تقرير

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يضع العلاقات بين الولايات المتحدة والعاهل السعودي الجديد محل اختبار. وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسياً أميركياً التقى في أواخر الثمانينات عدداً من المسؤولين السعوديين من بينهم وليّ العهد في ذلك الوقت الأمير عبد الله بن عبد العزيز، الذي قال له إن الصديق الذي لا يساعد ليس أفضل من عدو لا يؤذيك. والآن، فإن الولايات المتحدة والسعودية بحاجة إلى مساعدة بعضهما أكثر من أيّ وقت مضى، في الوقت الذي يرتعد الشرق الأوسط من عدم الاستقرار الممتد من سورية إلى العراق واليمن وانتشار التهديدات الإرهابية، وأيضاً تهديدات لإرث التدخل الأميركي في العراق وحكم القيادة السعودية في العالم العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان من المقرّر أن يصل إلى الهند صباح أمس الأحد لحضور احتفالات عيد الجمهورية، ألغى زيارته إلى تاج محل، وتوجّه إلى الرياض لتقديم التعازي في الملك عبد الله ولترسيخ العلاقات مع الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز الذي يرث هذه القائمة من المشكلات مع ولي عهده.

وكانت السعودية تتساءل خلال غالبية فترات رئاسة أوباما عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد انضمت إلى فئة الأصدقاء غير المفيدين، وكان لديها شكوك في التزام الولايات المتحدة إزاء المنطقة. ويقول الدبلوماسيون إن الملك عبد الله كان غاضباً في السنوات الأخيرة من فشل أوباما في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وأنه كان محبطاً من غياب الضغوط الأميركية من أجل تسوية بين الفلسطينيين و«إسرائيل»، وشعر بالقلق إزاء ما إذا كانت المحادثات النووية التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران ستؤدي إلى إعادة تقارب بين واشنطن والخصم الرئيس للرياض في المنطقة. إلا أن المسؤولين الأميركيين يقولون إنه على مدار الأشهر القليلة الماضية، عادت العلاقات بين واشنطن والرياض إلى الدفء من جديد، وتعزّزت بالزيارة التي قام بها أوباما إلى العاصمة السعودية الرياض في آذار الماضي، والأكثر أهمية بتركيز البلدين الأساسي والأول على التصدّي لصعود «داعش».

ونقلت «واشنطن بوست» عن أحد كبار مسؤولي الإدارة الأميركية قوله إنه لا يريد أن يرسم صورة للانسجام الكامل في العلاقات. فالسعوديون يريدون من واشنطن أن تكون أكثر قوة مع إيران ومع سورية. إلا أنه أضاف قائلاً إنه يعتقد أنه على كلا الجانبين، كان هناك تطور، ويعتقد أن صعود «داعش» قرّب بين البلدين.

وتابع المسؤول الذي لم يكشف عن هويته قائلاً إن السعوديين يرون «داعش» تهديداً مباشراً لاستقرارهم الداخلي، وأنه خلال زيارة الأمير محمد بن نايف إلى أميركا في كانون الأول الماضي، قال مسؤول الأمن الداخلي في المملكة والذي يشغل الآن منصب وليّ وليّ العهد: «لا خلافات واضحة في الآراء، وقضية بعد أخرى، أصبحنا قادرين على الاتفاق على المضيّ قدماً».

وتقول «واشنطن بوست» إن المخاطر في هذه العلاقة عالية. فالولايات المتحدة تريد مساعدة من السعودية في تعقب الإرهابيين ووقف تمويل الجماعات «الجهادية» المسلحة، وباعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، فإن استقرار السعودية هام للاقتصاد العالمي. كما أن الرياض من جانبها تريد مساعد الولايات المتحدة في حماية بنيتها التحتية النفطية الشاسعة وممرات ملاحية لناقلاتها النفطية. وفي الوقت نفسه، فإن المراقبين السعوديين والغربيين يقولون إن المملكة تصدّ التهديدات التي تواجه حدودها الآن، لا سيما صعود الجماعات الشيعية المدعومة من إيران، وتآكل هيبة السعودية كزعيمة للعالم السنّي في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى