يازجي: نحن شعب يأبى الخروج من أرضه وأن يُعطى دروساً في الديمقراطيّات

ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر يازجي، في إطار زيارته رومانيا، قدّاساً في دير بوتنا، في حضور شعبي لافت غصّت به ساحة الدير. عاونه في الخدمة متروبوليت مولدوفا وبوكوفينا ورئيس أساقفة ياش المطران ثيوفان، ورئيس الأساقفة بيمن، ورؤساء كهنة من الكنيسة الرومانيّة، ومن الوفد المرافق متروبوليت بغداد والكويت وتوابعهما غطاس هزيم والأسقف قيس صادق.

وشارك في القدّاس رئيس الدير الأب ملكي صادق ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة.

وتخلّل القدّاس سيامة الأب حنانيا كاهناً، والأب سيرافيم شمّاساً وكلاهما من الأخويّة الرهبانية للدير.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك عظة شدّد فيها على عمق العلاقة التي تربط الكنيستين الأنطاكيّة والرومانيّة، وعلى أهميّة الحياة الرهبانية. وقال: «أنطاكية الآباء الأوّلين هي ذاتها أنطاكية الشهادة المسيحيّة في عالم اليوم. نحن في قلب المسيحيّة المشرقيّة التي شتلها الرب قبل ألفي عام. أنطاكية الروح هي ذاتها أنطاكية الشهادة وأنطاكية الشعب الأبيّ الراسخ في إيمان أجداده. في كنيسة أنطاكية لا تأسرنا متحفيّة التاريخ بقدر ما تجذبنا حميّة الإيمان».

أضاف: «اليوم كنيسة أنطاكية تدفع كغيرها ثمن الإرهاب والتكفير والخطف والتهجير واستباحة المقدسات والأديار. هنالك تهجير للمسيحيين ولغيرهم من الشرق، وهناك محاولة لوأد البشريّة وقِيمها في الأرض التي أطلقت إلى الدنيا بشارة يسوع المسيح. هناك مطارنة تُختطف وكهنة ورهبان وشعب يهجّر، وقرى تُستهدف لمجرّد كونها من ذاك اللون الطائفي أو من غيره. أما آنَ للعالم أن يستفيق؟ لقد مضى على مطرانيّ حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي أكثر من ثلاث سنوات من الخطف الجائر. إنّ ما يجري في سورية من إرهاب وتكفير أعمى لا يمتّ للبشرية بصِلة، وهو استرخاص للبشريّة في سوق المصالح والسياسات. نحن شعب يأبى الخروج من أرضه، ويأبى أيضاً أن يُعطى دروساً في الديمقراطيّات وحقوق الإنسان عندما تسخّر تلك وتُمتطى للفتك بالإنسانية وبأمن الشعوب وسلامها. والمسيحيّة في الشرق لم تكن يوماً دخيلة عليه، هي من قلبه ومن كيانه. يكفيها إرهاباً طالها وطال غيرها».

يُذكر أنّ البطريرك غرس في اليوم السابق في دير بوتنا شجرة على نيّة السلام في سورية والاستقرار في لبنان، وخير الشعب الروماني وسلام العالم أجمع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى