علي عبد الكريم لـ«العهد»: الحكومة اللبنانية تريد حواراً من تحت الطاولة

اعتبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن خطة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، «لا تزال في مرحلة الحوار والمناقشات، وكل القيادات المعنية في سورية وعلى رأسها الدكتور بشار الأسد أكّدت أنها تدرس هذه الخطة بإيجابية وجدية، فالمبعوث الجديد قدم بوادر فيها ما يسمح بمناقشتها والأمور تأخذ مجراها، وإن كانت بعض المواقف الأوروبية التي تبارك هذه الخطة أو تدعمها تقدم اختراقات ضد هذا الدعم عبر استخدام أسلوب ازدواجية المعايير في البيان الواحد، ولكن الأمور في بداياتها وسورية ترحب بأية مقترحات جدية حقيقية تسهم في حقن الدماء».

وأكد السفير السوري أن «الغالبية العظمى من الشعب السوري تريد حواراً سورياً – سورياً على طاولة واحدة، ولكن لا يزال المانع من ذلك هو الدعم والتسليح والتمويل والرعاية الذي تقدمه بعض الدول للإرهاب»، مشيراً إلى أن «المطلوب تطبيق القرارين 2170 و2178 ومنع خرقهما من قبل الجانب التركي والسعودي والقطري لكي لا تُجهض خطة دي مستورا». وكرر التأكيد أن «سورية منفتحة على أي فعل دولي أو اقليمي وعلى أية مبادرات إيجابية، لكنها متمسكمة بسيادتها وبأولوية مكافحة هذا الإرهاب الذي سيرتد على داعميه».

وأعرب علي عن تفاؤله بإيجابيات كبيرة قد تحدث في العام المقبل ويكون لها انعكاسات مباشرة على مسار الأحداث في سورية، مشيراً إلى أن «الملف النووي الإيراني يحمل علامة لانفراجات متوالية، والصمود الروسي والسياسة الاقتصادية التي تقودها دول البريكس والمتغيرات في المنطقة، والحراك المصري والنجاح الذي حققته الثورة المصرية وسقوط الإخوان المسلمين والحركات المتطرفة في مصر وتونس، وما يحدث في المنطقة من نجاحات للقوى الشعبية المستنيرة الوطنية الغيورة، كل هذه مؤشرات ستكبر وستتكسر معها رهانات «إسرائيل»».

وعن العلاقة مع الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال علي: «لمصر وسورية تاريخ يربط بينهما وقيادات غيورة على أمنهما»، مؤكداً أنّ «صمود سورية أسهم بفاعلية كبيرة في نجاح القوى الوطنية المصرية وإسقاط الفجور الذي جسده الإخوان المسلمون». وأضاف: «هناك خيوط كانت ممدودة ولم تنقطع بين مصر وسورية، وهناك إشارات إيجابية مستمرة بعضها معلن، ويهم سورية أن يعود لمصر دورها، وكل الغيورين على موقع مصر يعلمون أن لسورية دوراً مكملاً إلى جانب مصر».

وفي الشأن اللبناني، لفت السفير السوري إلى أنّ «سورية لا تتدخل في الملف الرئاسي، فهذا أمر لبناني- لبناني ترفض دمشق التدخل به، لكنها مع أي مرشح يقرره الشعب اللبناني، ويضمن الخط الوطني الحاضن للمقاومة والداعم لها والحامي لسيادة لبنان».

وحول الحديث عن «مبادرة» سورية لحل ملف المختطفين العسكريين، قال علي: «نحن ندعو دائماً الى أعلى درجات التنسيق بين حكومتي سورية ولبنان للقضاء على جذور بؤر الإرهاب وللحفاظ على أمن لبنان وسورية، ولكن الحكومة اللبنانية تريد حواراً من تحت الطاولة، وهذا ما لا يصب في مصلحة لبنان ولا يمكن أن تقبل به سورية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى