وانتصر السيجار الكوبي

رفعت البدوي

الولايات المتحدة الأميركية تلغي العداء التاريخي مع كوبا الثورة، كوبا تشي غيفارا وفيديل كاسترو وراوول كاسترو.

انتصرت الثورة في بلد السيجار والسكر، وفي خطوة لاحقة سترفع العقوبات عن كوبا، وسيتمّ تبادل السفراء بين البلدين.

تمّ تبادل السجناء وأفرج عن 53 سجيناً كوبياً مقابل 3 سجناء أميركيين، وكانت المكالمة التاريخية بين أوباما وراوول كاسترو، والتي استمرّت لأكثر من ساعة كاملة.

إذاً… انتهى العداء الذي استمرّ لأكثر من نصف قرن بين البلدين، وبقيت كوبا على ثوابت الثورة الكوبية، في المقابل صحّحت الولايات المتحدة الخطأ التاريخي بحق شعب رفض الهيمنة ورفض الرضوخ لإملاءات الدول الغنية.

بات الشعب الكوبي يعلم أن الثورة كانت على حق، وأنّ أميركا هي من أخطأ ولفّق وكذب وظلم وفرض العقوبات، لكن صمود الشعب الكوبي وتكيّفه مع تلك العقوبات الظالمة، واعتماده على ذاته، أثبت للعالم صحة القول المأثور: «إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ للقيد أن ينكسر»، الثورة في كوبا لم تكتف بهذا، بل ساندت ووقفت إلى جانب ثورات الشعوب الطامحة إلى الحرية والرافضة للاحتلال، فدعمت الثورة الفلسطينية، وناصرت حقوق الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي، ووقفت إلى جانب الثورة في إيران، ودعمت العرب في نضالهم ضدّ العدو «الإسرائيلي»، وأعلنت أنها مع سورية العروبة وحقها في الدفاع عن نفسها في حربها ضدّ قوى الغرب المتآمر، ودعمت سورية في حربها ضدّ الإرهاب.

انتصر السيجار الكوبي ومن الممكن أن نشهد شحاً في سوق السيجار الكوبي في بلادنا، لأنّ السوق الأميركية فتحت ويُنتظر تنشّق رائحة السيجار الكوبي في شوارع الولايات المتحدة.

اليوم يكتب التاريخ صفحة جديدة بلغة الاسبانيول الكوبية التي تحكي قصة صمود شعب أراد الحياة بكرامة فنجح بكسر جبروت الدولة العظمى، وها هي أميركا تبادر إلى تصحيح الخطأ.

هذا التحوّل له ارتدادات على المستوى الدولي لسياسات أميركا الخارجية وانعكاسات إيجابية تجني ثمارها الدول والشعوب التي صمدت بوجه الهيمنة والجشع الأميركي.

من كان يتصور جلوس وزيري الخارجية الإيراني والأميركي وجهاً لوجه وإجراء محادثات مباشرة بين الطرفين في شأن الملف النووي على رغم العقوبات المفروضة على إيران لأكثر من ثلاثة عقود؟

من كان يتصور طلب الولايات المتحدة من السلطات في سورية تعاوناً أمنياً لمواجهة الإرهاب؟ ومن كان يتوقع إقالة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل والسبب هو خلاف مع البيت الأبيض حول النظام في سورية؟ من كان يتصور أن الولايات المتحدة باتت تتحدث عن حل سياسي في سورية برعاية الرئيس بشار الأسد؟

كما حصل في كوبا سينسحب على سورية الشعب والدولة التي رفضت إملاءات أميركا عام 2013، ورفضت سلاماً مزيفاً مع العدو «الإسرائيلي»، ورفضت فك التحالف الاستراتيجي مع إيران، ورفضت إغلاق مكاتب القوى الفلسطينية المناضلة والرافضة لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ورفضت وقف دعمها ورعايتها ودعمها للمقاومة اللبنانية، ورفضت الرضوخ لكل الإغراءات وأصرت على حق الشعب الفلسطيني باسترجاع فلسطين كل فلسطين، ووقفت مع مبدأ حق العودة للفلسطينيين، لا بل قدمت للفلسطينيين ما لم تقدمه أي من الدول العربية منفردة أو مجتمعة أو من خلال جامعة الدول العربية التي تآمرت بدورها على سورية.

لكن القيادة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري وكل سورية ستنتصر على المؤامرة الكونية التي ما برحت الوطن السوري لأكثر من أربعة أعوام كاملة.

دول عربية أعادت فتح سفاراتها في دمشق والبعض الآخر على الطريق على رغم الكبرياء والغرور الذي أصابهم بالهذيان وهناك دول غربيه أيضاً على الطريق.

السفارة الأميركية في كوبا ستفتح أبوابها في كوبا قريباً، وسنشهد السفير الأميركي القادم إلى هافانا يدخن السيجار الهافاني.

قريباً سيعاد افتتاح السفارة الأميركية في دمشق وسنرى السفير الأميركي يتذوق البرازق الشامي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى