ماجدة الرومي في رحيل والدتها: الآن أشعر أنني كبرت

جهاد أيوب

«رحيل الأمّ أقسى ما يعانيه الإنسان في حياته»، بهذه الكلمات اختزلت الوجع حينما استقبلتنا الفنانة ماجدة الرومي ونحن نقوم صباح أمي الخميس بتقديم واجب العزاء برحيل والدتها السيدة ماري سليم لطفي، زوجة الموسيقار الراحل حليم الرومي.

قصدنا دير مار أنطونيوس في كفرشيما قبل الدفن بساعات للقيام بواجبنا تجاه فنانة قديرة لها علينا الكثير، وصديقة وفيّة تسبقنا بواجبات الدنيا في كلّ مناسباتها. ولعلمنا أن ماجدة متعلّقة بوالدتها بشكل لا يوصف، وتعتبرها أيقونتها. وسائل إعلام عدة تغطّي الحدث، يخيّم الصمت على الأهل والأصدقاء، والمحبّين، وما أن رأتنا ماجدة وقفت لترمي السلام قبل الوصول إليها، سارعت زوجة شقيقها عوض الإعلامية ريتا باستقبالنا، ثمّ حضر عوض، أصرّت ماجدة أن تبوح كي تفضفض من ألم الفراق فقالت: «للمرّة الأولى أشعر أنني كبرت، لم تكن مجرّد أمي والسلام، كانت الملاك الحارس، القصيدة والفرح والدعاء، والصديقة التي لا تشيخ، هي مصدر الفرح والعطاء الدائم، وهي حبّ ومحبّة لا ينضبان، أنا مؤمنة، لكنّني حتى البرهة لم أصدّق الرحيل».

تنهدت ماجدة، والدمعة تسبقها إلى خدّ واكب الغالية على حنان المخدّة، والقبلة الملائكية، وزادت بالكلام: «أمس دخلت إلى البيت، فوجدته أكثر من هادئ، كلّ زاوية فيه تذكّرني بها، شعرت بالخوف من رحيلها، وكأنّني افتقدتها البرهة، كانت تهتم بكلّ كبيرة وصغيرة، تخاف علينا وبالأخص أنا، لم تُشعرنا يوماً أننا كبرنا، اليوم أنا أشعر أنني أصبحت كبيرة، شعرت أن الرحم اختنقت، والعمر اختُزل، والروح مشتّتة، والدمعة أنهار. أعطتنا غماراً من الحنان والحبّ، لم نتركها كلّنا، تعذّبت في مرضها، جلست أقبّل قدميها في المستشفى، كلّ العائلة من حولها، رحلت وهي تشعر بنا، لم نفارقها لحظة، رحيل الأمّ يصدم كلّ الكيان. كانت طيّبة ومسالمة ولا تعرف الحقد. سأفتقدها كثيراً».

تركنا ماجدة تداوي دموعها بذكريات الماضي القريب، رحيل ستّ الحبايب لا يعادله حزن الكون. بِاسمي وبِاسم «البناء» والزملاء قدّمت التعازي إلى عائلة الرومي، وبالتحديد إلى الفنانة ماجدة الرومي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى