بوروشينكو: مجموعة الاتصال ستعقد اجتماعاً بمينسك في 21 الجاري

شدد قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا على ضرورة تأمين وقف دائم لإطلاق النار في منطقة النزاع شرق أوكرانيا، كما اتفقوا على مواصلة الحوار والتشاور عبر الهاتف في الفترة المقبلة.

وجاء في بيان صادر عن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيترو بوروشينكو واصلوا في مكاملة هاتفية بحث الوضع المتأزم شرقي أوكرانيا في سياق الجهود الدولية الرامية إلى تسوية النزاع الأوكراني الداخلي، وشددوا على ضرورة تأمين وقف دائم لإطلاق النار في دونباس.

وأكد الكرملين أن المتحاورين أشاروا إلى أهمية عقد اجتماع لمجموعة الاتصال الخاصة في أسرع وقت لجهة تنفيذ اتفاقات مينسك في عقد حوار بين كييف ومناطق جنوب شرقي أوكرانيا.

ولفت الكرملين إلى أن بوتين وميركل وهولاند وبوروشينكو شددوا، كأولويات في الفترة الراهنة، على ضرورة تبادل الأسرى بين طرفي النزاع وسحب الأسلحة الثقيلة بعيداً من خطوط التماس، كما تطرقوا إلى قضايا إعادة إعمار ودعم المناطق المدمرة اقتصادياً وتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية لسكانها.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد في وقت سابق على أن وقف إطلاق النار هو «أولوية مطلقة»، ولا يمكن السماح باستمرار سقوط القتلى، مشيراً إلى أن «السكان يحتاجون في الوقت نفسه إلى تهيئة الظروف الملائمة للعيش» داعياًَ إلى «مناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، واستئناف التعامل الاقتصادي بين المناطق الشرقية وبقية الأراضي الأوكرانية».

ولفت لافروف إلى أن وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، بحسب تقرير مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، لا يزال قائماً على رغم وقوع بعض الحوادث. وأضاف أن «نشر القوات الحكومية الأوكرانية في المناطق الشرقية يثير قلقاً، لكن منظمة الأمن والتعاون أكدت سحب المدفعية الثقيلة بشكل عام».

وأكد الوزير الروسي على أن بلاده تؤيد وحدة أراضي أوكرانيا، مشدداً على أن «احتمال قيام سلطة لامركزية ونظام اتحادي في أوكرانيا أمر يقرره الأوكرانيون أنفسهم»، لكنه اعتبر أن «أوكرانيا ستواجه مزيداً من الصعوبات في حال بقيت قضية الإصلاح الدستوري من دون حل».

وفي السياق، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية ربما تعقد اجتماعاً جديداً بمينسك في 21 كانون الأول.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي في وارسو، دعا الرئيس الأوكراني بولندا إلى دعم كييف في الساحة الأوروبية والمساعدة في إجراء إصلاحات في البلاد، مؤكداً أن بلاده تتوقع من وارسو «ضمان وحدة الاتحاد الأوروبي في التضامن مع أوكرانيا».

من جهة أخرى، أعلن الرئيس البولندي أن بلاده تنوي المشاركة في تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، مؤكداً انفتاح بلاده للمفاوضات حول توريد الأسلحة. وقال إن «بولندا تتفهم تماماً حق أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها» ضد ما وصفه بـ»العدوان»، وكذلك «ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية، لذلك تدعم بولندا وتنفذ قرارات الناتو التي اتخذت في قمة نيوبورت».

وأكد كوموروفسكي أهمية التقارب بين النظام الدفاعي الأوكراني ونظيره الغربي لتوفير إمكان التعاون مع نظام حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وشددت المفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني على دعم الاتحاد الأوروبي للشعب الأوكراني ومساهمته للعملية التي بدأت في مينسك من أجل تنفيذ بنود الاتفاقات كافة التي جرى التوصل إليها.

وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي إن الجانب الأوروبي مستعد للمساعدة على إجراء الإصلاحات المطلوبة في أوكرانيا، مؤكدة ضرورة بدء السلطات الأوكرانية بتنفيذ هذه الإصلاحات، بما في ذلك على المستوى المحلي.

وأضافت المسؤولة الأوروبية: «حان الوقت لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي للانتقال إلى مرحلة جديدة من العلاقات، مرحلة تنفيذ الإصلاحات»، مشيرة إلى أن هذه الإصلاحات تتعلق بالاقتصاد والمشاريع وحقوق الإنسان والمجال الدستوري.

من ناحية ثانية، أعلنت الحكومة الألمانية أنها لا تدرس إمكان تصدير أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، مؤكدة ضرورة تسوية الأزمة دبلوماسياً.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفين زايبيرت إنه لا يمكن حل النزاع في أوكرانيا عسكريا، معرباً عن أمله في أن يضع اجتماع مجموعة الاتصال أساساً لتنفيذ اتفاقات مينسك وتسوية الوضع.

وأكد المتحدث الألماني دعم الاتحاد الأوروبي للسلطات الأوكرانية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، مضيفاً أن الحديث لا يدور حالياً عن تشديد أو تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا.

وأعرب سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، عن قلق بلاده من المناقشات الجارية حالية في دول الغرب حول توريد أسلحة قاتلة إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن على الغرب أن يحث سلطات كييف على «بدء حوار سياسي شامل في أوكرانيا وإجراء إصلاح دستوري، بدلاً من تزويد السلطات الأوكرانية بأسلحة ستستخدم لقتل أهالي منطقة دونباس جنوب شرقي البلاد الناطقين باللغة الروسية».

وفي تعليقه على تقارير إعلامية عن تنقل طائرات لحلف شمال الأطلسي سراً إلى مطارات في شرق أوكرانيا، قال الدبلوماسي الروسي إنه لا يعرف هوية هذه الطائرات ولا أماكن هبوطها، مضيفاً أنه من الضروري تنفيذ اتفاقات مينسك والعمل بشكل دؤوب على عقد لقاء جديد لمجموعة الاتصال الخاصة بالأزمة الأوكرانية في مينسك، وليس رحلات طائرات».

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن تقرير البعثة الأممية للمراقبين عن حقوق الإنسان في أوكرانيا متحيز، مشيرة إلى أن تقرير المراقبين يحمل كامل المسؤولية عن انتهاك اتفاق مينسك بشأن وقف إطلاق النار جنوب شرقي أوكرانيا إلى دونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى صمته عن استخدام القنابل العنقودية والفسفورية من قبل الجيش الأوكراني وتجاهله ما تشهده أوكرانيا برمتها حالياً من مشاكل في احترام حرية التعبير والتجمع وكذلك الظلم في حقوق الأقليات وتأجيج الكراهية.

في السياق، أشاد البيان الروسي باعتراف المراقبين الأمميين بوجود كارثة إنسانية في شرق أوكرانيا إضافة إلى استنكارهم حالات كثيرة لخرق حقوق الإنسان من قبل السلطة وأجهزة الأمن الأوكرانية.

ودعمت موسكو دعوة المراقبين إلى إجراء تحقيق في قضية المقابر الجماعية وجرائم القتل الجماعي في الميدان وأوديسا وماريوبول. وأعربت عن أملها في أن تكون تقارير المراقبين الأمميين الجديدة أكثر موضوعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى