ليفربول يسقط بفخّ الأسباب الخمسة

حسين غازي

تحطمت آمال ليفربول نهائياً، بعد الخروج المدوّي من دوري الأبطال الأوروبي، أكثر الكؤوس أهمية على مستوى العالم والقارة العجوز.

وجاء سقوط الريدز في التشامبيونزليغ على يد بازل السويسري في ملعبٍ بقي فيه وحيداً، على وقع خروج الجماهير محبطة من توالي الهزائم والنتائج السلبية.

ليفربول على مستوى الدوري الإنكليزي، تحوّل إلى فريق يعاني أمام الضيف والمضيف، فلا يشفع له التاريخ ولا حتى الأداء، وكأنه شبح لنادٍ هرم، كان يرعب الفرق أينما حلّ في الموسم الماضي، وهو حالياً يقبع في مراكز الوسط برصيد 21 نقطة بعد أن تجرّع مرارة الخسارة من مانشستر يونايتد، بثلاثية نظيفة.

وتتعدد أسباب التدهور، ولكن النتيجة واحدة، الريدز فقد عناصر عدة، كانت هي صاحبة كلمة الفصل دائماً وأبداً.

عقم هجومي مدقع

لعب رحيل هداف الفريق في الموسم المنصرم، الأورغوياني لويس سواريز، الدور الأبرز في توقّف ماكينة التهديف الهجومية، فسواريز لاعب من طراز كبير، وهداف حقيقي يقتنص أنصاف الفرص ليترجمها إصابة في المرمى، قدم اللاعب قبل رحيله أفضل صورة للمهاجم المثالي الذي يحتاجه أي نادٍ، ما جعله يرحل سريعاً إلى برشلونة وسط منافسة الريال لضمّه.

خروج سواريز من القلعة الحمراء، دفع رودجيرز لاستقدام بالوتيلي، المهاجم المزاجي المشاكس، ولكن الرياح المعاكسة هبّت بعكس ما اشتهت إدارة النادي، فكان الإيطالي بالو دون التوقعات، ولم يفلح في هز الشباك أبداً، وبالتأكيد لا تمكن المقارنة بين قدرات كل منهما، فسواريز وعلى رغم المشاكل السلوكية التي يعاني منها بين الفينة والأخرى، خصوصاً بعد حادثة عضّ كيليني في كأس العالم، يبقى نقطة في بحر اللاعب ا يطالي الأكثر غرابة، فماريو هوايته افتعال المشاكل من دون سابق إنذار.

أما رحيم ستيرلينغ فيسعى جاهداً لتقديم كل ما يملك للفريق، لكنه ما زال قيد التطوير، فاللاعب الإنكليزي لم يتجاوز العشرين سنة. وهناك نقطة أخرى جعلت الريدز في حال يرثى لها على الصعيد الهجومي، وهي بكل تأكيد، إصابات المهاري ستوريدج، الذي يعانده الحظ دائماً، فبعد كل عودة لأجواء المباريات، تأتيه المصائب فيرجع ثانية إلى قائمة المصابين.

غياب الملهم جيرارد

يعتبر تقدم سن جيرارد والهبوط في مستواه البدني، من أكثر العوامل التي أسهمت في فشل الفريق هذا العام، فالنجم الوفي المخلص، والذي يعتبر رمزاً للجماهير والنادي، كالإيطالي توتي لجماهير روما، وديل بييرو لدى أنصار السيدة العجوز، يبقى الرقم واحد في خط وسط الريدز، ولكن ذلك لم يشفع له في كثير من المباريات، وبخاصة خلال مواجهته عناصر شابة، تتمتع بالسرعة واللياقة البدنية العالية. فستيفان صاحب الرقم ثمانية، ليس هو ذاته محرك الوسط الذي شارك في الموسم الماضي، ولم يعد المايسترو القادر على صناعة الفارق في أية لحظة.

الدفاع المهزوز

ساهم هبوط مستوى الفريق بشكلٍ عام، في انكسار الجدار الدفاعي، والذي كان يعاني من صدع وشرخ كبير في السنة المنصرمة، لكنه كان تحت قبعة الإخفاء، المحمية من وسط متماسك وهجوم ناري.

قدوم لوفرين عقد الأمور أكثر، وبدل أن يكون صمّام أمان الفريق، تحول إلى عبء على مارتن سكيرتل، ولم يحصل الانسجام بينهما أبداً. وبدوره مامادو ساخو لم يرتقِ للمستوى الذي يحتاجه ليفربول.

أما ظهيرا الفريق، فهما يقدمان أداءً طيباً نسبياً، فالوافد الجديد من صفوف إشبيلية ألبيرتو مورينو يقدم المطلوب منه فقط، لكنه لم يدخل بعد «الفورما» المثالية، كي يعطي الأفضل للمجموعة. على الضفة الأخرى يقوم غلين جونسون بدور هجومي فعال ورائع، لكنه يسقط في فخّ الأخطاء الدفاعية، ما يكلف الفريق أهدافاً في غير وقتها.

أهداف بالجملة

ظهر هذا العام المستوى الحقيقي، لحارس المرمى سيمون مينولي البلجيكي الجنسية، وبدا جلياً أنه ليس حامي عرين من الطراز الأول، فهو يتلقى أهدافاً سهلة وغير مبررة، وأداؤه في تراجع مستمر، ما يكلّف الفريق بكامله خسارة مباريات مهمة ومصيرية.

تعتبر المشاركة الأوروبية رصاصة الرحمة التي أطلقت تجاه روجيرز ولاعبيه، ما دفع الكثير من النقاد إلى الوقوف، على مستوى التحضير البدني قبل الموسم وخلاله، وأيضاً غياب التحضير الذهني قبل مواجهات دوري الأبطال، فمعظم كتيبة الريدز لم تشارك بمسابقات كهذه، والفريق غاب أربع سنوات عن المنافسة الأبرز في القارة.

ويوجه الكثيرون أصابع الاتهام للمدرب وفريق عمله، كالأمر الذي يحصل مع لويس فان غال في مانشستر يونايتد، فالإصابات تتكرر، ومعظمها جراء الضغط العالي في التمارين، أو انخفاض مستوى التمارين.

وتطرح جماهير الأنفيلد رودز سؤالاً على نفسها، هل سيسير ليفربول وحيداً، أم أنه سيعود إلى المسار الصحيح في الموسم المقبل؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى