، كما تحدّث الجانب الأميركي.

الرئيس السوري بشار الأسد، في لقائه مع وكالة «أسوشيتد برس»، أكد «أنّ الحكومة السورية ملتزمة تجاه الشعب السوري، من كلّ النواحي. وهي، بالطبع، لا يمكن أن تقصف تلك المساعدات».

ماذا على الأرض مصالحة أم حسم؟

مع إعلان الجيش السوري، أنّ لديه القوات الكافية لاسترجاع كامل حلب وأنه لن يسمح بإطالة الزمن، مع هذه التصريحات التي تتحدّث عن الحسم. تمّ تشكيل لجان عدة ووضعت آلية عمل للمصالحة في المدينة والأحياء، على ثلاثة أجزاء:

1 ـ تأمين الخروج الآمن، لكلّ من يريد الخروج من الأحياء الشرقية. وتقديم شروط العيش الجيد له.

2 ـ تأمين الخروج الآمن للمسلحين، الذين لا يريدون المصالحة مع الدولة، إلى خارج المحافظة.

3 ـ إذا رفض المسلحون الخروج من المناطق التي يتواجدون فيها، فالحلّ الوحيد هو الحلّ العسكري.

تبقى هذه الحلول بانتظار الفرج القريب، في الأيام المقبلة، بعد احتدام المعارك على الأرض وفتح جميع المعابر الإنسانية في مدينة حلب للجميع وفق خطة المصالحة، وسط خلاف جديد بين الروس والأميركيين على آلية العمل والتنفيذ وتوقف جميع الاتفاقيات عبر الأروقة السياسية، بانتظار التحركات الجديّة من كلّ الأطراف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى