أديسيات

يُحكى أن رجلاً اشترى كبشاً قبل موعد عيد الأضحى بأشهر عدّة وأحضره للبيت. كان الكبش جميلاً صحيحاً فأحبّه أولاد الرجل وصاروا يلاعبونه ويدللونه ويعاملونه كفردٍ من أفراد العائلة، وسمّوه «أبو قرون» لجمال قرنيه.

عاش الخروف في كنف هذه العائلة أجمل أيام حياته، يستيقظ في موعد استيقاظهم ويشاركهم مائدة الفطور، ويلعب مع الأولاد في حديقة المنزل ويشاركهم الغداء والعشاء، ويشاهد معهم التلفاز ويتسامر معهم في سهراتهم ويشاركهم في حواراتهم. لا بل أصبح يُدلي بدلوه في الشؤون السياسية والاقتصادية وأحوال المنطقة.

وهكذا، أصبح «أبو قرون» أحد أفراد العائلة.

قبل يومين من عيد الأضحى، استيقظ كلّ من في المنزل في الصباح الباكر على صوت بكاء الخروف ونحيبه، فركضوا هلعين ليتبيّنوا سبب هذا البكاء. سأله ربّ الأسرة: «ما بك؟».

أجابه الخروف: «عيد الأضحى بعد يومين وكلّ الجيران في الحيّ أحضروا كبش العيد إلّا نحن!».

تذكّرتُ هذه القصة عندما استرجعت في ذاكرتي صورة العاهل الأردني وهو يتأبط ذراع زوجته في مسيرة التضامُن مع ضحايا مجزرة صحيفة «شارلي إيبدو» في فرنسا.

أما ما ذكّرني بهذه المسيرة، فهو ما رأيتُ من هذه القرون وهي تُناطح دفاعاً عن «الذات الإلهية» وتقتصّ ممن اعتَبَرته قد مسّ بهذه «الذات».

فهل كان يعرف «أبو قرون» الغاضب هُنا، ما كانت تنشُره تلك الصحيفة هناك؟

وهل اعتقدَ «عاهل الموك» أنه أصبح فعلاً أحد أفراد العائلة؟

إن عيد الأضحى لناظره قريب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى