زمان المصالحة والحوار وتهديدات علوش فالصو

سعد الله الخليل

لماذا أطلق زهران علوش تهديداته لدمشق وقصفه المدينة؟ ولماذا انتظر كلّ هذه المدة طالما أنه قادر على إيصال صواريخه إلى قلب العاصمة؟ وما الذي استجدّ في مواجهة علوش للدولة السورية؟ وما هي التطورات التي دفعت بعلوش إلى التصعيد؟ ولماذا لم يهدّد بعد نشوة نصره بالقضاء على كتائب ما يُسمى «جيش الأمة» الذي اجتاح مقرّاته وأسرَ قياداته خلال ثمانية وأربعين ساعة مطلع العام الحالي؟

لا جديد في حرب علوش على الشعب السوري سوى إدراكه قرب انفراط عقد منظومته الإرهابية واقتراب وصول التآكل التدريجي إلى أسوار قلعته دوما التي شكل خروج 1500 من مسلحيه عن طاعته وتسليم أنفسهم للجيش السوري ضربة لعلوش في الصميم، فيما كان يظنّ أنّ قلعته حصينة وعصية على التخلخل، متسلحاً باحتجازه المدنيين في المدينة كدروع بشرية تحمي مجموعاته وتمنع استهداف الجيش لها.

وانطلاقاً من هذه الرؤية شكل خروج أكثر من 5000 مدني من دوما وريفها ضربة أخرى لعلوش لا يقلّ صداها وتبعاتها عن خروج المسلحين عن الطاعة «بعد ان ضاقوا ذعراً من تصرّفات علوش الذي جعلهم لا يختلفون عن مسلحي «داعش» من حيث الممارسات السيئة وأحكام الإعدام الميدانية»، و«الفرق بين التنظيمين هو الكاميرا فقط، فبينما يحرص مقاتلو «داعش» على تصوير أعمالهم بغية دبّ الرعب في قلوب الناس، يخفي مقاتلو زهران أعمالهم تلك».

وبالتوازي مع عنتريات علوش يشهد ريف دمشق خطوات عملية واثقة باتجاه المصالحات الوطنية، والتي يحاول علوش تعطيلها سواء في عربين ودوما التي تشير المصادر إلى مساعي جدية نحو المصالحة وهو ما دفع علوش إلى إطلاق جنون تهديداته.

إذاً مسار المصالحة هو المعيار… فبين مصالحة شعبية وحوار سياسي تسير قافلة الحلّ السياسي، وأمام الحاضرين في حوارات العواصم من القاهرة إلى موسكو تحديات كبرى ومعايير لفرض أوزان على الأرض تطرح تساؤلات حول من يستطيع إخراج 5000 مدني و1500 مسلح نحو المصالحة من معقل علوش الذي تمثله دوما، هل يضمن أحمد معاذ الخطيب أو جمال سليمان أو حسن عبد العظيم أو ميشال كيلو هذا العدد من المدنيين والمسلحيين؟

يدرك القاصي والداني أنهم عاجزون عن ذلك، فماذا يمكنهم إذاً طرحه على طاولة التفاهمات غير تفاهم غير مباشر مع الدول الإقليمية والعالمية الراعية لها تخرج إلى العلن تفاهمات دولية كبرى.

أما في الداخل السوري فمحصلة جهودها المسلحة والشعبية تقترب من الصفر، كون جماعة «الإخوان المسلمين» و«القاعدة» بجناحيها «داعش» و«النصرة» هم فقط من يمتلكون قدرة جلب المقاتلين والمواطنين للمصالحة وهم ليسوا في وارد السير في مصالحة تنهي وجودهم وسيطرتهم.

المتابع لمسار الأحداث يدرك أنّ المصالحات الشعبية وحدها التي تأتي بثمار سياسية فور نضوج المصالحات السياسية لتغدو واجهة وقاعدة تستخدمها القوى الكبرى لترجمة مصالحته حين نضوجها وترجمتها بشكل علني عبر مواقف واضحة تبدأ من خلالها تركيا بإغلاق حدودها في وجه تدفق المسلحين وباقي الدول انطلاقاً من السعودية ودول الغرب غيرها من الدول بوقف التمويل والتسليح تحت يافطة الحوار والمصالحة.

يبدو أنّ الزمان زمان الحوار والمصالحة ولا وقت يضيّعه السوريون في التخمينات وجنون علوش تعبير عن الجهود الحقيقة المنصبة نحو الحوار والمصالحة… فإلى الحوار والمصالحة سرّ…

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى