بو صعب: لحكومة تجمع كلّ المكوِّنات وتتعاون مع رئيسي الجمهورية و المجلس النيابيّ

أُقيم ظهر أمس في الجامعة اللبنانيّة في الحدث – قاعة الاحتفالات، احتفال تسليم وتسلّم بين الرئيس السابق للجامعة الدكتور عدنان السيد حسين والرئيس الجديد الدكتور فؤاد أيوب، في حضور رندة برّي ممثّلة رئيس المجلس النيابيّ نبيه برّي، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممثّلاً رئيس الحكومة تمام سلام، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، وأعضاء مجلس الجامعة وعمداء الكليّات ومديري الفروع وشخصيات أكاديمية وفكرية وعسكريّة واجتماعيّة وحشد من الأساتذة والطلاب.

بداية النشيد الوطني ونشيد والجامعة عزفتهما موسيقى الجيش، فكلمة ترحيبيّة من عريف الاحتفال الدكتور أنطوان شوفاني، ثمّ تحدّث السيد حسين فقال: «نحن اليوم في مناسبة جامعية راقية، نوجّه التحية والتقدير للرئيس الجديد لجامعتنا الدكتور فؤاد أيوب، راجين له وللجامعة كلّ تقدم ونجاح، ومتضرّعين إلى الله كي يحفظ جامعتنا ولبنان».

أضاف: «وفي هذه المناسبة لا أجد مبرّراً لسرد الأعمال التي قامت بها جامعتنا، وهي بلا شكّ غنيّة ومؤثّرة في مسارها. فالتقرير السنوي الذي أنجزناه إنفاذاً لقانون الجامعة كافٍ للإجابة على مدى خمس سنوات من النضال اليوميّ. حسبنا التوقّف عند كلّ من ساهم في هذه النتائج والأعمال الجامعية بالشكر والعرفان، وبالدعوة المخلصة إلى مزيد من المتابعة لمشاريع بدأ تنفيذها، أو هي ما تزال في طور التخطيط أو التفكير».

وبعد عرض وثائقيّ عن شخصية أيّوب ومسيرته العلمية والأكاديمية، قال الأخير: «في هذه المناسبة، اسمحوا لي أوّلاً أن أعبِّر عن امتناني للتوافق الذي شكّل حالة إجماع على تعييني في منصب رئاسة الجامعة»، وتوجّه بالشكر إلى الرئيسين برّي وسلام والوزير بو صعب «على الثقة التي منحوني إيّاها. وأيضاً، أشكر كافة الفرقاء السياسيّين، ومجلس الجامعة رئيساً وأعضاء، وكلّ من وقف إلى جانبي من أهل وأصدقاء وأساتذة وطلاب وجمعيات وجهات نقابيّة، على تأييدهم لي في تحمّل هذه المسؤولية والوصول إلى هذا المنصب. وأسأل الله أن يوفّقني إلى أداء هذه الأمانة الغالية، وأن أكون عند حسن ظنّ الجميع والوطن».

أضاف: «أجد أنّ المسؤولية الملقاة على عاتقي إلى جانب أهل الجامعة هي مهمّة جسيمة، تستدعي منّي استنفار الطاقات كافة والعمل بشكل متواصل من أجل الارتقاء بالجامعة نحو الأفضل، استكمالاً للمشوار الذي بدأ به المؤسّسون والرؤساء السابقون، وكان آخرهم الرئيس الدكتور عدنان السيد حسين».

وأكّد أنّ «الجامعة اليوم، بالرغم من دورها الرائد والمحوري على صعيد التعليم العالي في لبنان، وبالرغم من التقدّم الذي حقّقته على مختلف المستويات الأكاديميّة والبحثيّة والإداريّة، إلّا أنّها تمر في ظروف صعبة لأسباب مختلفة، منها ما يتّصل بالمرحلة السياسيّة الحرجة التي تمر بها البلاد، ومنها ما يعود إلى إهمال السلطة لها، بالإضافة إلى أسباب ذاتيّة على صِلة بضعف الإمكانات المادية والإدارية المتوافرة لدى الجامعة قياساً إلى حجم المهام المطلوبة منها.

بناءً عليه، نحن نتعهّد أمام الجميع أنّنا لن ندّخر جهداً خلال المرحلة المقبلة للارتقاء بالجامعة من الواقع الذي تعيشه إلى مستوى الطموحات، ولسوف نعمل على إعادة بناء الجامعة من خلال الحرص على إعداد العنصر الأكاديمي الأفضل والمتمثّل بالطاقات التعليمية المُثلى، وعلى دعم العمل البحثي وتنويعه في مختلف المجالات، ومحاولة ربطه بالاحتياجات العملية للبلاد. هذا إلى جانب إيلاء عناية خاصة بالطالب وتوفير كلّ المقوّمات التي تساعده على الدراسة في أفضل الظروف، بوصفه الغاية من وجود الجامعة وثمرة جهودها. فضلاً عن الجهود التي سوف نبذلها في تشكيل الجهاز الإداري في الجامعة، وملء الفراغات بالطاقات المميّزة على قاعدة الكفاءة والشخص المناسب في المكان المناسب».

ودعا السياسيّين «للوقوف إلى جانب الجامعة والعمل على توفير ما تحتاج إليه من دعم مالي وموازنات، والعمل أيضاً على تحييدها عن التجاذبات والخلافات السياسيّة، وذلك على قاعدة تسخير السياسة في خدمة الجامعة، وليس تسخير الجامعة لأغراض سياسية».

وعرض العناوين العريضة لبرنامج عمله للنهوض بالجامعة.

من جهته، قال بو صعب: «اشتاقت البلاد إلى احترام المواعيد في التناوب على رئاسة المؤسسات، واشتاقت المؤسسات إلى تكريس انتقال المسؤوليات بصورة طبيعية. وها هي الجامعة اللبنانية تشكّل المثال والقدوة في احترام المواعيد، وفي تسليم المسؤوليات من رئيس سابق إلى رئيس جديد».

أضاف: «الجامعة اللبنانية كبرى المؤسسات الوطنيّة ومقلع الموارد البشرية المتمايزة، والحصن المنيع ضدّ كلّ أشكال التفرقة والتمييز، كانت منذ اليوم الأول لتسلّمي مهام وزارة التربية والتعليم العالي في رأس أولويّاتي، وسوف تبقى اليوم وغداً تحتل مساحة مهمّة في تفكيري واهتمامي. هذه المؤسسة العظيمة هي مرآة للبلاد في صورتها الجميلة، وهي الرائدة في ترسيخ احترام القوانين والأنظمة والأعراف والتقاليد الجامعية، يتسلّم مقاليد رئاستها اليوم الدكتور فؤاد أيوب من الرئيس السابق الدكتور عدنان السيد حسين الذي نشكره على جهوده في السنوات الخمس المنصرمة التي قمنا بها بالكثير من الإنجازات، وأوّلها تفريغ الأساتذة وثانيها تعيين العمداء بالأصالة حتى أصبحت الجامعة سيدة قرارها».

وتابع: «أنّ الكثير من المهام تنتظر الرئيس أيوب، ومنها ملء الشغور في مواقع ستة عمداء بلغوا سنّ التقاعد، ومتابعة ملء الشواغر في الجامعة لجهة الملاك والتفرّغ، ووضع الطاقم الإداري والفني في الموقع الملائم. إنّني أبني الآمال الكبار على الاستعدادات التي يعبّر عنها الرئيس الجديد، وإنّني متأكّد من عزمه وإرادته في تحقيق قفزة نوعيّة تهدف إلى تطوير الجامعة وتحديث مناهجها وانتقال كلياتها وأساتذتها إلى العصر الرقميّ، لكي تصبح جامعة تضيف إلى مصادر العلم أبحاثاً وتسجّل اكتشافات، وتدخل من باب الجودة إلى الترتيب العالمي الذي يليق بها».

وأشار إلى أنّ «انتخاب رئيس جديد للجمهورية بات على الأبواب، والبلاد تعيش جوّاً من عودة الأمل، لكي يتنفس المواطنون الصعداء وتتحرّك عجلة المؤسسات الدستورية، وفي هذا الجو دفع كبير لتنشيط عمل الجامعة وتسهيل مهامّها لكي تلعب دوراً بارزاً في تطوير مرافق البلاد، وتأمين أفضل الكوادر والقيادات لكي تتسلّم المسؤوليات في الدولة ومؤسساتها».

وتمنّى على «العهد الجديد: الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، أن يكون عهد دعم الجامعة اللبنانية جامعة الوطن»، داعياً إلى «إنشاء فروع للجامعة على مستوى كلّ المحافظات للتخفيف عن الطلاب عبء الانتقال والسكن في بيروت من أجل الحصول على العلم».

واعتبر أنّ «الجامعة اللبنانيّة نموذج للشراكة الوطنيّة التي تتكرّس راهناً مع الاستحقاق الرئاسي وبعده مع تشكيل حكومة جديدة تجمع كلّ المكوّنات اللبنانية، وتتعاون مع رئيس الجمهورية ومع المجلس النيابي من أجل إدارة البلاد وتعويض ما فاتها في الأزمة السياسية التي نأمل أن تكون انتهت إلى غير رجعة».

وشدّد على «ضرورة استقلاليّة الجامعة لتستطيع اتخاذ قرارات تفريغ الأساتذة من دون العودة إلى مجلس الوزراء».

على صعيدٍ آخر، اجتمع بو صعب مع بعثة صندوق النقد الدولي، وتناول البحث مشاريع وزارة التربية وكلفة التعليم، وذلك من أجل أخذ هذا الملف في الاعتبار عند وضع التقرير السنوي الذي يعدّه الصندوق حول لبنان.

ثمّ التقى سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، وعرض معها متابعة الدعم من جانب الاتحاد لمساعدة لبنان في تحمّل أعباء التربية للّبنانيّين والنازحين.

كما استقبل ممثّلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ميراي جيرار، وتناول البحث مشاريع تعليم النازحين وتوفير التمويل الدولي لزيادة أعداد الملتحقين بالمدارس الرسمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى