أيام فاصلة تضع حلب بيد الدولة السورية… أو يعود التفاهم إلى الضوء الحريري يقود مشاورات للمكاشفة حول المأزق… طلباً لحلّ إنقاذي

كتب المحرر السياسي

هذا الأربعاء يوم حاسم في المنطقة، لكنه ليس يوماً لبنانياً للمفاجآت، رغم أنه موعد لاستحقاق لبناني مقرّر سلفاً بالصدفة، هو انعقاد جلسة جديدة مكرّرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد عامين ونصف العام من الفراغ، والمنطقة ستشهد الأربعاء تحوّلاً حاسماً في الحرب السورية، يضع بداية التغيير العسكري الميداني في وضع مدينة حلب أو يضع التفاهم الروسي الأميركي على طريق التنفيذ من بوابة مجلس الأمن. هذا ما قاله مصدر واسع الاطلاع لـ «البناء» ليل أمس، تعليقاً على تزامن التصعيد السياسي والعسكري حول سورية مع عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت وبدئه جولة من اللقاءات افتتحها بعشاء إلى مائدة النائب والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، واستطرد المصدر بالقول، عدم حدوث مفاجأة رئاسية الأربعاء في لبنان لا يعني أنّ الطريق مقفل أمامها، بل يعني أنّ الحاجة هي للمزيد من الوقت لإنضاج الأمور نحو الحلول، التي لا بدّ أن تستوحي مما يجري في المنطقة عبثية الانتظار.

السكة سالكة يقول المصدر لـ «البناء» في لبنان وفي سورية نحو لحظات مفصلية، وربما يكون الوضوح حول ما يجري في لبنان أكثر منه حول ما سيجري في سورية، رغم أنّ التحوّل السوري سيكون سابقاً في موعده، وسوف تقرّره الساعات الثماني والأربعون المقبلة، بين اقتناع الأميركيين وحلفائهم بالعودة إلى أحكام التفاهم القائم على الحلّ السياسي بين الحكومة ومعارضة لا تضمّ ولا تقدّم الغطاء لجبهة النصرة، لتنتقل الحرب بثقلها وبشراكة الجميع لمواجهة تنظيم داعش وجبهة النصرة، أو سيكون المشهد العسكري في حلب قاسياً وفوق التوقع حتى تضع الدولة السورية يدها على كامل أحياء المدينة وضواحيها وتؤمّن ظهرها عسكرياً، طالما تعذّر تأمينه سياسياً للتفرّغ للحرب على النصرة وداعش.

السكة سالكة للتحوّلات، بعد سنوات من الحسابات والاختبارات التي استهلكت أوراقاً وخيارات، وأسقطت أوهاماً ورهانات، لكنها تبدو اليوم قد دخلت مرحلة النضوج، نحو الرسو على الحلول الواقعية، حيث لا جدوى من المكابرة والعناد اللذين يعطلان الحلول على الآخر، لكنهما لا يصنعان حلولاً لصاحبهما، بينما الواقعية تتيح حلولاً تمنح كلّ فريق الأساسيات التي لا قدرة له على التخلي عنها، وتأخذ منه التنازلات التي يتحمّل تقديمها دون السقوط، طالما تعذّر الحصول على كلّ شيء، ومعلوم بالنسبة لسورية ما هي الأساسيات التي لا تستطيع واشنطن وموسكو أن تتخليا عنها، والتنازلات التي تتحمّلانها. وقد جاء التفاهم ثمرة لهذا القياس الدقيق لمعنى منتصف الطريق، كما هو معلوم في لبنان ما هو منتصف الطريق الذي يبدو أنّ كلّ طرف بات يدرك لملاقاته ما عليه فعله ليسهل على الفريق الآخر ملاقاته بالمثل لصناعة التسوية التي طال انتظارها.

على إيقاع هذه القراءة ينظر المصدر لعودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، وللزيارات التي بدأها ببنشعي، حيث التقى النائب سليمان فرنجية، ويكملها اليوم بلقاء كلّ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وفقاً لما هو متداول، والمشاورات الحريرية، ليست ترفاً سياسياً ولا استعراضاً إعلامياً لملء وقت ضائع، كما يراها المصدر، بل مكاشفة للحلفاء والزعماء بالمأزق والطريق المسدود، الذي لم تفلح المحاولات المتعدّدة بكسر جموده، ولا بفتح كوة في جداره، ولا يفيد في مقاربته التمسك بخيارات مهما كانت صحيحة، لكنها لم تثبت أنها بحجم التوقعات على قدرتها في خلط الأوراق وإحداث الاختراق المنشود، ليطلب مِن كلّ مَن يلتقيهم المساعدة في تقديم أفكار يمكن أن تحقق تقدّماً نحو حلّ توافقي مبدياً انفتاحه، من موقعه وما يمثل ومصالح كتلته على أيّ حلّ من هذا النوع بلا فيتو مسبق. وهذا يعني، وفقاً للمصدر، أنّ السكة سالكة، صحيح ليس لهذا الأربعاء، لكن ربما لأربعاء أو لثلاثاء مقبلين وليسا ببعيدين.

لقاء الحريري – فرنجية

كسر لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية الليلي في بنشعي الجمود على صعيد الملف الرئاسي، رغم غياب المؤشرات والمعطيات الجدية لقرب انتخاب الرئيس، لكن غياب أي تصريح من الجانبين يزيد ضبابية المشهد عشية الجلسة الـ45 لانتخاب الرئيس في 28 الشهر الحالي.

وإذ لم ترشح أي معلومات عن اللقاء، رفضت مصادر المجتمعين الحديث عن أجوائه وتفاصيله. وشارك في اللقاء مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري ونجل رئيس تيار المرده طوني فرنجية ووزير الثقافة ريمون عريجي والوزير السابق يوسف سعادة.

ومن المتوقع أن يستكمل الحريري حراكه الرئاسي اليوم بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.

أجواء حريرية إيجابية تجاه عون

وتحدثت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ «البناء» عن أجواء حريرية إيجابية على صعيد موقف تيار المستقبل من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً مختلفة عن المرات السابقة، مشيرة الى أن نفي تيار المستقبل لأي تقدم إيجابي من الحريري تجاه عون لا يعبر عن حقيقة الواقع. وتفضل المصادر عدم الدخول في تفاصيل هذا التطور وانتظار ما سيقدّمه الحريري خلال لقاءاته واتصالاته ومواقفه، لافتة الى أن قيادة التيار تسير في خطة التحرك الشعبي في الشارع بالتوازي مع أي مفاوضات يجريها الحريري، وإن حصل تطور إيجابي، فهذا يوفر على البلد الكثير من الخسائر وإن لم يحصل فلن يغير لا بموقفنا ولا بتحركاتنا ولا بالنتائج التي ستترتب على عدم الاعتراف بحقوقنا، كطرف أساسي في الوطن والتركيبة اللبنانية».

ولم تؤكد المصادر أو تنفي حصول لقاء بين العماد عون والحريري في الأيام أو الساعات المقبلة، معتبرة أن «اللقاء ليس أهم من نتائج الاتصالات والمفاوضات التي تجري والذي سيأتي اللقاء نتيجة لها».

العونيون ينتظرون صفارة الانطلاق

وتوضح المصادر أن عون ينتظر الـ24 ساعة المقبلة التي تفصلنا عن موعد جلسة 28 أيلول لإعطاء صفارة الانطلاق للقواعد التي تستكمل استعداداتها الى الشارع. وفضلت المصادر عدم الحديث عن تفاصيل التحرك الذي سيكون مفاجئاً وفي أكثر من منطقة، كاشفة أن كل الاحتمالات واردة في التصعيد من ضمنها استقالة وزراء التكتل من الحكومة ونواب التكتل من المجلس النيابي».

بري قطب الرحى في إنتاج الحل

وقالت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن جلسة 28 يكتفنها الغموض الملتبس حتى الآن، مستبعدة أن تشهد الجلسة زلزالاً سياسياً، مضيفة: إن اتخاذ القرار لانتخاب الرئيس في هذه اللحظة فإنه يحتاج الى مقدمات واضحة ويجب أن تسبقه إشارات وتحديداً من السعودية، وبالتالي الجلسة لن تشهد تحولاً، وخصوصاً أن اجتماع كتلة المستقبل اليوم سيبحث هذا الأمر.

وعن تذرع تيار المستقبل بموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري لرفض العماد عون في الرئاسة الأولى، اعتبرت المصادر أن هذا الأمر تقاذف كرات لإحراج الرئيس بري والهروب الى الأمام، مشددة على أن «بري هو قطب الرحى بموضوع إنتاج تفاهمات حول السلة، ورفضها هو العلة وطاولة الحوار تشهد من عطّل الحلول».

وعن الجلسات التشريعية استغربت المصادر موقف التيار الوطني الحر منها، معتبرة أن التيار يقول إن المجلس النيابي الحالي قانوني، وقائم لكنه غير شرعي، لكن في حال انتخب عون أو أي رئيس آخر هل يصبح المجلس شرعياً؟

وترى المصادر أن صورة المشهد الرئاسي غير مكتملة وضبابية والحديث عن اقتراب انتخاب الرئيس غير واقعي، ونقلت المصادر عن بري قوله إنه «لا يرى المؤشرات التي تدل على انتخاب الرئيس اليوم أو غداً، فهو يبني على المعطيات لا التحليلات والتأويلات، وانتخاب الرئيس يحتاج الى مقدمات وتفاهمات وحوارات وخارطة طريق ورسم للأحجام والأوزان ولم يحصل منها شيء».

قانصو: على القوى السياسية فتح آفاق جديدة للحوار

وأشار رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو الى أنّ لبنان يقع تحت تأثير التحديات التي تواجه المنطقة عموماً، وسورية على وجه الخصوص، ما يفرض على القوى السياسية اللبنانية كلّها أن تؤدّي دوراً من أجل خلق بيئة داخلية تخرق الانسداد السياسي وتفتح آفاقاً جديدة للحوار، تؤدّي إلى خطوات جادّة باتجاه إنجاز الاستحقاقات وتفعيل الحكومة والمجلس النيابي وسائر المؤسسات، لتتحمّل مسؤولياتها في إدارة شؤون البلد والناس، بموازاة إنتاج قانون جديد للانتخابات النيابية.

وأشار قانصو خلال استقباله وفداً من العلاقات العامة في مؤسسة العرفان إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها لا يسهّلون الوصول إلى حلول سياسية في سورية، لا بل يوفرون الغطاء السياسي العلني للمجموعات الإرهابية، والدعم الضمني لهذه المجموعات على كلّ المستويات، محذراً من أنّ استمرار دعم الإرهاب يفاقم التصعيد ويجعل الأمور أكثر تعقيداً، لذلك، نعوّل على الميدان ومعادلاته، وهناك إنجازات مهمة حققها الجيش السوري وحلفاؤه، خصوصاً في مدينة حلب، ومناطق سورية أخرى.

لا دعوة لجلسة حكومية

على الصعيد الحكومي، لم يدعُ رئيس الحكومة تمام سلام حتى الآن الى جلسة لمجلس الوزراء المتوقع انعقادها الخميس المقبل، وسيكون ملف التعيينات العسكرية بنداً رئيسياً على جدول أعمالها، حيث بات قرار التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي محسوماً بحسب وزير الدفاع سمير مقبل، في حال عدم انعقاد الجلسة أو تعذر التعيين، بينما بقي مصير رئيس الأركان مجهولاً بانتظار الدراسة القانونية التي يعدها مقبل الذي التقى الرئيس سلام في السراي الحكومي وبحث معه الملف.

وقال وزير داخلية سابق لـ «البناء» إن «استدعاء رئيس الأركان الحالي وليد سلمان من الاحتياط مخالف للقانون وأي دراسة قانونية لن تبرّر أي مخرج قانوني لاستدعائه من الاحتياط، والوضع مختلف عن التمديد لقائد الجيش.

وأكدت مصادر في تكتل التغير والاصلاح لـ «البناء» أن وزراء التكتل سيقاطعون الجلسة إن حصلت ولا قرار بالحضور حتى الآن، بانتظار ما ستفضي اليه الاتصالات مع رئيس الحكومة.

الحكم غيابياً بالإعدام على المولوي ومنصور

على صعيد آخر أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد خليل ابراهيم حكماً غيابياً على الارهابيين شادي المولوي وجلال منصور بالإعدام بتهمة تأليف عصابات مسلحة واستهداف مراكز الجيش اللبناني بالمتفجرات والتسبب بقتل احد العسكريين.

ولفت الحكم إلى أن «ملف المولوي يحوي على 6 متهمين من بينهم «اسامة منصور الذي كان قد قتل سابقاً، القاصر «و.د.» الذي تمت إحالته إلى محكمة الأحداث، ورائد الحسين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى