عودة الروح إلى انتخابات الصوت الواحد 1970

يكتبها الياس عشي

تاريخ الانتخابات الرئاسية في لبنان تاريخ حافل بالتسويات الإقليمية والدولية والمحلية، فبشارة الخوري عَبَرَ إلى القصر الرئاسي بڤيزا إنكليزية 1943 ، وتكرّر المشهد مع كميل شمعون بالڤيزا نفسها 1952 ، بينما فؤاد شهاب صار رئيساً بدعم من الرئيس جمال عبد الناصر 1958 ، وشارل حلو بمباركة من الڤاتيكان 1964 ، والياس سركيس بدعم سورية الموجودة على الأرض اللبنانية بعد ان اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية بعام واحد 1976 ، وبشير الجميّل انتخبته الدبابات الإسرائيلية 1982 ، وكذلك أخوه أمين 1982 ، وبعده رينيه معوض 1989 ، والياس الهراوي 1989 وإميل لحود 1998 برضى ومباركة سورية، وكان آخر الواصلين إلى القصر الرئاسي ميشال سليمان باتفاق قادته الدوحة 2008 .

الرئيس الوحيد الذي انتخب بعيداً عن التدخلات العربية والإقليمية والدولية هو الرئيس سليمان فرنجية الذي خاض مع حلفائه حرباً قاسية مع الشهابية المتمثلة بالمكتب الثاني وحاكم البنك المركزي الياس سركيس، وذلك بفوز فرنجية على سركيس بأغلبية صوت واحد. حدث ذلك سنة 1970.

اليوم ماذا يجري؟

كلّ المؤشرات تدلّ وهذا رأيي الشخصي على أحد أمرين:

الأمر الأول: أنّ المسيحيين يمسكون بأيدي بعضهم البعض لسحب «الكرسي» من تحتهم، والسقوط في الهاوية، وتعويد اللبنانيين على أن يعيشوا ببلد لا رئيس ولا رأس له، طالما أنّ الرئيس صار كساعة الأوميغا التي «لا تقدّم ولا تؤخر». المطلوب من القادة اللبنانيين، إلى أيّ طائفة أو حزب انتموا، أن يعوا حجم المؤامرة على لبنان وسورية والعراق والعالم العربي برمته، ويستشرفوا، ولو لمرة واحدة، المستقبل الذي ينتظر أبناءهم.

الأمر الثاني: الذهاب إلى انتخابات شبيهة بانتخابات 1970، فيتقمّص ميشال عون شخصية الياس سركيس، وسليمان فرنجية شخصية جدّه سليمان، وليربح من يربح. عندها تتبلور الحياة السياسية في لبنان حول فريقين: فريقٍ رابح يحكم، وفريق خاسر يعارض، وتنتهي الكذبة الكبرى المسمّاة بـ8 آذار و 14 آذار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى