اجتماع عاجل للجنة أوكرانيا ـ الناتو اليوم على خلفية أحداث ماريوبول

دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري إلى استخدام تأثيرها في كييف لنبذ الخيار العسكري شرق أوكرانيا.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أمس، أن المكالمة تركزت على الوضع جنوب شرقي أوكرانيا، حيث شدد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري لغارات مدفعية في دونباس وسحب الأسلحة الثقيلة. كما أكد الوزيران استعداد موسكو وواشنطن على العمل على تسوية الأزمة الأوكرانية.

وأضاف البيان أنه «رداً على اقتراح كيري عن توسيع صيغ المفاوضات التي تضمها جهود التسوية، أشار لافروف إلى استعداد روسيا للقيام بواجبها من أجل دفع طرفي النزاع إلى حل سلمي بإدراكهما أن التقدم الواقعي لن يحقق سوى عن طريق الحوار المباشر مع دونيتسك ولوغانسك، والذي تتجنبه كييف بشدة، ما يؤكد أنها اختارت أن تتوجه نحو قمع جنوب شرقي أوكرانيا بالقوة».

كذلك أشار إلى أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لم يرد حتى اللحظة على رسالة للرئيس فلاديمير بوتين 15 كانون الثاني، دعا فيها إلى سحب الأسلحة الثقيلة عن خط المجابهة، وفق اتفاقات مينسك، على رغم دعم المقترح من قبل مشاركي الاجتماع بصيغة نورماندي يوم الأربعاء الماضي.

جاء ذلك في وقت اعتبر الرئيس الأوكراني أمس أن لا بديل من اتفاق مينسك في عملية تسوية الوضع في دونباس. وقال خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي والدفاع: «نحن لن نسمح بتقويض اتفاق مينسك، كل شيء يجب أن يستند إليه»، مؤكدًا أن بلاده لن تفرض الأحكام العرفية في مناطقها الجنوبية الشرقية، وأنها ملتزمة التوصل إلى حل سلمي في دونباس.

إلا أن الرئيس الأوكراني وقادته العسكريين لم يفسروا مغزى وجود الأسلحة الثقيلة التي نص اتفاق مينسك على سحبها من منطقة المواجهات.

وذهب وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك إلى أبعد من ذلك معلناً في نفس الوقت والمكان، لكن بنبرة مغايرة، أن كييف تنشر وحدات عسكرية إضافية وتعزز قواتها في جنوب شرقي البلاد.

إلى ذلك، أعلن أمس نية لجنة «أوكرانيا – الناتو» عقد اجتماع طارئ اليوم الاثنين على خلفية الأحداث في ماريوبول.

وقال يغور بوجوك نائب رئيس البعثة الأوكرانية لدى حلف شمال الأطلسي إن إيغور دولغوف، رئيس بعثة بلاده لدى الناتو طلب من الأمين العام للحلف عقد اجتماع طارئ للجنة أوكرانيا الناتو لبحث الوضع، واتخاذ مزيد من الإجراءات.

وفي السياق، فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مسودة بيان حول الوضع في أوكرانيا على خلفية القصف الذي تعرضت له مدينة ماريوبول جنوب شرقي البلاد.

وقال المكتب الصحافي التابع لممثلية روسيا الدائمة في المجلس «خلال يوم 24 كانون الثاني بحثنا الموقف الذي يمكن لأعضاء مجلس الأمن تبنيه من أحداث ماريوبل التي أسفرت عن مقتل مدنيين… إلا أننا لم نتوصل إلى إجماع بسبب إصرار الوفد البريطاني على أن يصدر المجلس تنديداً بتصريحات فردية صادرة عن ممثلي قوات الدفاع الشعبي شرق أوكرانيا ».

يذكر أن 30 مدنياً قتلوا وأصيب 97 آخرون بجروح إثر قصف طاول عدداً من الأحياء في مدينة ماريوبول الواقعة تحت سيطرة قوات كييف جنوب شرقي أوكرانيا، في حين أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية أنه أمر قوات الدفاع الشعبي بالتصدي لقوات كييف في مدينة ماريوبل جنوب شرقي أوكرانيا، مؤكداً أن «اقتحام ماريوبل ليس في نية أحد».

وقال ألكسندر زاخارتشينكو: «أوصيت باستهداف مواقع القوات الأوكرانية المتمركزة شرق ماريوبل. ولا ينوي أحد اقتحام المدينة… إننا لسنا وحوشاً مثل هؤلاء الموجودين في كييف». وأكد أن كييف أرسلت مجموعة كبيرة من قواتها إلى ضواحي ماريوبل، مضيفاً أن مواقع قوات دونيتسك تتعرض باستمرار لقصف مدفعي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى