«اللقاء الديمقراطي» يعلن موقفه من الاستحقاق الرئاسي هذا الأسبوع و«الوطني الحرّ» التقى مراد و فاعليّات صيداويّة: بدّدنا الهواجس

تتواصل اللقاءات والمشاورات بين الكتل النيابيّة لحسم المواقف من الاستحقاق الرئاسي تحضيراً لجلسة الانتخاب المقرَّرة في نهاية الشهر الحالي.

وفي هذا السياق، ترأّس رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اجتماع «اللقاء» الموسَّع، في حضور المرشَّح الرئاسي النائب هنري حلو وتيمور وأصلان جنبلاط.

وناقش المجتمعون اللقاء الخطوات والاتصالات الجارية في خصوص الانتخابات الرئاسيّة، على أن يُعقد اجتماع آخر الأسبوع المقبل لاتّخاذ الموقف النهائي في ما يتعلّق بجلسة الانتخاب.

وكان جنبلاط استبق الاجتماع بتغريدة قال فيها: «اليوم جلسة تشاور للّقاء الديمقراطي العريض حول حجم الرئيس، وسيُتّخذ القرار في الأسبوع المقبل».

جولة «الوطني الحرّ»

وفي الإطار عينه، استقبل رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وفداً من الكتلة النيابيّة في التيار الوطني الحرّ، ضمّ النائبين نبيل نقولا وعبّاس هاشم، في حضور نائب رئيس الحزب أحمد مرعي وأعضاء القيادة في الحزب هشام طبارة وطلال خانكان.

وتمّ خلال اللقاء، البحث في «المستجدّات السياسيّة، وضرورة الخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان ومن معضلة الفراغ الرئاسي لانتظام عمل المؤسسات الدستورية اللبنانيّة»، ووضع الوفد الوزير مراد وقيادة الحزب في الأجواء التي رافقت ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهوريّة والتفاهمات السياسيّة التي جرت تسهيلاً لهذا الاستحقاق الدستوري.

بعد اللقاء، أعرب نقولا عن تقديره لمراد وقال: «وضعناه في جو الانتخابات الرئاسيّة وأخذنا رأيه بالمرحلة المقبلة، وتمنّينا عليه في المرحلة المقبلة التعاون معنا لخدمة المجتمع اللبناني والشباب اللبناني، وكلّنا نعرف دوره في هذا الأمر».

أمّا مراد، فقال: «نحن سعداء بزيارة الدكتور نبيل نقولا وعباس هاشم موفدين من العماد ميشال عون، وقد تشاورنا بما هو مطلوب بالمرحلة المقبلة. من دون شك، إنّ الأوضاع متردّية في لبنان، وقد آن الأوان للخروج من الأزمة وأن يكون لدينا رئيس للجمهوريّة ورئيس للحكومة، وأن نبدأ العمل من خلال ورشة عمل لمعالجة العديد من القضايا، بخاصّة المتعلّقة بالوضع الاقتصادي المتردّي، كما يجب الاهتمام بمستقبل البلد، وشدّ الهِمم لمعالجة جذريّة للعديد من الأمور وعلى رأسها القانون الانتخابيّ الذي يعتمد النسبيّة الكاملة على صعيد لبنان دائرة واحدة في حال تعذّر ذلك وفق الدوائر الموزّعة، وأن تشكّل حكومة وحدة وطنيّة كاملة تشارك بها كلّ القوى، وأن تتكافل كلّ القوى لإيجاد حلول للمشاكل التي يعاني لبنان».

واعتبر أنّه «آن الأوان للقيام بإصلاحات اقتصاديّة واجتماعيّة وتطبيق البنود الإصلاحيّة لاتّفاق الطائف»، مؤكّداً «الدور الوطني لرئيس مجلس النوّاب نبيه برّي كأحد الضمانات الوطنيّة للاستقرار في البلاد».

كما جال وفد من التيار ضمّ النائبين زياد أسود وأمل أبو زيد على فاعليّات مدينة صيدا موفداً من عون، فزار مقرّ «الجماعة الإسلاميّة» والتقى مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود، والدكتور عبد الرحمن البزري في منزله، وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود في مكتبه.

وفي ختام الجولة، عقد أسود وأبو زيد مؤتمراً صحافيّاً في مركز التيّار في بلدة كفرجرة، أكّدا خلاله أنّ «زياراتهما فاعليات صيدا، كانت إيجابيّة وناجحة»، وقد طرحا خلالها مسألة «الملف الرئاسي، خصوصاً بعد تبنّي الرئيس الحريري ترشيح العماد عون».

من جهته، قال أبو زيد: «استكملت اليوم زيارة صيدا أنا والزميل زياد أسود بناءً على توجيهات العماد عون. قمنا بزيارة للسيدة بهيّة الحريري، والدكتور أسامة سعد، والدكتور عبد الرحمن البزري، والجماعة الإسلاميّة والشيخ ماهر حمود، وخلال هذه الزيارة شرحنا التطوّرات السياسيّة التي حصلت بالفترة الأخيرة، والوصول إلى القرار الذي اتّخذه الرئيس سعد الحريري بتبنّي ترشيح العماد عون»، معتبراً أنّ «ما حصل هو حدث مفصليّ في العمل السياسي في لبنان».

أضاف: «وضعناهم في الأجواء الصحيحة وتباحثنا معهم وبدّدنا الهواجس والتساؤلات التي كانت موجودة لدى البعض في ما يتعلّق وما حُكي عن تفاهمات حصلت، أي تفاهمات مكتوبة. وضّحنا هذه الصورة وقلنا لهم لم تحصل أيّة تفاهمات مكتوبة. صار حديث عام في الخطوط العامة حول كيفيّة الانتقال بالبلد من مرحلة إلى مرحلة بالاتفاق»، مشيراً إلى أنّ «الذي حصل يؤسّس لمرحلة مستقبليّة في العمل السياسي، خصوصاً أنّ توجّهات العماد عون في هذا الاتجاه كانت واضحة جداً».

ولفتَ إلى أنّه «كان هناك نوع، أو بعض التحفّظات عند بعض الأشخاص الذين اجتمعنا معهم في ما يتعلّق بالساحة السنيّة. أعتقد أنّنا استطعنا أن نجيب عن هذا الموضوع وصحّحنا بعض الأقاويل، أو حتى بعض الإشاعات في ما يتعلّق بالساحة السنيّة».

من جهته، أكّد الشيخ حمود «جرأة الرئيس سعد الحريري في اتخاذ قرار تبنّي ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية»، معتبراً أنّ أهميّة الاستحقاق الرئاسي «أنّه يأتي لأول مرة صناعة لبنانيّة، وأنّه يأتي بعد طول انتظار».

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لحمّود عن لقائه النائبين أبو زيد وأسود، فإنّ حمّود قال للوفد أيضاً إنّه «لا يرى خطورة أو إرباكاً في معارضة الرئيس نبيه برّي الذي يُعتبر ضابط إيقاع السياسة اللبنانيّة نحو الأفضل». وإنّه «أبدى بعض الملاحظات على التصريحات والمواقف التي يدلي بها بعض المسؤولين في التيّار الوطني الحرّ»، مشدّداً على أنّ «الحوار يجب أن يستمر قبل وبعد الاستحقاق الرئاسي».

من جهته، أكّد نائب «الجماعة الإسلاميّة» عماد الحوت، أنّ «الجماعة» غير مقتنعة بتبنّي ترشيح عون لانتخابات رئاسة الجمهوريّة، وقد حسمت خيار عدم التصويت لصالحه، وهي تدرس حاليّاً خيارات التصويت.

تصعيد ريفي

إلى ذلك، واصل وزير العدل المستقيل أشرف ريفي تحرّكه التصعيدي ضدّ ترشيح عون، وقال خلال استقباله وفوداً أمس: «سنعبّر عمّا نريد، ولن يستطيع أحد أن يكمّ أفواهنا. المحافظ رمزي نهرا ووزير الداخلية نهاد المشنوق مخطئان، إن كان المحافظ ينتمي لخطّ سياسي معيّن نحن قبلنا به ليكون بمكانه كمحافظ للدولة اللبنانيّة لا محافظاً لـ«التيّار الوطني الحرّ»، هذه طرابلس لا هو ولا غيره يمكن أن يضع يده عليها أبداً».

وكان نهرا أمر بإزالة لافتات رُفعت في طرابلس رافضةً لترشيح الحريري عون، وأشرف ميدانيّاً على تنفيذ الأمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى