واشنطن تهدِّد موسكو بتعليق الاتفاقات ما لم تتوقّف معركة حلب

أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، أن وزير الخارجية، جون كيري، أبلغ نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أن واشنطن على استعداد لتعليق اتفاقها الثنائي مع موسكو، حول سورية، ما لم تتخذ روسيا خطوات فورية لإنهاء الهجوم على حلب، واستعادة اتفاق وقف الأعمال العدائية.

وقال كيربي، في بيان، أن كيري حمّل روسيا، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع لافروف، أمس، مسؤولية استخدام القنابل الحارقة والذخائر العنقودية، في الأحياء السكنية في سورية.

من ناحيتها، أوضحت الخارجية الروسية، أن لافروف لفت إنتباه كيري، إلى أن عددا من فصائل المعارضة المسلحة، لا ترفض الهدنة فحسب، بل وتتحد مع تنظيم «جبهة النصرة».

أضافت: إن لافروف وكيري، أعربا عن قلقهما العميق إزاء الوضع في سورية. وناقشا ضرورة تسوية الوضع في حلب، عبر العودة لمبادئ الاتفاقيات المشتركة.

في غضون ذلك، أكد مصدر دبلوماسي روسي، أن الاتصالات الروسية – الأميركية مستمرة، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.

وقال المصدر، ردا على ما أعلنه ممثل الخارجية الأميركية، مارك تونر، بأنه لم تجر، منذ يوم الجمعة الماضي، أي مشاورات مع الجانب الروسي، بالقول: إن الاتصالات مع الجانب الأميركي حول التسوية السياسية في سورية، لم تنقطع.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، أن باريس توزع، حاليا، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار حول وقف إطلاق النار في حلب السورية. مؤكدا، أن «فرنسا تبذل كل الجهود الممكنة، الرامية لتعبئة المجتمع الدولي بأسره»، لوقف الحرب في سورية.

واعتبر الوزير، في كلمة ألقاها أمام المجلس الوطني الفرنسي، أمس، أن جميع الأطراف، التي لن تصوت لصالح تبني القرار، ستكون ضالعة في جرائم الحرب بسورية.

وفي السياق، قال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير، إن باريس أعدت النص، الذي ترغب في مناقشته مع بريطانيا والولايات المتحدة، قبل تقديمه للروس، في أقرب وقت ممكن. وقال: الفكرة ليست «الفيتو» الروسي، لكن الدخول في مناقشة ملائمة معهم بشأن إنهاء العنف والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووضع آلية لفرض وقف إطلاق النار.

أضاف: إن لم ينضموا إلينا، لن نشعر بتأنيب الضمير في رفع القضية إلى مجلس الأمن، حتى لو كان ذلك يعني استخدام «فيتو» روسي.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، إن هؤلاء الذين يستخدمون «أسلحة أكثر تدميرا» في سورية، يرتكبون جرائم حرب وإن الوضع في حلب أسوأ من مجازر.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، أنّ ما تحقق نتيجة المحادثات الأميركية الروسية، حول تسوية الأزمة السورية، نجاح دبلوماسي كبير، محمّلاً، في نفس الوقت، موسكو مسؤولية فشل اتفاق الهدنة، الذي نتج عن المحادثات مع واشنطن. معتبرا أنّ روسيا لم تنفذ ما تمّ الاتفاق عليه.

وأعرب جنتيلوني عن أمله في أن يكون «التفكير السليم سيد الموقف»، وباستئناف المفاوضات، التي يمكن لروسيا أن تلعب فيها دوراً مهما مثل السابق، كما قال.

جاء ذلك في وقت، دعا فيه بابا الفاتيكان، فرانسيس، جميع أطراف النزاع السوري، إلى «بذل الجهود كافة، بغية حماية المدنيين» في مدينة حلب. معرباً عن قلقه الشديد مما يجري في المدينة السورية، قائلا «أتلقى أنباء دراماتيكية عن وضع سكان حلب، الذين أشعر بنفسي بمعاناتهم وأصلي من أجلهم».

أضاف: «أتوجه إلى ضمير المسؤولين عن القصف، إلى مَن سيقف غدا أمام الله»، مذكراً المجتمع الدولي بالتزاماته تقديم مساعدة لسكان حلب.

هذه التصريحات الغربية، جاءت بالتزامن مع كشف فارس البيوش، قائد ما يسمى «الفرقة الشمالية»، المنضوية مؤخراً تحت «جيش إدلب الحر»، في تصريح لوكالة «رويترز»، أنّ دولاً أجنبية منحت مقاتلي المعارضة كميات ممتازة من راجمات صواريخ «غراد»، يصل مداها إلى 22 و40 كلم. وأنّ هذه الراجمات، ستستخدم في جبهات القتال بحلب وحماة والمنطقة الساحلية.

وأوضح البيوش: أنّ طراز الصواريخ الذي حصلت عليه المعارضة المسلّحة، لم يكن متوافراً لديها من قبل. وأنّ هذا الأمر، حصل ردا على الهجوم الكبير، الذي تدعمه روسيا، في مدينة حلب.

وعن الكلام حول إمداد المسلّحين بمضادات للطائرات، قال البيوش: «لا مؤشر، حتى الآن، على أنه سيتم تزويد مقاتلي المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات».

وكان شريط «فيديو» نشر على موقع «يوتيوب»، منذ يومين، أظهر مسلحين مما يسمى «الجيش السوري الحر» وهم يطلقون نيران راجمات «غراد» على مواقع الجيش السوري، في مخيم حندرات شمال حلب.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري على بلدتي حوش نصري والفارة، في الأطراف الشمالية الشرقية لمزارع دوما، في الغوطة الشرقية لدمشق.

وبالإضافة إلى سيطرته على جبهة رحبة الإشارة «533» في بلدة الريحان، منذ يومين، فإن الموقع الاستراتيجي الذي يتوسط ثلاثة مواقع هامة تل كردي، الريحان، حوش نصري أصبح تحت سيطرة الجيش، وباتت منطقة معامل تل كردي، تحت السيطرة النارية للجيش السوري، ما يمهد لتقدم آخر وتوسيع نطاق سيطرة الجيش، في الغوطة الشرقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى